ما هو معروف أن أي زعيم لا يتقبل فكرة التداول، وإذا حدث ذلك فإما بالوفاة أو بالانقلاب، وهذا المنطق ينطبق بشكل كبير على الأحزاب السياسية الجزائرية، بحكم وجود قيادات أحزاب لم تتغير منذ الإنشاء، على غرار أحمد أويحيى، بلخادم، أبو جرة سلطاني، الويزة حنون، موسى تواتي، سعيد سعدي، جاب الله وآيت أحمد وغيرهم، لكن بعض القيادات تقدمت بالمبادرة وقدمت الإسقالة على غرار حسين آيت أحمد وسعيد سعدي بدون الدخول في صراعات داخلية من شأنها أن تسبب في انشقاق أحزابهم، في حين بقي الآخرون متمسكين بالقيادة رغم تعالي الأصوات الداعية إلى انسحابهم، وأدى ذلك إلى انقسام أحزابهم على غرار حمس والنهضة أو الاستقالة في آخر المطاف، بعد انقضاء كل السبل للحفاظ على الكرسي وهذا ما حدث مع أحمد أويحيى، ويبقى السؤال مطروحا حول مستقبل عبد العزيز بلخادم في قيادته للأفلان مع تنامي قوة التقويمية التي تنتظر الجمعية العامة للجنة المركزية القادمة في نهاية الشهر الجاري بفارغ الصبر للإطاحة به، ونفس السؤال يطرح حول مستقبل أبو جرة سلطاني في المؤتمر الخامس للحزب، وإذا تحقق ما تسعى إليه الحركات التقويمية في مختلف الأحزاب فإن هذه الأخيرة سوف تدخل عهدا جديدا يتسم بالديمقراطية والتداول عن القيادة الذي طال انتظاره منذ الانفتاح السياسي المعلن عنه في نهاية الثمانينات.