أسرار جديدة عن قمة العار توسط الرئيس الأمريكي باراك أوباما قادة دول مجلس التعاون الخليجي في نهاية البيان الختامي لقمة (كامب ديفيد) التي جمعتهم في (واشنطن)، ليؤكد على نجاح أهداف القمة التي طالبت (إيران) باتخاذ إجراءات لبناء الثقة وتبديد مخاوف الدول المجاورة. لكن في الحقيقه جاءت نتائج هذه القمة بما لا تشتهيه السفن، حيث قضت على أمال شعوب دول المنطقة، خاصة في سوريا واليمن والعراق ومكنت (طهران) من توسع تغلغلها في المنطقة التي استحوذت على أربع عواصم فيها حتى الآن. تعاملت (واشنطن) على أنها حليفة رئيسية لدول الخليج، وظهر أوباما على أنه ملك أو شقيق لهؤلاء القادة والزعماء، لكنه طعنهم في الخلف من حيث لا يدرون. البيان الذي صدر عقب القمة، أكد أن الدول ستعمل معا للتصدي لأنشطة (إيران) التي تزعزع استقرار المنطقة، وأضاف أن المجتمعين اتفقوا على التعاون في سبيل مواجهة أي تهديد خارجي لسلامة أراضي أي من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. * الاستغلال الأمريكي وصداقة طهران رغم التقارب الإيراني الأمريكي في الفترة الأخيرة، إلا أن باراك أوباما أراد أن يبعث رسائل طمئنه تفيد حرص بلاده على أن تظل حليفة لدول الخليج، وهذا ما أكده الإعلامي المصري أحمد منصور. وبقراءة منصور للمشهد رأى أن أوباما قال لحكام الخليج: (مع تقديرنا التام لكم كحلفاء استراتيجيين منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن إلا أن تحالفاتنا تتبدل وتتغير وفقا لمصالحنا ولا يوجد لدينا عزيز أو حليف دائم سوى الاحتلال، وانظروا إلى التاريخ القريب وإلى منطقتكم وليس بعيدا عنها ستجدون أننا ضحينا بشاه إيران رغم أنه كان من أعز حلفائنا وصدام حسين رغم أنه كان من أكبر عملائنا وحسنى مبارك رغم أنه قدم لنا ولحليفتنا دولة الكيات خدمات لا نظير لها وبرويز مشرف وغيرهم وغيرهم) وجاءت في رسالة أوباما لقادة الخليج -حسب قراءة منصور- (إذا كانت مصالحنا وحاجتنا إلى نفطكم طوال العقود الماضية جعلتنا نتخذكم حلفاء لنا فقد تغيرت الآن الظروف والأحوال والمصالح وأصبحت مصالحنا مع الإيرانيين الذين كانوا يصفوننا بالشيطان الأكبر طوال العقود الماضية، حيث أصبحنا بالنسبة لهم الأخ الأكبر). وأوضح منصور أن أوباما وبرغم (الأخوية) التي خلقتها (أمريكا) مع (إيران)، إلا أن بلاده لا يمكن أن تتخلى عن دول الخليج، مشيرا إلى أن الأمريكان لا يزالون بحاجة إلى مدخرات وأموال الخليج لتشغيل مصانع أسلحتهم حتى تدافع (أمريكا) عن الخليج حال تعرضهم لأي مخاطر أو تهديدات من حليفتهم الجديدة (إيران). وأضاف منصور قائلا إن أوباما قال في رساله (خبث) للقادة الخليجيين أيضا: (لهذا فإني أطمئنكم وأطمئن شعوبكم أننا لن نتخلى عنكم طالما لديكم الأموال التي تشترون بها أسلحتنا التي تحميكم من مخاطر الإيرانيين الأشرار). * (عاصفة الحزم) وفضيحة (كامب ديفيد) المفكر والسياسي الكويتي الدكتور عبد اللّه النفيسي المعروف بداهية العرب في التحليل السياسي حذر من خطورة (كامب ديفيد) على مستقبل دول المنطقة ومدى قدرة واشنطن على تغير سياسة دول الخليج حتى ترضخ ل (طهران)، واصفا تلك القمة بالفضيحة. وربط النفيسي تأثر هذة القمة على الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية في كبح جناح (الحوثيين) المدعومين من طهران في اليمن عبر التحالف الذي تقوده منذ ال29 من مارس الماضي، والذي بدأ بالضربات الجوية التي أطلق عليها اسم (عاصفة الحزم). لكن ثمة مخاوف برزت على السطح بشأن مصير التحالف العربي ضد (الحوثيين)، خاصة بعد قمة (كامب ديفيد) والتزام (السعودية) بعدم إعادة ضرباتها من جدد ضد (الحوثيين) في اليمن طيلة أيام الهدنة رغم أن المليشيات الحوثية اخترقت (الهدنة) التي اتفقا عليها الطرفان، في حين أنها تعدت على السيادة السعودية حين قصفت (نجران) و(جازان) أكثر من مرة طيلة الأيام الماضية. ولعل هذا ما أشار إليه المفكر السياسي الكويتي الدكتور النفيسي الذي أكد أن أوباما منزعج جدا من (عاصفة الحزم) وأن قمة (كامب ديفيد) كانت محاوله منه للعمل على لي ذراع (السعودية) نحو التفاهم مع (طهران)، وناشد دول الخليج وخصوصا (السعودية) الثبات على موقفها في (اليمن) لأن أولوية أوباما التفاهم والتقارب مع (إيران) حتى لو تدخلت في شؤون الدول الخليجية وتآمرت عليها، مشيرا إلى أن البيان الختامي للقمة أكد أن أوباما أخذ من دول الخليج أكثر بكثير مما أخذوا منه. وتمنى النفيسي أن تتباطئ دول الخليج في التنفيذ وتظل تراقب الوضع، وأوضح أن البيان الختامي حذر دول الخليج من تكرار (عاصفة الحزم) إلا بإذن أمريكي وبتأكيدات على حق (الحوثيين) في النيل من السلطة في (اليمن)، فضلا عن عدم إدانة أوباما للانقلاب الذي قامت به هذه الجماعة الشيعة المسلحة على الشرعية الدستورية. كما أوضح النفيسي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب من زعماء الخليج أن يتعاونوا مع رئيس الوزراء العراقي (حيدر العبادي) الذي يرتكب أبشع الجرائم الإنسانية من ذبح وعمليات إبادة عرقية لأهل السنه في (العراق). وبشأن سوريا قال المفكر الكويتي إن (أوباما) الذي يتعامل مع دول الخليج على أنها محطات بنزين لا أكثر، طلب ملاحقة (جبهة النصرة) ولم يطلب ملاحقة حزب اللّه وسليماني، لا من قريب ولا من بعيد.