بقلم: عميرة أيسر الفترة الرومانية للجزائر كما يرى الكثير من المؤرخين تعتبر من أزهى العصور وأكثرها تنوعاً من حيث وجود الآثار و المعالم التاريخية فالرومان الذي دخلوا الجزائر في حوالي ق 5 قبل الميلاد و شنوا غارات متواصلة على الحامية القرطاجية التي كانت فيها كما يؤكد على ذلك المؤرخ هيرودوت و الذين بناء إمبراطورية واسعة امتدت في الكثير من المناطق في شمال إفريقيا استطاعوا بعد مرور سنوات طويلة أن يقمعوا الكثير من المقاومات التي قادها ملوك الأمازيع كيوغرطة وماسينيسا وغيرهم مما سمح لهم بتثبيت حكمهم الذي استمر قروناً عدَّة فالرومان الذين كانوا يرون بأن الجزائر جزء لا يتجزأ من روما القيصرية أرادوا أن يتركوا أثاراً تاريخية عملاقة وضخمة تدل عليهم فشيَّدوا الأبنية والمسارح الضخمة و أقاموا أبنية للآلهة التي كانوا يعبدونها قبل أن تتحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية كهيرا وأبولو وجوبيتر وغيرهم. وتوزعت هذه الآثار على الكثير من المدن كالعاصمة أو إيكوزيوم التي تعتبر مدينة رومانية بامتياز أو مدن تيبازة وشرشال وباتنة التي تعتبر من أقدم المدن التاريخية في الجزائر وفيها يوجد مسرح تيمقاد وهي المدينة التي تبعد عن باتنة بحوالي 36 كلم. وتم بنائها في عهد الإمبراطور تراجان في حوالي سنة 100م لأغراض عسكرية استراتيجيه ثم سرعان ما تحولت إلى مدينة ذات كثافة سكانية عالية. فهذا المسرح كان يعتبر درَّة التاج الثقافي الروماني في شمال إفريقيا وفيه الكثير من الأقواس والأبنية التاريخية المحلقة به بالإضافة إلى جعله أحد المسارح الإمبراطورية التي لا يحضرها إلاَّ أشخاص من العائلة المالكة أو المقربون من القصر الملكي بالإضافة إلى آثار مدينة تيبازة التي كانت تعتبر من أرقى المدن من حيث الحركة العمرانية أو التجارية أو من حيث الآثار الرومانية التي لا تزال موجودة فيها كالمدرج الروماني الذي يقع بالقرب من الحديقة في الجهة اليمنى منها أو المعبد الجديد وكذلك العديد من الكنائس الرومانية القديمة التي لا تزال موجودة فيها إلى اليوم ككنيسة بازيليكا اسكندر أو كنيسة بازيليكا القديسة سالسا أو تمثال هيروت أو غيرها فهذه الآثار الظاهرة بالتأكيد لبعضها ما يماثلها من حيث الأهمية التاريخية أو الحضارية لا تزال بحاجة إلى الاكتشاف وخاصة تلك التي لا تزال في جوف الأرض أو تلك التي لا تزال غارقة بالقرب من الشواطئ الجزائرية نتيجة الزلازل المدمرة التي عرفتها المنطقة في الكثير من المرات وعلى مدار التاريخ. فهذه الآثار الرومانية والتي لا يزال الكثير منها مجهولاً بالنسبة للرأي العام الجزائري على وزارة الثقافة وكذلك وزارة الإعلام العمل والتنسيق معاً من أجل إبراز تلك الآثار والإضاءة عليها قدر المستطاع من أجل تشجيع حركة السِّياحة الداخلية للبلاد واستقطاب السّياح الجزائريين الذين أصبح الكثير منهم يفضلون وجهات سياحية خارجية لقضاء عطلهم للأسف الشديد.