بعد الهزائم المتتالية في اليمن زعيم الحوثيين يوجّه رسالة مشحونة لحشد مقاتليه قال عبد الملك بدر الدين الحوثي زعيم حركة أنصار اللّه المعروفة إعلاميا ب (الحوثي) إن التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد اليمن (أكثر وحشية من الوحوش والحيوانات المفترسة) وإن الحصار الذي تفرضه (أسوأ من حصار الصهاينة لقطاع غزّة) على حدّ قوله في رسالته الصوتية التي وجهها زعيم الحوثيين عبر قناتهم التلفزيونية (المسيرة) خاطب مقاتلي الحوثيين الذين يدافعون عن وطنهم من (تكالب قوى الشر والطغيان بكل ما تقدر بشرها وإجرامها وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وقرن الشيطان رأس النفاق: النظام السعودي المجرم) واتّسمت الكلمة التي وجّهها الحوثي بلهجتها العاطفية المشحونة الواضحة ومهاجمتها الشديدة للنّظام السعودي الذي وصفه ب (قرن الشيطان) وحدّة الاتّهامات التي وجهها إليه بالإضافة إلى مهاجمة أمريكا وإسرائيل مقابل الحشد العالي والضخّ النّفسي الكبير الذي وجّهه الحوثي لمقاتليه في المعركة دون توجيه أيّ رسالة سياسية داخليا أو خارجيا وقال الحوثي إن هذا التحالف حرّك معه (المرتزقة العملاء من الخونة والمجرمين) وقاموا بمناصرة العدو الذي (يرتكب أسوأ وأبشع الجرائم ويقتل المئات من الأطفال والنّساء والكبار والصغار ويدمّر البلد بكلّ ما فيه من مقوّمات الحياة مع حصار غير مسبوق في المنطقة العربية كلّها بأشدّ من الحصار المفروض من إسرائيل على قطاع غزّة والفلسطينيين) وتابع الحوثي أن المقاتلين (يكفيهم شرفا مواجهة هذا التحالف المجرم والدفاع عن اليمن وشعبه المظلوم الذي شهد له الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والواقع بالنبل والشرف) متّهما التحالف بأنه تخلّى عن كلّ القيم وفاق في الوحشية (الوحوش والحيوانات المفترسة تحت لواء الشيطان الرجيم وراية البغي والعدوان) وخاطب الحوثي المقاتلين الذين وصفهم ب (الإخوة الأعزّاء الشرفاء) بالقول إن (وقوفكم المشرّف العظيم على الجبهة الداخلية في وجه العملاء والمرتزقة -في إشارة إلى المقاومة الشعبية- وفي جبهات الحدود في التصدّي المباشر لقوى قرن الشيطان ومن معه لهو جهاد مقدّس في سبيل اللّه ونصرة المستضعفين من عباده) مشيرا إلى أن ذلك هو سبب انتصارهم وصمودهم في وجه (الأمريكيين والإسرائيليين والقاعدة والمرتزقة والعملاء) وفي لهجة مشحونة قال الحوثي إنه لولا هذا الجهاد المقدّس لتمكنت هذه القوى من السيطرة التامّة على البلاد والقيام بما يريدونه من جرائم الإبادة والذبح وهتك الحرمات والأعراض والسيطرة على الأرض ونهب الممتلكات) موضّحا أن أفعالهم تكشف أنهم (أرجس خلق اللّه وأشرّ عباده) معتبرا أنه لا أحد يتخيّل ما كانوا سيفعلونه لو تمكّنوا من السيطرة والانتصار وتابع الحوثي أنه (لولا تضحياتكم وبطولاتكم لأصاب اليمن ما أصاب الموصل والأنبار من سبي للنّساء وهتك للأعراض) مشيرا إلى أن هذا الصمود (أبقى اليمن مقبرة للغزاة ومقتلة للعملاء والخونة وعصيا على الانكسار لجبروت المجرمين والطغاة والمستكبرين). وتأتي هذه الكلمة في وقت خسر فيه الحوثيون مناطق لهم في تعز ويتلقّون ضربات وغارات هي الأشدّ والأكثف منذ بداية رمضان ومعارك شديدة على مختلف الجبهات فيما يرى مراقبون أن هذه الكلمة تأتي للتعويض عن هذه الخسائر ومحاولة الحفاظ على معنويات المقاتلين مقابل ما يتلقّونه من هجمات وضربات