ثلاثة كؤوس ضائعة نخصص حلقة هذا العدد للحديث عن تاريخ اتحاد العاصمة في الفترة مابين 1971 إلى 1973 فترة ضيع فيها الاتحاد ثلاثة كؤوس وطنية مرتين أمام المولودية ومرة واحدة أمام حمراء عنابة وبخسارته هاته النهائيات يكون فريق الاتحاد قد خسر خمس نهائيات متتالية ولم يجد مسيرو الاتحاد أي سبب عن سر هاته الإخفاقات المتتالية. ترى كيف خسر الاتحاد نهائيات 1971 و1972 و1973؟ ومن هم اللاعبون الذين خاضوا هاته المواجهات؟ ومن يقف وراء الأهداف التي جلت في هاته النهائيات؟ تلكم من بين الأسئلة التي سنجيبكم عنها في حلقة هذا العدد ولنبدأ من سنة 1971 لنتعرف سويا عن النهائي الكبير الذي خسره الاتحاد أمام الجار المولودية. 1971 اتحاد العاصمة خسر النهائي الثالث على التوالي بعد خسارته نهائي 1969 و1970 أمام الجار شباب بلوزداد جاء نهائي 1970 أمام الجار مولودية الجزائر وهي المرة الرابعة التي ينشط النهائي فريقين من العاصمة وهذه المرة نجد طرفيه كل من مولودية الجزائر لأول مرة والجار الاتحاد الذي يبلغ النهائي لثالث مرة. على عكس فريق اتحاد العاصمة الذي سبق له وأن نشط نهائي كأس الجزائر مرتين متتاليتين كما سبق ذكره في الحلقة الماضية وحلقة هذا العدد فإن تأهل المولودية وهو الأول من نوعه الأمر الذي وصف إنجازه بالتاريخي. التقى الفريقان يوم 13 جوان عام 1971 بملعب 20 أوت بحضور 20 ألف متفرج وقاده الحكم الدولي بن غزال ولعبه الفريقين بالأسماء التالية: الاتحاد: برانسي لعلى مازوني بلبكري ساجي عطوي (عبدوش) بروجي عليق مزياني عيساوي شلابي: المدرب احمد زيتون. المولودية: كاوة عمروس شيخ سي شعيب زنير مقيدش مالوفي (زروق) بتروني باشطا احسن طاهير باشي (علي طاهير): المدرب عبد الحميد زوبا. استعاد عشاق الفريقين هذا النهائي مباراة البطولة الوطنية التي جمعت الفريقين عام 1963 في الدورة الرباعية لتحديد بطل موسم 1962 / 1963 والذي حسمه كما سبق ذكره في حلقة الخميس الماضي وحسمه الاتحاد بنتيجة ساحقة ثلاثة أهداف لصفر وبعد بلوغ فريق المولودية المباراة النهائية وعد لاعبوه محبي النادي على أن الكأس لن تكون إلا من نصيبهم وسيلحقون شر هزيمة بفريق الاتحاد وسيبكون الجار كما أبكاهم فريق شباب بلوزداد في مناسبتين 1969 و1970 بالمقابل لم يبال عناصر الاتحاد بمثل هاته التصريحات والتي وصفها مدرب الفريق احمد زيتون في حوار خصّ به آنذاك صحيفة المجاهد اليومية بقوله: اللقاء سيلعب فوق الميدان وليس على صفحات الجرائد. ومما قاله ذات المدرب لصحيفة الشعب انتظرونا يوم 13 جوان بملعب 20 أوت . لكن إذا كان مدرب الاتحاد لم يبال بتصريحات لاعبي المولودية فإن نجم الفريق في تلك الفترة عبد الرحمان مزياني دخل في لعبة لاعبي المولودية ورد عليهم في حوار خصّ به صحيفة المجاهد ليلة المباراة بقوله: سنطفئ الأضواء على جماهير المولودية بملعب 20 أوت وأخشى عليهم أن تضيع عليهم السبل ويبيتون بداخل الملعب . كل هاته التصريحات زادت من لهيب المباراة ووصفت حينها بواحدة من أهم المباريات التي ستجمع الفريقين في تاريخهما لذا جاء اللقاء ناريا لم ينتظر فريق المولودية نهاية فترة جس النبض حيث بسط سيطرته على لاعبي الاتحاد مكنت اللاعب عمر بتروني الذي كان يبلغ حينها 23 سنة من الوصول إلى شباك حارس الاتحاد بروسي بهدف جميل في الدقيقة الخامسة رد الاتحاد لم يكن قويا وكان بهذا الهدف قد أربك أشبال المدرب احمد زيتون حيث تاهوا فوق أرضية ميدان ملعب 20 أوت الأمر الذي مكن لاعب المولودية باشي من مضاعفة النتيجة في الدقيقة ال36 هدفا كان بمثابة رصاصة الرحمة في صدر لاعبي الاتحاد بدليل أنه على مدار 57 نقطة المتبقية من المباراة لم يتمكن فريق الاتحاد من الوصول إلى شباك الحارس الدولي كاوة لينتهي اللقاء بفوز مستحق لمصلحة المولودية بهدفين لصفر نتيجة اعتبرها مدرب الاتحاد احمد زيتون بالمستحقة واعترف بقوة لاعبي المولودية دون أن يلوم لاعبيه عن أدائهم المتواضع. لكن إذا كان فريق المولودية قد دون اسمه لأول مرة في سجل المتوجين بالكأس الغالية فإن فريق الاتحاد سجل ثالث إخفاق على التوالي في الحصول على الكأس الغالية التي أبت أن تدخل خزائن الاتحاد. تتويج المولودية بالكأس لأول مرة أزالت تلك المقولة التي كانت تطلق على فريق العميد (المولودية ما كاين والو من عام شارلو ما دات والو). 1972 حمراء عنابة تجسد لعنة إخفاقات الاتحاد في النهائي في السنة الموالية 1972 استطاع اتحاد العاصمة من بلوغ المحطة النهاية لكأس الجزائر فبعد مواجهته لشباب بلوزداد في النهائي سنتي 1969 و1970 وفي السنة الموالية أمام الجار مولودية الجزائر وجميع هاته النهائيات خسرها فريق الاتحاد واجه في النهائي الرابع على التوالي فريق حمراء عنابة الذي سبق له وان واجهه في الدورة النهائية لتحديد بطل موسم 1963 - 1992 بملعب 20 أوت وحسمها الاتحاد بفضل الركنيات وتوج حينها باللقب الوطني. يعد هذا النهائي الأول الذي يحتضنه ملعب 5 جويلية وهذا بعد شهر واحد فقط من تدشينه باحتضانه دورة دولية شارك فيها منتخب المغربي العربي وفرق سانتوس البرازيلي وإنتر ميلان الايطالي وفريق من يوغسلافيا. قبل إقامة مباراة الأكابر بين اتحاد العاصمة وحمراء عنابة جرت المباراة النهائية لصنف الأواسط ونشطه فريقي الاتحاد بشباب قسنطينة وحسمها الاتحاد لمصلحته بفضل هدف اللاعب ناصر قديورة فبات هذا الأخير أول لاعب يسجل هدفا في مباراة رسمية محلية بملعب 5 جويلية. الكثير رشح زملاء سعيد عليق الرئيس الأسبق للفريق بطرد نحس الإخفاقات لعدة اعتبارات تدشين ملعب 5 جويلية من جهة ومن جهة ثانية الأسماء الرنانة التي كانت تزخر بها التشكيلة العاصمية لكن النتيجة النهائية كانت مغايرة تماما لكل التوقعات. التقى الفريقان يوم 25 جوان 1972 تحت قيادة الحكم بن زلاط وأمام جمهور قياسي بلغ 80 ألف متفرج وأمام أعين الرئيس الراحل هواري بومدين ابتسم الحظ للعنابيين بهدفين لصفر بعد لجوء الفريقين إلى الوقت الإضافي سجلهما كل من طاجات في الدقيقة ال 93 وبوفرناس في الدقيقة ال107 لم يصدق أنصار الاتحاد العاصمي أن الكأس طارت من أيديهم للمرة الرابعة على التوالي فخيم حزن عميق في أهم معاقل الاتحاد من باب جديد وباب الواد وأحياء أعالي العاصمة وهم الذين اعدوا العدة لتحويل الليل إلى نهار شنانة في أنصار المولودية بخروج فريقهم في التصفيات لكما وكما يقال بالعامية اللي يحسب وحدو ايشيطلو كان النصر حليف القادم من الشرق الجزائري حمراء عنابة الذي ثار على غرار مولودية الجزائر لفريق الاتحاد الذي كان قد حرمه من نيل لقب موسم 1962 - 1963 . للتذكير لعب اتحاد العاصمة هاته المواجهة بالأسماء التالية: برانسي لعلى عواج عطوي احمد سعدي كدو (رحمه الله) بروجي عليق مزياني (منصوري) عيساوي حميسي (دباح) المدرب أحمد زيتون. أما حمراء عنابة فلعب المباراة بالأسماء التالية: حلالي بوعديلة (حجو) عطوي علي بونور2 زايدي بولفول طاجات بوفرناس حواس بونور 1 بوجمعة (بن سليمان). المدرب حاج بوفرناس. 1973 الرباعية العميد الخالدة التي دكت شباك سوسطارة واصل فريق اتحاد العاصمة تنشيط المباريات النهائية لكأس الجزائر فبعد نهائيات 1969 أمام شباب بلوزداد وسنة 1970 أمام نفس الفريق وسنة 1971 أمام المولودية وفي السنة الموالية 1972 أمام حمراء عنابة جاءت سنة 1973 وعلى غرار نهائي 1971 تكرر السيناريو ببلوغ فريقي الاتحاد والمولودية لكن هذه المرة فوق أرضية ملعب 5 جويلية وهو النهائي الثاني الذي احتضنه هذا الملعب الذي كان يعد مفخرة الملاعب الجزائرية لجماله وسعة مدرجاته فكتان فعلا قطبا لجماهير الفريقين خاصة عشاق المولودية حيث كان عددهم يفوق عن ال50 ألف متفرج فيما العدد المتبقي حوالي 40 ألف متفرج من عشاق الاتحاد. بلوغ فريق الاتحاد المباراة النهائية وصفت بالمفاجأة صحيح أن فريق الاتحاد بات اختصاصيا في التأهل إلى النهائيات لكن بالنظر إلى الوضعية الحرجة التي كان عليها فريق الاتحاد في ترتيب البطولة الوطنية كونه كان من الأندية الأكثر تهديدا بالنزول إلى الدرجة الثانية. لكن بالرغم من الواقع المزري لفريق الاتحاد في جدول الترتيب لم يمنعه من بلوغ النهائي ولم يمنع مدربه عبد لاغني زيتوني صاحب أول هدف للفريق الوطني بعد الاستقلال من التطلع لطرد لعنة الاخفافات أمام فريق رشحه الكثيرون لاستعادة لقبه الضائع من فريق حمراء عنابة المقصى في الأدوار الأولى. كما عودتنا المباريات المحلية بين الاتحاد والمولودية سبق اللقاء تصريحات نارية وحرب نفسية بين أنصار الفريقين حدثت مناوشات في أكثر من موقع بين أنصار الفريقين اضطر رجال الأمن التدخل لفك العراك في أكثر من موقع. الصحافة الوطنية الصادرة في تلك الفترة استغلت هذا الداربي المثير جدا جدا والثأري لفريق الاتحاد لتزيد من حماس وإثارة المباراة من خلال تصريحات اللاعبين والمسيرين وحتى أنصار الفريقين حيث وجدوا في صحيفة الهدف الرياضية وليس الهداف كما قد يتوقع الكثيرون على أننا أخطانا في الكتابة للإشارة هاته الصحيفة كانت من بين أشهر الصحف الرياضية في المغرب العربي في تلك الفترة وتوقفت في منتصف التسعينيات. ولنترك تصريحات لاعبي ومدربي الفريقين جانبا ونتحدث ولو قليلا عن اللقاء الذي احتضنه الملعب الأولمبي 5 جويلية وهو النهائي الثالث الذي احتضنه هذا الملعب بعد نهائيي 1972 الذي توج به فريق المولودية والنهائي الموالي الذي توج به فريق حمراء عنابة كما سبق وان تعرفنا على ذلك منذ قليل. جرى اللقاء يوم 19 جوان 1973 ملعب 5 جويلية بحضور 80 ألف متفرج وقاده الحكم الدولي بن غزال بعد فترة جس النبض استطاع فريق الاتحاد من فتح باب التسجيل فغي الدقيقة ال18 بواسطة ابن مدينة عنابة علي عطوي هذا الهدف لم يؤثر على معنويات لاعبي المولودية حيث خرجوا من قوقعتهم وراحوا يشنون الفرصة تلوى الأخرى بغية تعديل النتيجة بعد أن أهدر زملاء باشي العديد من الفرص السانحة وسط استماتة مذهلة مكن دفاع الاتحاد وحارسه الدولي السابق زرقة الذي سبق له وان دافع عن ألوان المولودية وكما توقع الكثيرون بما في ذلك أنصار الاتحاد استطاع فريق المولودية زبير باشي من تعديل النتيجة وهو نفس اللاعب الذي سبق له وان سجل الهدف الثاني في شباك حارس الاتحاد برانسي في النهائي الأول بينهما في سنة 1971 ومن الصدف أن هدف باشي في النهائي الثاني كان في نفس التوقيت الذي سجله في النهائي الأول في الدقيقة ال36. وبهدف لمثله انتهى الشوط الأول بل وبنفس النتيجة انتهى الشوط الثاني ليلجا الفريقين إلى وقت إضافي من اجل تحديد الفائز بالكأس الغالية وهو النهائي الثالث الذي يلجا إليه الفريقين إلى وقت إضافي وقتا كان لمصلحة المولودية بتوقيعه لثلاثة أهداف كاملة تداول على تسجيلها كل من كاوة في الدقيقة ال 96 وبوسري في الدقيقة ال106 وبتروني في الدقيقة ال116 فيما سجل الهدف الثاني للاتحاد اللاعب عطوي في الدقيقة الأخيرة من اللقاء لم يجد نفعا كون المولودية كانت متقدمة بأربع أهداف لواحد وبهذه النتيجة أضاف فريق المولودية إلى رصيده ألكأس الثانية فيما توالت لعنات الإخفاقات لفريق الاتحاد بخسارته النهائي الخامس على التوالي وكم كانت فرحة أنصار ولاعبي المولودية كبيرة بعد أن تسلموا الكأس الغالية من أيدي رئيس الجمهورية المرحوم هواري بومدين. للإشارة خاض فريق الاتحاد هاته المواجهة بالأسماء التالية: زرقة زرباط دباح سعدي كدو (رحمه الله) عبدوش بروجي عبدي عطوي مزياني عيساوي (ماليليش). المدرب عبد الغني زيتوني. أما فريق المولودية فقد خاض هاته المواجهة بالأسماء التالية: أيت موهوب محيوز عمروس باشطا زنير مالوفي بطروني باشي بوسري عيزل (عزوز) دراوي (كاوة). المدرب اسماعيل خباطو رحمه الله. تطالعون في الحلقات المقبلة لعنة إخفاقات اتحاد العاصمة في كأس الجزائر تتواصل ترى كيف خسر الاتحاد النهائيات الموالية؟ وفي أي سنة ابتسم له الحظ في الفوز بأول كأس؟ ذلك الذي سنتعرف عليه في الحلقة المقبلة من تاريخ اتحاد العاصمة.