إن الأسرة هي بيئة التنشئة الأولى للطفل وهي أول مكان يتعلم ويتأثر ويؤثر فيه لذلك نعتبر أي شيئ يهز إستقرار هذه الأسرة أو يعكر صفو هذه البيئة مؤثر ضار على الطفل وبالتالي نستطيع أن نعتبر إن المشاكل الزوجية والتي لها ما لها من تأثير على الزوجين أنفسهم هي أيضا من المؤثرات السلبية على الطفل فبعض الأسر لا تلتفت لهذه المؤثرات الضارة فنجد بعض الأزواج يتشاجرون أمام أطفالهم ويعلو صوتهم وبل ومن الممكن أن تزيد الأمور لأكثر من علو الصوت والإهانة اللفظية إلى الإهانة الجسدية أيضا وكل هذا يمارسوه أمام أطفالهم كأي شيئ عادي ولكن نريد وقفة لنعرف هل هذا شئ بالفعل عادي أم ضار ومؤثر في صحة الأطفال النفسية؟ كيف يرى الأطفال المشاكل الزوجية؟ إننا كبالغين ندرك أن وجود بعض المشاكل الزوجية في الأسرة يعتبر شيئا طبيعيا وأمرا واردا وتمر به كل أسرة وكل علاقة زوجية لكن أطفالنا سيرون الأمر بشكل مختلف تماما فإدراكهم غير إدراكنا وتقييمهم للأمور أيضا يختلف عنا فلو حتى إعتبر الزوجين وجود بعض المشاكل الزوجية بينهم شيئ طبيعي قد لا يراه أطفالهم هكذا فكما ذكرنا الأسرة هي بيئة الطفل الأولى ولا نبالغ حين نقول إنها رمز الأمان والإستقرار بالنسبة له فلو وجد أي شيئ يحدث داخل هذه البيئة التي يعتبرها هو دنياه ومكان إستقراره بالتأكيد سيؤثر ذلك عليه نفسيا فمجرد شعوره بأن مصدر الأمان لديه به مشكلات أيا كانت صغيرة أو كبيرة سيشعر بعدم الأمان ويتزايد الخوف الداخلى لديه وقد يجعل ذلك شخصية الطفل غير مستقرة. لا تخدعوا أطفالكم يقول البعض إن تربية الأطفال على الحياة المثالية الخالية من المشكلات والخلافات شيئ ضار لأنهم عاجلا أو آجلا سيحتكوا بالمجتمع وسيأتي يوم ويكونوا أسر لذا فيجب عليهم خوض بعض التجارب العملية أو حتى على الأقل يجب عليهم أن يعرفوا بوجود بعض المشكلات والخلافات الطبيعية بين أي شخصين فكل البشر بالطبع مختلفين في كل شيئ لا يوجد نسخ كربونية أنا أتفق تماما مع هذا الرأي ولكن ما نناقشه الآن هو السن الذي سيعرف فيه الطفل بوجود بعض المشاكل الطبيعية بين أي إثنين حتى الأب و الأم وأيضا الطريقة التي ستعرض بها المشكلة أمامه فنحن لا ننكر وجود فتيات كثيرات لديها مشاكل و عقد نفسية من الزواج بسبب رؤيتهن لما كان يحدث لأمهاتهن أثناء المشاكل الزوجية وعلى الجانب الآخر نجد أيضا شباب يتعاملوا بوحشية وهمجية مع زوجاتهم فقط لأنهم تعلموا هذه الطريقة في التعامل من أبائهم. لذا فأسلوب طرح المشكلة أمام الطفل وطرق التعامل معها هي التي لابد أن تؤخذ في الإعتبار. لا تجعلوا أطفالكم طرف في المشاكل الزوجية وجب على الأزواج أن يحاولوا حل مشاكلهم بعيدا عن الأبناء قدر المستطاع ويجب التنبيه على عدم إشراك الأطفال الصغار بأي حال من الأحوال في تلك المشكلات لا يجب أن تضعوا أطفالكم في مثل تلك المواقف ليقفوا أمام أبوهم وأمهم ليحكموا بينهم أو ليختاروا من له حق ومن لا أو من الظالم و من المظلوم فالأب والأم لابد ألا ينسوا أبدا أنهم قدوة للطفل ووجود مثل هذه المواقف التي من الممكن أن تهز صورة القدوة لديه يجب تجنبها.