تشهد مدينة سكيكدة هذه الأيام حركية تجارية لافتة بالتزامن مع انطلاق موسم التخفيضات الصيفية، الذي تحوّل إلى موعد سنوي ينتظره المواطنون بشغف، بحثاً عن عروض تناسب قدراتهم الشرائية وتلبي احتياجاتهم المتعددة. وفي جولة ميدانية إلى حي "الممرات" وسط المدينة، بدت مظاهر الانتعاش التجاري واضحة على المحال التجارية، حيث تعج الواجهات باللافتات الجذابة التي تعلن عن "تخفيضات الصيف"، "أسعار لا تنافس" و"تفريغ المحل"، في محاولة لاستقطاب الزبائن وتحفيزهم على الشراء. وتبرز فئة النساء بشكل خاص ضمن الزبائن المترددين على هذه المحال، سواء ربات البيوت أو الشابات المقبلات على الزواج. السيدة كريمة، وهي موظفة في الأربعينيات، عبّرت عن امتنانها لهذه الفرصة قائلة: "أترقب موسم التخفيضات كل سنة، لأنه يمكنني من شراء ما أحتاجه بأسعار معقولة، خاصة مع قرب الدخول الاجتماعي". من جهتها، ترى كوثر (26 سنة)، أن التخفيضات مكّنتها من اقتناء مستلزمات الزواج دون ضغط مالي، حيث استطاعت شراء "ملابس، سجاد، وقطع أثاث وزينة" بأسعار خفضت في بعض الأحيان إلى النصف، مما سمح لها بتوفير مبلغ مهم لاستعماله لاحقاً. أما التجار، فقد أبدوا ارتياحهم لهذه الديناميكية التجارية التي تساعدهم في تصريف السلع القديمة وتنشيط الدورة الاقتصادية. وأكد كريم، صاحب محل ملابس نسائية، أن "التخفيضات فرصة ذهبية لتنشيط السوق وتلبية طلب الزبائن المتزايد على المنتجات منخفضة السعر". من جانبه، أكد السيد لطفي بوذراع، مدير التجارة بالنيابة لولاية سكيكدة، أن مصالحه سخرت كافة الوسائل لإنجاح هذا الموسم، من خلال مراقبة احترام الشروط القانونية وضمان شفافية التخفيضات. وأوضح أن "كل تاجر يستوفي الشروط التنظيمية يمكنه المشاركة في العملية". ويبدو أن موسم التخفيضات لا يساهم فقط في تحريك العجلة الاقتصادية، بل يمنح العائلات الجزائرية متنفساً لترتيب أولوياتها المالية وتحقيق توازن نسبي بين الحاجيات والإمكانات، في ظرف اقتصادي يفرض الكثير من التحديات.