لإحباط محاولات اختطاف الأطفال أولياء يطالبون بتخصيص أعوان حراسة عبر المدارس لطالما أرقت ظاهرة اختطاف الأطفال العائلات الجزائرية فلا نلبث أن نرتاح وقتا من الزمن إلا ونسمع عن اختطاف طفل بكل وحشية فهذه الظاهرة باتت أكثر ما يرعب الأولياء بحيث تعيش عائلة الطفل المختطف على وقع الصدمة والواقع أن ظاهرة الاختطاف بدأت تتخذ منحى خطيرا لأنها ببساطة لا تعرف فرقا في السن فالكل مهدد كما أن دوافع الاختطاف عند هؤلاء متنوعة وعديدة ويصعب تصنيفها. ي. آسيا فاطمة الاختطاف هو بطبيعة الحال واحد من أقدم العادات القبيحة التي عرفها الإنسان فقد كان اختطاف الأطفال والنساء بعد الحروب يعد غنيمة ولكن هذا الأمر لا ينطبق على عصرنا الحالي المعروف برقيه الحضاري من جميع النواحي إلا أن ظاهرة الاختطاف عادت لتطفو على السطح وتعيد بذلك زمن الجاهلية الأولى فقد أصبح الاختطاف أكثر ما تخشاه العائلات الجزائرية. القوانين الصارمة لا تردع المختطفين يتردد على مسامعنا من وقت إلى آخر خبر اختطاف أطفال باختلاف أعمارهم فهذه الوحوش البشرية لا تفرق بين الرضيع والصبي المهم أن ترضي رغبة النفس المريضة التي سكنتها فلا القوانين ولا الخوف من العواقب يردعهم عن فعلهم الشنيع هذا وقد أقر القانون الجزائري في هذا المقام بجرم فعل الاختطاف وسلط عليه أقسى العقوبات نظرا لأنه يدخل حيز العقوبات الجنائية فحسب القانون رقم 82-04 المؤرخ في 13فيفري1982 فإن عقوبة الجاني تتراوح بين الحكم بالحبس من خمس سنوات إلى المؤبد كما أن الإصلاحات الجديدة لقطاع العدالة في الجزائر وعلى خلفية الأحداث الأخيرة فإن نواب البرلمان يسعون لرفع العقوبة لحد الإعدام قصد ردع مرتكبي هذا الجرم الشنيع ووضع حد لهذه الظاهرة وإحلال الأمن من جديد. دوافع متنوعة تدفع إلى الجريمة وقد يتساءل القارئ عن سبب توجه البعض لارتكاب هذه الجريمة وهنا نجد أنه من الصعب حصر هذا في أسطر لأن الواقع أن الدراسات أو البحوث قليلة حول توجه المرء لهذه الأفعال ولكن سنحاول نقل بعض الأسباب التي التمسناها حول حوادث الاختطاف الأخيرة في الجزائر قد يكون الاختطاف بدافع مرض نفسي لبعض الأشخاص الشواذ وهذا الأمر من الصعب تفسيره لأنه يتداخل مع عدة عوامل نفسية قد ترجع لتعرض المختطف نفسه لنفس الأمر أما في المرتبة الثانية نجد أن الاختطاف يكون لطلب فدية من طرف عائلة المختطف ويدخل هذا ضمن نطاق الابتزاز وخصوصا إذا كانت عائلة الطفل المختطف ثرية أما غير ذلك فنجد أن البعض يلجأ لهذا قصد تصفية الحسابات الخاصة بين العائلات مثل حادثة الطفلة شيماء أو حتى الطفل رمزي والقائمة طويلة لعدد من الأطفال دفعوا ثمن خلاف ذويهم مع بعض الذين لا يملكون حسا للإنسانية. ومن جهة أخرى نجد أن البعض يعتمد اختطاف الأطفال نظرا لأنه محروم من الأبناء ولكي يرضي الأبوان غريزة الأبوة والأمومة المتأججة في نفوسهم دون أدنى مراعاة لما سيكون عليه حال والدي الطفل المختطف فنجده يفعل المستحيل لكي يكون له طفل يحمل اسمه وهنا نجد عددا من الأسباب التي لا يمكن حصرها التي تدفع إلى الاختطاف. المطالبة بحماية الأطفال عبر المدارس طالب ولازال يطالب أغلب الجزائريين وزير العدل بتطبيق حكم الإعدام على المعتدين على البراءة في الجزائر كما أن وزارة التربية منوطة بتوفير الحماية للأطفال في المدارس وبمداخلها الخاصة بوضع أعوان لرقابة الأطفال فأغلب الأولياء يطالبون بن غبريط بتوفير حماية أكبر لأبنائهم أمام أبواب المدارس وذلك بتشديد الحراسة على المؤسسات التربوية من أثناء دخول وخروج التلاميذ وذلك لضمان حماية أكبر لهؤلاء من الوحوش البشرية المتربصة بهم.