بتكليف من رئيس الجمهورية, منصوري تشارك في الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ال 50 لاستقلال جمهورية موزمبيق    جناح وزارة الدفاع الوطني بمعرض الجزائر الدولي: منتجات تترجم الاحترافية والمستوى العالي للصناعة العسكرية    دورة "خضر المستقبل" لفئة أقل من 17 سنة: المنافسة تفتتح بإجراء 6 مقابلات    تلمسان: حجز قرابة 52 كلغ من الكيف المعالج مصدره المغرب    حزب العمال المكسيكي يجدد دعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير    اجتماع تنسيقي لتفعيل وسائل الدفع الإلكتروني في أداء الزكاة    بوغالي يهنئ الشعب الجزائري بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة    بوغالي يستقبل بنواكشوط وزير الشؤون الخارجية الموريتاني    وهران: اختتام الطبعة ال12 للأيام العلمية والتقنية لسوناطراك    الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها يبرم عدة مذكرات تفاهم لتعزيز آليات مكافحة هذه الآفة    الجزائر تعكف على تسجيل الملف العربي المشترك "الألعاب التقليدية" لدى اليونسكو    صناعة صيدلانية: تنصيب لجنة تحضير المؤتمر الوزاري الافريقي المرتقب نوفمبر المقبل بالجزائر    وزير العدل يؤكد دعم قطاعه للاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات    انطلاق المعرض الوطني للمرجان والزيوت بمدينة القالة بمشاركة خمسين حرفيا من خمس عشرة ولاية    مشاريع هامة لتوسيع شبكة الطرقات في ولايتي المغير وسطيف    وزارة الشؤون الدينية تنظم يوما دراسيا حول دور المرأة في الوقاية من المخدرات    الجزائر تدشن المقر الرسمي للجنة الإفريقية للطاقة    تخرج ست دفعات جديدة من ضباط القوات الجوية بعين أرنات    اتفاقية بين أوريدو والكشافة    الأمن السيبراني وأخلاقيات مهنة القضاء محور يوم دراسي    إشادة بمناقب مجاهد الثورة الجزائرية ومناضل القضية الفلسطينية    افتتاح الطبعة ال11 للمهرجان الدولي للإنشاد بقسنطينة    العدوان الصهيوني على غزة: الأوضاع الصحية والإنسانية في القطاع كارثية    22 شهيدا في قصف الاحتلال    الوزير الأول، نذير العرباوي، يترأس، اجتماعا للحكومة    كل ما سخر لإستئصال الآفة، يضاهي جهودنا في مكافحة الإرهاب"    اليونسكو تنشر القائمة الإرشادية للتراث العالمي للجزائر    يوم عاشوراء يوم السادس جويلية القادم    الجزائر نحو ترسيخ مكانتها كوجهة تنافسية لتطوير مناخ الابتكار"    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في قصف الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة إلى 64 شهيدا    الرئيس تبون يدرك التفاصيل الدقيقة للاستثمار.. وممتنّون له الفرصة المتاحة    خدمات إلكترونية لضمان أفضل استقبال للجالية الوطنية    المركز الوطني للسينما والسمعي البصري: الإعلان عن قائمة مشاريع برنامج "هي" للسنيمائيات الجزائريات    عصرنة، تطور تكنولوجي وفعالية عالية لمنظومة الدفاع    غرة شهر محرم 1447هجري ستكون يوم الجمعة 27 جوان 2025    كرة القدم: نهائي كاس الجزائر بين اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد يوم 5 يوليو بملعب نيلسون مانديلا ببراقي    انتصار دبلوماسي صحراوي في نيروبي    حلّ المركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية    الموافقة على تعيين سفير الجزائر بغويانا    "يوم عصيب" في اسرائيل إثر مقتل 7 جنود في غزّة    1200 مليار لتهيئة الشواطئ    حينما يتحول المطبخ إلى مرآة للهوية    44 دولة أكدت مشاركتها في الألعاب المدرسية الإفريقية    عرفان بأودان الذي دفع حياته ثمناً لحرية الجزائر    تتويج منتخب ولاية الجزائر باللقب    لطفي عمروش مطلوب لتولي العارضة الفنية    الذكرى ال52 لاستشهاد محمد بودية: إشادة بمناقب مجاهد الثورة الجزائرية ومناضل القضية الفلسطينية    الجزائر من بين أفضل 12 اتحادية    مشاركة 11 فرقة من 10 دول    موتسيبي يعزّي الجزائر    تنصيب لجنة التحقيق في فاجعة ملعب 5 جويلية    تسليم أولى تراخيص تنظيم نشاط العمرة للموسم الجديد    الجزائر-موريتانيا: فرق طبية من البلدين تجري عمليات لزرع الكلى بالجزائر العاصمة    حادث ملعب 5 جويلية: وفد وزاري يقف على الوضعية الصحية للمصابين    احذروا الغفلة عن محاسبة النفس والتسويف في التوبة    شكاوى المرضى في صلب عمل لجنة أخلاقيات الصحة    التعبئة العامّة.. خطوة لا بد منها    هذه أسباب زيادة الخير والبركة في البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة
نشر في أخبار اليوم يوم 14 - 01 - 2017


الشيخ أبو إسماعيل خليفة
إن النسيم لا يهب عليلا داخل البيوت على الدوام فقد يتعكّر الجو وتثور الزوابع بين الزوجين وإن ارتقاب الراحة نوع وهم ومن العقل توطين النفوس على قبول بعض المناقشات.
فمن يتتبع جاهداً كل عثرة يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب
وإليكم هذه القصة التي ذكرها الشيخ سليمان بن محمد البجيرمي الفقيه الشافعي في حاشيته على شرح المنهج( (3/ 441-442) كما ذكرها أيضا أبو الليث السمرقندي الفقيه الحنفي في كتابه تنبيه الغافلين (ص: 517) وكذا ابن حجر الهيتمي في الزواجر (2/80) ولم يذكر واحد منهم إسنادها وأذكرها فقط ليعلم الجميع أنه لا بد من قبول بعض المضايقات والمناقشات داخل البيت وبين الزوجين خاصة..
فلقد روي أن رجلا جاء إلى عمر رضي الله عنه يشكو إليه خُلق زوجته فوقف ببابه ينتظره فسمع امرأته تستطيل عليه بلسانها وهو ساكت لا يرد عليها.
فانصرف الرجل قائلا: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فكيف حالي؟.
فخرج عمر فرآه موليًا فناداه: ما حاجتك يا أخي؟.
فقال: يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك خُلق زوجتي واستطالتها علي فسمعتُ زوجتك كذلك فرجعتُ وقلتُ: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي؟
فقال عمر: تحمّلتها لحقوق لها علي فإنها طباخة لطعامي خبازة لخبزي غسالة لثيابي مرضعة لولدي وليس ذلك بواجب عليها وسكن قلبي بها عن الحرام فأنا أتحملها لذلك.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي.
قال: فتحملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة. اه
أيها الكرام: إنّنا نعلَم جميعًا أنّ الكمَالَ عزيز وأنّ الاختلافَ من طَبيعة البشَر وأنّ الزوجين لا يمكِن أن يكونا نسخةً لبعضهما في الطبائع والأخلاقِ والرَّغَبات والتّفكير فيكفي من المفارَقات أنهما ذَكرٌ وأنثى كما أنهما لا يعيشان منعَزِلين بل في داخِلِ مجتمَع له متطلّباته وتأثيراته..
وخاصة ونحن نعيش في مجتمع كثر فيه الحسّاد والوشاة الذين ينكّسون الطّباع ويعكسون الأوضاع ويصيرون أسباب المودة والالتئام عللا للتباغض والانقسام وليس ببعيد أن يكون لأهل الزوجين مواقف ظاهرة تبدو سببا مباشرا في كثير من الخلافات وكثير من مثل هذه التدخلات في الحياة الزوجية لهي مكمن الخطر لدى كثير من الأسر والله نسأل العافية والمعافاة..
لِذا فقد تهبّ عواصف الخِلاف على بعض الأسَر ويختَلف الزوجان لكن عليهما ألا تكون نظرتهما قاصِرَة للحياة الزوجيّة وعدمُ إدراكهما الصحيح لمقاصِدِ النكاحِ الشرعيّة السامية التي من أهمِّها حصولُ الإعفافِ للزوجَين والسّكن الفطريُّ لبعضهما وإقامةُ البيت المسلِم والتعاوُن على البرِّ والتقوى وتربيةُ الذرّيّة الصالحة التي تعبُد الله وتطيعه فإذا استحضَر الزوجان هذه المعانيَ فلم يلتفتا إلى القشورِ أو القصور ولو حصَل خطأ دنيويّ قدَّراه قدره وتذكّرا قولَ الله عز وجل: (وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ). البقرة:237 حتى ولو كان نَقصًا في أحدِ الزوجين فإنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: لا يفرُك مؤمن مؤمنة إن كرِه منها خُلُقا رضيَ منها آخر. رواه مسلم. وليتذكرا قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: إنّ إبليسَ يضَع عرشَه على الماء فيبعَث سراياه فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنةً. يجيء أحدُهم فيقول: فعلتُ كذا وكَذا فيقول: ما صنعتَ شيئًا ثمّ يجيء أحدُهم فيقول: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأتِه قال: فيدنيه منه ويقول: نِعمَ أنتَ. رواه مسلم.
فإذا كان هذا شأنَ إبليس الرجيمِ فإنّ أتباعَه من المفسدين قد حَرصوا على هدمِ هذا الكيان وتفكيكِ أواصرِ المجتمَع وروابطِه عن طريقِ تفكِيكِ الأسَر ولا حول ولا قوة إلا بالله..
الزواج مودَّة ورحمة بين الزوجين يركن كلُّ واحد منهما للآخر ويكمل كلُّ واحد منهما نقْصَ الآخرِ فعلى كلّ من الزوجين مسؤولياتُه الخاصة. ومن الطبيعي اختلافُ وجهات النظر بين الزوجين في بعض القضايا كالاختلاف مع سائر الناس في وجهات النظر.
وقد قيل:
وَمَنْ ذَا الَّذِي تُرْضَى سَجَايَاهُ كُلُّهَا *** كَفَى المَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايِبُهْ
فالسعادة الزوجية ليست منحة يحصل عليها البعض بالحظ ويحرم منها الآخرون بالصدفة وإنما هي جهود متواصلة يبذلها الزوجان عن سابق تصميم وإصرار حتى تعطي ثمارها..
اللهم يا رب أَدِمْ التآلف بين كل الأزواج ووفّقهم لِما فيه مرضاتك واجعلْ بيوتنا مليئةً بالمودةِ والرحمة وبارك لنَا فِي الذريةِ ونشِّئْهُم علَى نهجِ خيرِ البرية صلى الله عليه وسلم وقهم حسد الحاسدين وشر المفسدين وأصلح أحوال المسلمين أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.