قال ابن كثير في تفسير البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) افتتح بها الصحابة كتاب الله واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل، وجاء في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن بن عباس أن رسول الله كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم. أخرجه الحاكم في مستدركه. قال السعدي: أي أبتدئ بكل اسم لله تعالى، وقد جاء في الحديث في صحيح البخاري عن ابن عباس أن رسول الله قال: لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه أن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً(1). وهكذا يتبين لنا أن هذا الفضل العظيم الذي منَّ الله به على عباده، وأحسن إليهم بتعليمهم إياه ومن منا لا يريد أن لا يضره الشيطان ولا يضر أولاده، ولكن كثيراً من الناس يغفلون عن هذه التعاليم الربانية، وعن هذا الهدي النبوي الذي أرشدنا إليه الرحمة المهداة للبشرية فحظ من أخذ من معينه، ويا حسرة من أعرض عنه. (الرحمن الرحيم) قال السعدي: هما اسمان مشتقان من الرحمة والرحمن مشدد وفيه المبالغة أشد من الرحيم، ونفهم من هذا أنه تعالى ذو الرحمة العظيمة التي وسعت كل شي، وعمت كل حي. قال ابن عباس: هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر أي أكثر رحمة. وهكذا يتبين لنا أن البسملة أمر له شأن عظيم، وكذلك أسماءه الحسنى ومنها الرحمن والرحيم حينما تضاف إليها تكون ذا معنى أشمل وأوضح، وعليه فإن على المسلم أن يكون متنبهاً لهذا الأمر، وأن لا يغفل عن البسملة في أي شأن من شؤون حياته. الوقفات 1- البسملة شأنها عظيم في كل أمر. 2- ورد في الحديث أن سترنا عن أعين الجن قول بسم الله. 3- الحث على البسملة عند الجماع لكي نتجنب ذرية أبليس الذي أقسم بالذات الإلهية ليشارك آدم في ذريته وفي أموالهم، فكم نرى والعياذ بالله من الشباب الذي يكره الحق، ومنغمس في الشهوات، وكم نرى من غرق في أوحال الربا والتي شاركهم أبليس في تلك الأموال وأضلهم عن طريق الهدى والصلاح. 4- كل عبد من عباد الله يرجوا الرحمة من الله، وقد جاء في الحديث أن رسول الله قال لن يدخل أحداً الجنة بعمله، قالوا حتى أنت يا رسول الله قال حتى أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته.