بقلم: محمد بونيل تم رفع الستار، إشارة في افتتاح والانطلاق الرسمي لفعليات الصالون العرض الفني، الذي يشمل الفن الثامن وتحديدا فن التصوير الفوتوغرافي، كان حينها جمع الحضور كثر، وكأني عليهم يشكل (قوس قزح) لألوان من شتى أطياف المجتمع، طلبة وطالبات من الجامعات وصحفيين متخصصين في الشأن الثقافي والفني الإبداعي، كتاب متخصصين في النقد الفني وأخيرا هواة ومتحمسين لذات الفن القائم بحد ذاته كباقي الفنون.. تارة تجد جموع الزوار حوالين التحفة الفوتوغرافية وتارة أخرى تجد زائرا على انفراد بالقرب من التحفة ويكرر بعضهم نفس العملية، عملية معاينة التحفة فما يليها من تحف فوتوغرافية مجاورة لبعضها البعض، وبينما نخبة من الشباب الزائرين للصالون هم واقفون أمام التحفتين الفوتوغرافيتين الجميلتين وصاحبيهما الفنان المصور الفوتوغرافي كان من ورائهم يلتقط لهم صورا تذكارية وهم على حالهم يستمتعون بما توحي به تلك التحفتين الفوتوغرافيتين من معاني وتعكسه من جماليات، مدعما ذلك ومستشهدا بمدى تجاوب وتفاعل أولئك الزوار مع مواده الإبداعية وإبداء الرضى والإعجاب بما جادت به عدسة كاميرته من نتاج تلك الصورتان اللتان تحملان توقيعه، تستمر حركة مشاهدة الزوار للتحف الفوتوغرافية المعروضة، هنا يتوقف رعية صيني يبدوا عليه تابع للملحق الثقافي لسفارة جمهورية الصين الشعبية المتواجدة على تراب البلد المنظم للصالون، ثم يأتي الدور وتقف أمام التحفتين الفنيتين مجموعة من النساء المتألقات، حيث أبدين إعجابهن بالمواد المعروضة، هم كذلك التقط لهن صورا فوتوغرافية بالقرب منها، لقد كنا جميعهم على أعلى قمة من الفرحة والسرور المرسوم من خلال ابتسامتهن الجميلة وكما بدت ملامح السعادة واضحة على وجوههن، كان ذلك بالنسبة للفنان المصور الفوتوغرافي بمثابة عربون نجاح والذي من جانبه بادلهم نفس الشعور بالابتسامة التي كانت لا تفارقه معبرة بوضوح عن تفاؤله وصفاء سريرته، حيث لا يكاد بريق شعاعها يغيب من على وجهه الوديع ويعكس من خلالها ما بداخله من أخلاق وقيم التي جبل عليها منذ صغره وطفولته.. وهو على حالته واقفا ليس ببعيد عن تحفه الفوتوغرافية يترقب ويترصد من خلال عدسة آلة التصوير للمارة من الزوار الواقفين أمام لوحاته الفوتوغرافية آخذا لهم بذلك صورا تذكارية لدواعي الأرشيف الخاص به، يفعل ذلك تارة وتارة أخرى يخصص لحظاتها لتحدث والدردشة مع عشاق ومحبي هذا الفن الثامن، فن التصوير الفوتوغرافي وهو على حاله يفعل ذلك إذ يقترب منه شيخ كبير رفقة شاب يطلبان منه التوقيع لهما على الدليل (الكتالوج) الحامل لمجموع صور المشاركين من خلال الصالون وتحديدا الصفحة التي تحمل تحفه الفوتوغرافية، وقتها يبتسم لهما ويترك لكل واحد منهما على حدا باسمه الخاص، إهداء يحمل في مكنوناته أسمى عبارات التقدير والاحترام.. حينئذ تقترب من الفنان المصور الفوتوغرافي إحدى الزائرات ألحسناوات، هي فتاة صاحبة القوام الجميل والشعر الطويل وبأسلوب هادئ ورزين، ألقت عليه بالتحية وبرائحة عطرها الزكية وفي ملامح وجهها قد بدت من خلالها ابتسامتها الفتية وعيناها العسلية، وبكلمات رقيقة، كرقة أحاسيسها وعذوبة تعبيرها، التي تفوح منها رائحة عطر الكلمات، كلمات ليست كالكلمات، (من فضلك ممكن، أيها الفوتوغراف، أتوغراف على الفوتوغرافيا..) * فنان مصور فوتوغرافي وكاتب مساهمات فنية