يعدن إلى بيت الزوجية بعد الطلاق نسوة يرتبطن بأزواجهن لأكثر من مرة يبدو أن مشاكل الطلاق صارت لا تعد ولا تحصى في مجتمعنا إلا أن هناك ظاهرة طفت إلى السطح تتمثل في الرجوع بعد الطلاق الأول أو حتى الثاني في بعض الحالات خاصة وأن تحريم المرأة على الزوج الأول لا يكون إلا بالتلفظ بثلاث طلقات بحيث صارت الزوجة تتزوج بزوجها مرتين ويعقد معها في المرة الأولى وبعدها يحدث الطلاق ويكون الرجوع بعقد آخر بعد الصلح ويعيش الكثير من الأزواج على ذلك الحال في الفترة الأخيرة وهو ما تشهده مصالح البلديات في كل مرة بسبب المشاكل الاجتماعية التي برزت وكثرة قضايا الطلاق. نسيمة خباجة أوصى الله تعالى الرجال بعدم التلاعب بلفظ الطلاق بالنظر إلى خطورة الأمر خاصة إذا كان الطلاق بالثلاث بحيث تحرم المرأة عن زوجها وعليها أن تنكح رجلا آخر ثم تطلّق أو يتوفى زوجها حتى يحل لها الزوج الأول ويبدو أن الرجوع بعد الطلاق تحول إلى ظاهرة في مجتمعنا في السنوات الأخيرة وهناك من وصل إلى طلقتين رجعيتين وتحرم عليه الثالثة كونه بالثالثة لا يستطيع إرجاع زوجته إلا بشروط كما ذكرناه آنفا. ويعلل الطرفان العودة من بعد الطلاق بتأنيب الضمير وعدم الرضا عن تشتت الأسرة وتربية البناء بعيدا عن الوالدين فالانفصال يتحمل تبعاته الأبناء فهم ضحايا الطلاق في كل مرة. وبعد أن يتخذ البعض ذلك القرار القطعي الذي لا يقبل النقاش ويختارون إعادة الزواج مرة أخرى وبناء حياتهم من جديد مع أشخاص آخرين سواء بالنسبة للرجل أو المرأة معا يختار آخرون رد شمل الأسرة خاصة في حال إن وجد أبناء.
يراجعها بعد أن طلّقها مرّتين هو حال أحد الأزواج الذي يعاني من بعض الظروف القاهرة والتي حالت دون تحقيق الاستقرار العائلي مع زوجته فمن مشكل العمل إلى مشكل السكن إلى بعض النزاعات العائلية المندلعة في كل مرة بين أهله وزوجته... الأمر الذي حول حياته إلى جحيم فقرر الانفصال عن زوجته التي لم ترفض الأمر وانفصلا لكن عاوده الحنين إلى عائلته وأبنائه فقرر إرجاعها وبالفعل عقد عليها مرة أخرى وعاش أياما حلوة معها ومع أبنائه بحيث قرر استئجار بيت مستقل للابتعاد عن الأجواء المشحونة إلا أنه ما لبث أن طُرد من ذلك المسكن قبل انتهاء المدة المتفق عليها فوجد نفسه مرة ثانية ببت الأهل واندلعت المشاكل مرة أخرى بين زوجته وأهله وعاوده سيناريو الجحيم ولم يتمالك نفسه وطلقها للمرة الثانية واستنفد كامل الإجراءات أمام المحكمة لكن بعد مرور سنة لم يحتمل العيش من دونها واكتوى بنار الفراق حتى أنه لم يستطع إعادة حياته مع امرأة أخرى فاتصل بها واقترح عليها العودة فلم تمانع أبدا وعقد عليها مرة أخرى أمام البلدية وأقسم باغلظ الإيمان أنه لن يعيد الكرّة لأن الطلاق الثالث سوف يكلفه الكثير وسوف لن تعود إليه زوجته إلا إذا نكحت رجلا آخر وطلقت منه أو مات. يعيدان لمّ شمل الأسرة بعد طلاقهما أما زوجان آخران فيختلفان عن العينة الأولى في عدد الطلقات فهذه الزوجة طلقت لمرة واحدة وهي أم لولدين وبنت وهي وعلى الرغم من الظروف اللائقة التي تحيا فيها مع زوجها إلا أنها تجد نفسها قلقة دوما ما يدفعها إلى خلق المشاكل معه لأتفه الأسباب وحامت حولها الشكوك حول وضع سحر ببيتها حتى أنها تزوجت زوجها بعد قصة حب دامت لسنوات وفي ذلك اليوم المشؤوم اشتد النزاع بينها وبين زوجها فلمّت أغراضها وفرت إلى بيت أهلها ومعها أبناءها الثلاثة وبعد أن خرجت في غيبة زوجها قرر تطليقها وبالفعل كان الطلاق وعاش الأبناء بعيدا عن حضن أبيهم دون أسباب تذكر فهو ميسور ماديا ويعيشان في بيت مستقل إلا أن مكر الشيطان كان أقوى وأبعد بينه وبين زوجته وفلذات كبده وبعد أن فكر مليا في أحد الأيام اتصل بطليقته لم تجب في بادئ الأمر إلا أنها أجابت بعد ذلك واستفسرت عن دوافع اتصاله بها فأخبرها أنه يريد إرجاعها ولم شمل العائلة المشتتة فطلبت منه أن يمنحها وقتا للتفكير وبعد أسبوع عاودت الاتصال به وطلبت منه استئناف إجراءات الرجوع وبالفعل أعاد عليها العقد في البلدية وعادت إلى البيت مع أبنائها وتعيش كل العائلة عيشة سعيدة وقال الزوج إنه عندما يتذكر يشعر وكأنه كابوس مزعج مرّ عليه وليس حقيقة خاصة وأنه مرتبط كثيرا بأبنائه ولا يستطيع العيش بعيدا عنهم. الطلاق والرجوع في الشريعة الإسلامية الشريعة الإسلامية تبيح للرجل أن يطلق زوجته طلقتين رجعيتين بمعنى أن يجوز له أن يرجعها ويردها إلى عصمته بعدهما خلال فترة العدة التي حددها الشرع بثلاث حيضات والطهر منها فيما يسمى بثلاثة قروء وهذا لغير الحامل أما الحامل فعدتها أن تضع حملها وتلد وشرع الدين هذه الفترة لاستبراء الرحم من الحمل فإن مضت عدة المرأة ولم يراجعها زوجها فقد بانت منه بينونة صغرى أي لا يستطيع الرجل أن يعيد زوجته إلى عصمته إلا بعقد جديد ومهر جديد أيضاً والسابق كله في نطاق الطلقتين الرجعيتين. فإن طلق الرجل زوجته للمرة الثالثة فقد بانت منه بينونة كبرى أي أنه لا يجوز له ردها مطلقاً لا أثناء العدة ولا بعدها ولكن في حالة أن تزوجت المرأة من رجل آخر وعاشرها معاشرة الأزواج ثم طلقها لسبب ما - بغير تدبير ولا تخطيط وإلا كان حراماً - وبانت منه وهنا فقط يجوز للزوج الأول أن يعقد عليها عقداً جديداً وكأنه يتزوجها لأول مرة.