إن الضغط الذي تسببه الإعاقات على اختلافها لا يعاني منه المعوق فقط وإنما يتعدى الأمر إلى الأسرة بأكملها, هذه الأخيرة صارت تتطلب رعاية ومساعدة من طرف الأخصائيين من أجل التمكن من توفير الرعاية الضرورية, خاصة وأن التكفل بالمعوق لا يشمل التكفل المادي فقط وإنما يتعداه إلى التكفل النفسي. وعن هذا التكفل النفسي, تقول السيدة زرطيط, عضوة بجمعية الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة أنه يجب معرفة نوعية الإعاقة التي يعاني منها الطفل وحاجياته وبناء عليها تحدد طريقة التربية الخاصة وكيفية تلبية حاجيات الطفل ومنه اتباع نموذج نوعي من العناية للتخفيف من الإعاقة. التكفل النفسي ليس مهمة الأسرة فقط وفي توضيحها لهذه النقطة, تقول محدثتنا أنه يجب أن يشعر الطفل في محيطه أنه شخص عادي جدا ويعامل كغيره من الناس وهذا لا يقتصر على محيطه الأسري فقط, بل هناك مؤسسات من شأنها تنمية شخصية المعوق من خلال ما توفره من نشاطات تساعد في إدماج المعاقين, ولكن هذا الدعم المقدم من طرف تلك المؤسسات يبقى تكميليا لدعم الأسرة التي تبقى هي الأساس وتتطلب تضافر الجهود بين أفرادها من أجل إحاطة المعوق بجو خاص يخفف من معاناته ولا يجعله يشعر بالنقص. لابد من التكفل النفسي بأسرة المعوق هناك عدة وسائط يمكن من خلالها تشجيع الأسر ومساعدتها من أجل التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة من أفرادها حسب ما أشارت إليه عضوة جمعية الأمل وذلك من خلال إفهامها لنوعية وطبيعة إعاقة المصاب, إضافة إلى دور وسائل الإعلام في تقديم معلومات حول مختلف الإعاقات علاوة على الدور الذي يجب أن تلعبه مراكز التكفل في توعية الأسرة بحقوق المعوق المختلفة مع تقديم التوجيه والإرشاد من طرف المختصين. هذا وأشارت المتحدثة إلى ضرورة تنظيم اجتماعات بين الأسر التي تحوي أفرادا معوقين من أجل أن تشارك بعضها البعض في تبادل المعلومات وبالتالي يخف المشكل نوعا ما عندما يشعر الجميع أنه مشكل عام وليس خاصا به وحدهم, «وهذا ما بينته التجربة التي خاضت غمارها العديد من الجمعيات, حيث أن أم الطفل المعوق مثلا تأتي لتحكي عن معاناتها وشعورها نتيجة إعاقة ابنها وهذا يخفف عنها كثيرا وبالتالي تعمل أكثر على إدماج ابنها وأن لا تعزله مما قد يولد عقدة لدى الطفل فيصبح أكثر عنفا». وتضيف ذات المتحذة «إن الأولياء الذين لديهم طفل معوق بحاجة ماسة لمن يسمع انشغالاتهم, إذ يحتاجون لإبداء مشاعرهم, فرغم أن هناك من تخجل أو يخجل بابنه المعوق إلا أن هناك آباء تجاوزوا الأمر وهم يتكيفون مع الوضع بصورة جيدة, فالتكفل النفسي من شأنه فتح باب التواصل بين المعوق والمجتمع مثل تكوين صداقات, والمشاركة في نشاطات خاصة», وفي هذا الصدد تقول السيدة زرطيط أنه يجب العمل على تشجيع الأسر التي يكون أحد أفرادها معوقا على الانخراط والاندماج في الجمعيات الناشطة في هذا المجال ليتعلموا كيف يتكفلوا بالمعوق بصفة جيدة. للحركة الجمعوية دور كبير في إدماج المعوق كما أشارت المحدثة إلى وجود بعض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يرفضون التكفل النفسي بسبب أنه فقد الأمل, ولكن هنا يجب أن يبرز دور الأطباء والحركة الجمعوية والمجتمع المدني عموما في إخراج الطفل من تلك القوقعة وأن يعمل الجميع على إفهامه أن الله خلق له قدرات يمكنه استغلالها, فالمعوق وبمساعدة المجتمع يمكن أن يندمج بكل سهولة, كما أن دور الجمعيات ضروري جدا في مساعدة الفريق الطبي في التكفل بالمعوق,هذا وطالبت محدثتنا بضرورة إبداء اهتمام أكبر بالمعوق من تأهيل, تربية وتعليم وتوفير فرص العمل.