لا تخلو الأسر من الاختلافات في الرأي بين الزوجين فهو أمر طبيعي يحدث كثيرا إلا أن تكرار تلك الخلافات وتصعيدها حتى تصل الى مرحلة متطورة من الصراخ تصبح مؤثرة سلبا على نفسية وصحة الأطفال في تلك الأسرة علماء النفس يؤكدون أن الخلافات بين الأزواج يمكن أن تؤدي إلى إصابة باقي أفراد الأسرة بالقلق والاكتئاب وعديد الأمراض النفسية. - إن الأطفال الذين ينشأون في أجواء منزلية تعصف بها المشاكل خاصة تلك التي بين الوالدين سيعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية وتعليمية واجتماعية. - يرى الباحثون في دراسات أخرى أن الشجار بين الزوجين أمام الطفل أو المراهق يؤثر سلباً على الأمان العاطفي لديه مما يجعل من الصعب عليه التفاعل مع العالم الخارجي من حوله كما ويعطي انطباعا سلبياً عن مشاكل ذويهم ونظرتهم الى الزواج برمته. - يعتقد بعض الآباء أن الخلافات الزوجية الدائمة وعدم التفاهم لا يؤثران على صحة أطفالهم النفسية طالما لم يكن هناك عنف ملحوظ بين الأبوين سواء على المستوى الفعلي أو اللفظي لكن الحقيقة أن مجرد عدم وجود التفاهم الكافي والألفة بين الزوجين يله تأثير سلبي واضح وتكرار هذه الخلافات يزيد من الضغوطات على نفسية وصحة أطفالهم لذا على الآباء العمل على حلّ الخلافات الموجودة كما يُفضَّل أن يكون الجدال بعيداً عن مرآى ومسمع الأطفال لضمان عدم تأثرهم السلبي بها. - أمّا بالنسبة للآثار الجسدية التي يمكن أن نلاحظها على الأطفال في تلك الأسرة فهي تبدو واضحة وتتمثل بالصداع المتكرر وفقدان الشهيّة بالتالي فقدان الوزن وألم في البطن والتبوّل اللاإرادي وقد تتفاقم إلى حدّ الإغماء. - وقد يستغرب البعض عندما يسمع بأن الاضطرابات في نوم الطفل لها علاقة بالمشاكل الزوجية بين والديه حيث يوجد دور مؤثر لاضطراب نظام النوم اليومي لدى الطفل على مقدار نجاحه في التحصيل العلمي الدراسي ومن خلال دراسة أجراها مختصون على 20 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 شهور وسنة تم تأكيد هذه الحقيقة بعد أن حضروا جميعاً لمختبر الأبحاث في التوقيت المعتاد لنوم هؤلاء الأطفال وبينما كان هؤلاء الأطفال نائمين كان هناك صوت رجل يردد جملة لا معنى لها في عدة نبرات للصوت تتراوح بين الغضب الشديد والغضب العادي ونبرة سعيدة وأخيراً نبرة الصوت المعتاد وكانت المفاجأة أنه حتى أثناء النوم أظهرت نموذجاً معيناً خاصاً لوظائف المخ يتأثر بنبرة العواطف الموجودة في الصوت. - تكمن المشكلة الحقيقية في أثر الخلافات الزوجية على الأبناء بعدم شعورهم بالأمان والإستقرار حيث أن وظيفة المنزل يجب أن تكون عكس ذلك تماماً فضلاً عن شعورهم بالذنب وتنامي الإحساس لديهم بأنهم سبب الخلافات بين الوالدين حيث إن عقلية الطفل تعتقد أن العالم يتفاعل مع تصرفاتهم حتى ولو كانت خلافات الوالدين لا علاقة لها بهم إطلاقاً. - ومن هنا نقول بأن على الآباء والأمهات أن يفكروا اكثر من مرة ويراجعوا مشاكلهم لحلها من خلال الحوار الهادئ من اجل خلق أجواء من الانسجام في العائلة بما يوفر نموا طبيعيا للأطفال.