لاشكّ أنّ الحرص على تحقيق السعادة في حياتنا الأسرية يدعونا للبحث عن كل ما يجددها وينعشها وينشر فيها البهجة ويوثق العلاقات بين أفرادها فالمنازل التي تشتمل على مساحات خضراء تحقق الراحة لأفرادها فتواجد الأب أو أي فرد من أفراد الأسرة في مكتب مغلق لمدة قد تزيد على ثماني ساعات ومن ثمّ العودة إلى البيت _ وهو أيضاً مكان مغلق _ يجعل من الضروري التفكير بل البدء في إنجاز حديقة خاصّة داخل جدران المنزل وتأكد أن النباتات في داخل منازلنا أو في شرفتها أو في المساحة المحيطة بنا ليست فقط زرعا وضع في إناء أو غرسا في الأرض ولكنّها إضافة ضرورية لحياتك الأسرية. اجعل من الحديقة مشروعا أسريا لا تنتظر إلى حدوث موسم معيّن أو توفر مساحة معيّنة لتبدأ حديقتك المنزلية بل بادر بعملها الآن واعتبرها مشروعاً أسرياً يساهم الكل فيه حديقتك قد تكون بسيطة جداً لكن مع قليل من الإبداع يمكن أن تصبح حديقة يعشقها كل فرد في الأسرة أو يمكن أن تكون مجموعة من النباتات الداخلية التي تختارها بعناية من المشتل وتصفها بجانب مصدر للإضاءة سواء طبيعياً أو صناعياً كما يمكنك أن تصنع واحة بداخل غرفة المعيشة إذا قمت باختيار نباتات ذات ارتفاعات مختلفة وألوان مختلفة وقمت بوضعها بشكل منسق بجانب مصدر الضوء حاذر أن تحوّل شرفة مسكنك لمخزن فهي المتنفس الحقيقي لك بل حاول أن تستغلها بشكل صحيح.. ضع فيها من النباتات الملائم للجو الخارجي بل يمكن أن تحوّلها لمزرعة صغيرة تنتج لك بعض الأعشاب العطرية التي تفيدك في طعامك وهذا إلى جانب اللون الأخضر الذي سيطل من النافذة ليضيف لحياتك لوناً من المتعة أمّا إذا كنت تملك أحواض زراعة خارجية حول منزلك فهي نعمة تستحق شكر الخالق حاول العناية بتلك الأحواض وقم بغرس ما يناسب الموسم وضع بوسط الحوض شجرة يمكن أن توفر الظل اللازم لبعض النباتات التي قد لا تحتاج إلى أشعة شمس قوية امنح أبناءك جزءاً من حديقتك ليقوموا بزراعتها وساعدهم في عملهم المهم أن تتمتّع بما تملك وإن كان مساحة خضراء بسيطة في غرفتك أو شرفتك أو حديقتك. أبناؤنا والنباتات النباتات أثرها النفسي والصحي على الفرد يمتد بشكل أكبر بالنسبة للأطفال الذين يمارسون غرس تلك النباتات فالزراعة تعلّم الصغار تحمّل المسؤولية وتشغل تفكيرهم بأمور مهمّة وتعلّمهم حب الإنجاز وتطلعهم على دورة الحياة ومراحل النمو كما أنّ الوقت الذي يقضيه الوالدان مع الصغار أثناء الزراعة حتى وإن كان بسيطاً يوثق العلاقات ويشعر الجميع بالمتعة وممارسة النشاط الزراعي ومراقبة الطبيعة مع الصغار يكون بعدة أشكال على غرار الخروج في رحلات إلى الحدائق أو المتنزّهات الطبيعية ليقترب الصغار أكثر من الطبيعة ويشاهدوا النباتات المختلفة ويمكنهم تصوير ما يشاهدونه أو يرسمونه إذا توفر ذلك وتدريبهم على زراعة بعض البذور أو الثمار في صحون أو أوعية وتركها لهم للعناية بها ومراقبة نموها إلى أن يتم حصادها تعويدهم على زراعة شجرة في مكان محدد في يوم معيّن من السنة سواء في حديقة المنزل أو العمارة أو الحي ومراقبة تلك الشجرة والعناية بها وأن ننسى خطوة فتح الستائر دائماً ليطلع الصغار على الطبيعة خارج المنزل وخاصّة إذا كانت هناك مساحات خضراء تحيط بالمنزل أو مزروعات غرست في أحواض الشرفة على الأبوين منح الابن مساحته الخاصّة أو وعاءه الخاص الذي يقوم بزراعته ومراقبة نمو النبات وحتى فسحه المجال لتسجيل ذلك سواء بالمسطرة والقلم أو بتصويره بالكاميرا لا تستخدم المبيدات الحشرية في مزروعات صغيرك وابحث معه عن الطريقة المثلى للعناية بالنبات سواء في الكتب أو عبر الشبكة العنكبوتية إذا كانت هناك حشرات معيّنة تحوم حول الزرع دعه أيضاً يراقبها اجعله يتحمّل مسؤولية ري النبات والعناية به.