بيع المطلوع وجمع البلاستيك.. أطفال يمارسون حرفاً متنوعة خلال العطلة الشتوية يضطر العديد من الأطفال لاسيما المنتمين إلى أسر بسيطة محدودة الدخل إلى العمل خلال العطلة ولم يعد الأمر يقتصر على العطلة الصيفية طويلة المدى بل امتدّ حتى إلى العطل الفصلية على غرار العطلة الشتوية التي اقتحم فيها الأطفال معظم الحرف التي تعود عليهم بمداخيل حتى ولو كانت بسيطة فهم يسدّون بها نفقاتهم ومصاريفهم اليومية ويساعدون بها أسرهم. نسيمة خباجة من بيع المطلوع إلى جمع البلاستيك وبيع الحديد والنحاس مكانهم الطرقات السريعة والأسواق الشعبية وبتنا نشاهدهم وهم ينبشون النفايات عبر المفارغ للظفر بالبلاستيك والنحاس وكل شيء يعاد بيعه هم أطفال استغلوا العطلة الشتوية للعمل بدل الانتفاع من الراحة والترفيه عن النفس اختاروا العمل وتحصيل القوت اليومي لأسرهم البسيطة إن لم نقل الفقيرة. بيع المطلوع.. الحرفة المعهودة تحوّل بيع المطلوع إلى حرفة معهودة لدى فئة واسعة من الأطفال نجدهم يخاطرون بأنفسهم على حواف الطرقات السريعة من أجل كسب لقمة العيش كما تكون الأسواق الشعبية وجهة لهم لترويج سلعتهم والعودة بعائدات لا بأس بها لأسرهم وهو ما أقبل عليه العديد من الأطفال خلال هذه العطلة بحيث انتشروا عبر الطرقات والشوارع لبيع المطلوع يستعطفون مشاعر الزبائن فيقتربون منهم من أجل الشراء وهو ما لاحظناه عبر الطرقات السريعة. التقينا بالطفلة ريم البالغة من العمر 10 سنوات كانت تروّج لسلعتها بمنطقة حمام ملوان بولاية البليدة وشهدت إقبالا كبيرا بسبب النكهة المميزة للمطلوع الذي تعرضه بشهادة الزبائن قالت إنه منذ بداية العطلة الشتوية لم تتوقف عن العمل بحيث تُعد لها أمها كمية كبيرة من المطلوع ولا تعود إلى المنزل إلا بعد بيعها وقالت إن الزبائن يقبلون بكثرة على سلعتها خاصة وأنها تضمن النكهة والنظافة معا وعن دوافع ممارستها لبيع المطلوع قالت إن والدها مريض ولا يعمل ويعتمدون على مداخيل حرفتها في المصاريف اليومية حتى إنها تستمر في البيع بعد العودة إلى المدرسة وخلال رمضان فهي لا تستطيع التوقف عن الحرفة التي يقتنون بعائداتها الخبز والحليب والبطاطا على حد تعبيرها. نبش النفايات لجمع البلاستيك بات البلاستيك مطمع كثيرين بحيث يجمعونه من أجل إعادة بيعه ومن بين هؤلاء فئة الأطفال الذين جعلوا من البلاستيك حرفة بحيث ينبشون النفايات من أجل جمعه وهو المشهد الذي وقفنا عليه أكثر من مرّة بمحاذاة مفارغ النفايات بحيث يتواجد الأطفال في مجموعات وهم يحملون أكياسا كبيرة بغية جمع الأغراض البلاستكية من قوارير وبراميل وغيرها من الأشياء قصد بيعها. التقينا بعضَ هؤلاء عبر مفرغة النفايات ببئر توتة بضواحي الجزائر العاصمة... اقتربنا منهم لرصد دوافع إقبالهم على الحرفة خلال العطلة فحدثنا إلياس البالغ من العمر 12 سنة قائلا إنه يقوم مع أصدقائه خلال العطل بامتهان حرفة جمع البلاستيك من الحاويات من أجل بيعه والظفر بعائدات أو مصروف الجيب وعن مخاطر نبش النفايات قال إنهم يحتمون بقفازات لتجنب أي طارئ على غرار بقايا الزجاج المكسور وعن العائدات قال إنهم يبيعون الكيلوغرام الواحد من البلاستيك ب100 دينار ويقتسمون الأرباح فيما بينهم. هم أطفال اختاروا العمل والكد بدل الراحة والخلود إلى النوم خلال العطلة فكانت وجهتهم الحرف الشاقة والخطيرة في نفس الوقت التي اقتحموها لتحسين ظروفهم المعيشية وإعالة أسرهم فغادروا الأقسام منهكي القوى ليعودوا إليها مثقلين بهموم الدنيا ومصاعب العيش.