لتشخيص الأمراض الاجتماعية ومجابهتها الدعوة الى ضرورة تسليط الضوء على تاريخ الذهنيات أكد المشاركون في ملتقى وطني حول الانحرافات الاجتماعية بالغرب الإسلامي خلال العصر الوسيط المنظم مؤخرا بسيدي بلعباس على ضرورة تسليط الضوء على تاريخ الذهنيات وفق مدرسة التاريخ الجديد من أجل تشخيص الأمراض الاجتماعية ومجابهتها. خ.نسيمة/ق.م أشار الدكتور محمد مجاود عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة سيدي بلعباس إلى أنه بالنظر للحاضر المعاش اليوم في المجتمع والآفات والانحرافات الاجتماعية التي أصبحت تقلق لابد من تسليط الضوء على تاريخ الذهنيات لاستخلاص الدروس والعبر لمواجهة بشكل علمي تلك الآفات التي ظهرت في الماضي ولا تزال تظهر اليوم وذلك من خلال التركيز على هذه الزاوية البحثية التي تستلزم تسليط الضوء عليها لتشخيص الأمراض الاجتماعية وتعامل السلطة السياسية والدينية معها وكذا نتائجها في ذهنية المجتمع . وأضاف أنه إذا كانت الانحرافات الأخلاقية تصنف ضمن الشاذ فهذا لا يعني أنها تعبير عن فساد المنظومة الاجتماعية وإنما قد تكون سلوكات شريحة معينة من المجتمع وقد تفسر على أنها وسائل تعبير ورفض لأمور معينة في المنظومة القيمية والاجتماعية . وركز من جهته الأستاذ عبد الرحمان بن لعرج من قسم التاريخ لجامعة تلمسان في مداخلة بعنوان منهج بعض الصالحين في كشف الانحرافات الاجتماعية بالمغرب الإسلامي وإصلاحها على مجموعة من النماذج للأولياء الصالحين بالمغرب والجزائر. وذكر في هذا السياق بمسيرة الشيخ محمد بن عمر الهواري دفين وهران والشيخ أبركان من تلمسان والشيخ بويعزة من المغرب في عصر الموحدين وكيفية معالجتهم وكشفهم للانحرافات الاجتماعية في إطار دورهم في مساندة ومساعدة المجتمع على الخروج من الوقوع في الرذيلة وفي كل ما يمس القيّم الإنسانية والإسلامية ومحاولة إرجاع المجتمع إلى جادة الصواب وتطبيق الشرائع الإلهية التي كان هؤلاء الصالحين يستعملونها بشكل جدي والإبقاء عليها من أجل تماسك المجتمع. كما تطرق المتدخلون في هذا اللقاء إلى أهم الانحرافات الاجتماعية التي عرفتها مجتمعات الغرب الإسلامي وأسبابها وظروفها وآثارها وجهود النخب العلمية والدينية في مواجهتها ومظاهر تعامل الخطاب الديني مع هذه الظاهرة وتقديم نماذج عن المشاريع الإصلاحية لأوضاع المجتمع. وقد انتظم هذا الملتقى الوطني بمبادرة لمخبر الجزائر والحوض الغربي للبحر المتوسط لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة جيلالي اليابس لسيدي بلعباس بمشاركة أساتذة جامعيين وطلبة دكتوراه وباحثين ومختصين نفسانيين.