مرشد الجماعة دفن ليلا بدون جنازة الإخوان تتهم النظام في مصر بقتل _عاكفس في السجن زعملية قتل ممنهجةس هذا علقت جماعة الإخوان المسلمين على وفاة المرشد السابق محمد مهدي عاكف والذي توفي اول أمس الجمعة في قصر العيني أثناء احتجازه ووجهة الجماعة اتهاما صريحا للنظام ب قتل عاكف في السجن ويعاني عاكف من أمراض مزمنة وأصيب بالسرطان وهو في محبسه منذ اعتقاله بعد أحدث 30 يونيه التى عزل فيها الجيش الرئيس محمد مرسي ورفض النظام الإفراج الصحي عنه بينما منح رجال أعمال متهمين بالقتل والسرقة العفو الرئاسي وكان أخرهم رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي. وقالت جماعة الإخوان المسلمين أن وفاة زعيمها السابق محمد مهدي عاكف في السجن ناجمة عن _عملية قتل ممنهج نفذتها السلطات المصرية الحاليةس وفقا لبيان الجماعة. وبينت الجماعة في بيان أصدرته على لسان المتحدث الرسمي باسمها أحمد سيف الدين مساء الجمعة: _تتقدم جماعة الإخوان المسلمين بالعزاء للأمة الإسلامية في فقيدها وشهيد الدعوة الإسلامية فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين والذي استشهد مصارعا للمرض في سجون الانقلاب العسكري وهو يناهز ال90 عاما فلقي ربه صامدا ثابتا رافضا طلب العفو من الطغاةس. وحملت جماعة الإخوان المسلمين في بيانها المسؤولية الكاملة عن وفاة عاكف للسلطة الحاكمة في مصر التي قالت أنها _أصرت على حبسه والتنكيل به رغم مرضه وتقدم عمره فتعمدت قتله فهو الشيخ الجليل الصامد ضد الطغيان وسيظل القصاص من الطغاة له ولكافة الشهداء عهدًا في أعناقنا حتى نلقى اللهس. وشددت الجماعة على أنها تدعو _كافة أبناء الحركة الإسلامية وكافة الأحرار لصلاة الغائب على الأستاذ- رحمه الله- في مصر وخارجهاس وتوجه مكاتبها في الداخل والخارج _بتنظيم صلاة الغائب على فقيد الأمة الإسلاميةس. وفي بيان آخر صدر عن المتحدث باسم الجماعة استنكر فيه منع أجهزة الأمن المصرية أسرة الراحل محمد مهدي عاكف تنظيم صلاة الجنازة وإجبار أسرته على دفنه ليلا بدون جنازة حسب البيان. سجين كل عصور يمكن أن نطلق عليه لقب سجين كل عصور الحكم في مصر سجن في عهد الملكية وسجنه الرئيس الراحل عبد الناصر وحكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم للمؤبد وسجن في عهد المخلوع محمد حسني مبارك إثر محاكمة عسكرية ضمن سلسلة محاكمات الإخوان وهو أسير الحكم العسكري الذي تعمد تجاهل حالة الرجل الصحية المرتدية بشكل خطير . محمد مهدي عثمان عاكف المولود في عام 1928 في دقهلية تعرف على فكر جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة مبكرة جدا من حياته وله من العمر نحو 12 عاما عندما انتقل إلى المنصورة عام 1940 لينتقل بعدها إلى القاهرة إلى مدرسة فؤاد الأول الثانوية دخل بعدها المعهد العالي للتربية الرياضية وتخرج منه عام 1950 وعمل بعد تخرجه مدرسا للرياضة البدنية في مدرسة فؤاد الأول الثانوية. وأكمل دراسته الجامعية بكلية الحقوق في جامعة القاهرة في وقت لاحق . شارك في الإعداد لعمليات الجهاد في فلسطين عام 1948 وأشرف على معسكرات الجهاد ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر منذ كان طالبا في المرحلة الثانوية. ورأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليا) في الحرب ضد الإنجليز في القناة حتى قامت ثورة 23 جويلية عام 1952 وسلَم معسكرات الجامعة لكمال الدين حسين المسؤول عن الحرس الوطني آنذاك. واحتك بقادة الثورة وكان له معهم تجربة ثرية وغنية بالتقلبات وكان آخر موقع شغله عاكف في جماعة الإخوان قبل صدور قرار حل الجماعة عام 1954 هو رئاسة قسم الطلاب. قُبض عليه في عام 1954 وحُوكم بتهمة تهريب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف أحد قيادات الجيش وأحد أعلام الإخوان وهو الذي أشرف على طرد الملك فاروق وحُكم عليه بالإعدام ثم خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة. خرج من السجن عام 1974 في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ليزاول عمله كمدير عام للشباب بوزارة التعمير. اشترك في تنظيم المخيمات للشباب الإسلامي على الساحة العالمية بدءا من السعودية إلى الأردن وماليزيا وبنغلادش وتركيا وأستراليا ومالي وكينيا وقبرص وألمانيا وبريطانيا وأمريكا وعمل مديرا للمركز الإسلامي في ميونخ. شغل عضوية مكتب الإرشاد أعلى هيئة قيادية داخل الجماعة منذ عام 1987 حتى عام 2009. وانتخب عضوا بمجلس الشعب المصري عام 1987 عن دائرة شرق القاهرة ضمن قائمة التحالف الإسلامي التي خاض الإخوان الانتخابات تحت مظلتها. قُدِّم للمحاكمة العسكرية عام 1996 في ما يعرف بقضية سلسبيل التي ضمت وقتها عددا كبيرا من قيادات الإخوان المسلمين واتهمه الادعاء بأنه المسؤول عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وحُكم عليه بثلاث سنوات ليخرج من السجن في عام 1999. اختير في عام 2004 في موقع المرشد السابع ل الإخوان المسلمين بعد وفاة سلفه مأمون الهضيبي وهو صاحب لقب أول مرشد عام سابق للجماعة حيث انتخب محمد بديع بعد انتهاء فترة ولاية عاكف وعدم رغبته في الاستمرار في موقع المرشد العام ليسجل بذلك سابقة في تاريخ الجماعة وكان ذلك في عام 2010. وإثر انقلاب جويلية 2013 الذي أطاح بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي اعتقل ضمن اعتقالات شملت الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين والقوى الرافضة للانقلاب. وجهت له تهم عديدة من بينها تهمة إهانة القضاء على خلفية تصريحات نسبتها له صحيفة كويتية قال فيها إن القضاء فاسد وبرأته المحكمة من هذه التهمة في عام 2014 إلا أنه بقي في السجن بتهم أخرى تتعلق بمزاعم قتل متظاهرين. أربعة وسبعون هي الأعوام التي قضاها مع الجماعة وظل خلالها في الصف الأول قريبا من مؤسسها حسن البنا ومن القيادات التي تسلمت الجماعة فيما بعد وشارك خلالها في مواقف وأحداث مهمة ومحورية وعاش عهودا مختلفة من عهد الملكية حتى الحكم العسكري الحالي. يعتبر من الحرس القديم في جماعة الإخوان المسلمين ويتمتع بعلاقات وثيقة وتفاهم كبير مع مختلف الأجيال والرؤى داخل الجماعة وكان قريبا من كل قياداتها وكانت له علاقة واسعة مع قيادات العمل الإسلامي في العالم. ورغم مرضه وعمره الذي لم يساعده على الحركة فإن النظام العسكري أصر على سجنه ورفضت محكمة جنايات القاهرة إطلاق سراحه ووقف الحبس الاحتياطي على ذمة القضية المعروفة إعلاميا ب أحداث المقطم بعدما تجاوز مدة العامين من الحبس الاحتياطي ورأت جماعة الإخوان المسلمين بأن وفاة مهدي عاكف تعبتر قتلا ممنهجا وجريمة مكتملة الأركان لكن ذلك لن يدفعها إلى العنف للانتقام لوفاته. وهو ما ذهبت إليه زوجة الرئيس المصري المعتقل محمد مرسي بأن وفاة عاكف قتل عمد من قبل سلطة الانقلاب وأنها وكانت بسبب التنكيل والإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطة الانقلاب وهي جريمة لن تسقط بالتقادم بحسب زوجة مرسي. ونعته بقولها : نحسبه عاش عمره مجاهدا عاكفا وصابرا على نصرة دينه ووطنه ولم يعط الدنية في دينه ولم يخضع طول حياته لطاغية فقد كان قائدا ومثلا في نصرة الحق وإعلاء دين الله ومناهضة الباطل .