قصة كأس العالم افراح واحزان (الحلقة التاسعة والعشرون)

الدورة السابعة (الشيلي 1962)
المونديال الحارق ..
سنتحدث في حلقة اليوم عن تركيبة المجموعات وأسماء المنتخبات ال16 التي كان لها شرف حضور المونديال السابع بالشيلي وهو المونديال الذي جرى بدون أي تمثيل لمنتخبات القارة الأسيوية والإفريقية بسبب طريقة نظام التصفيات والذي وصف بعد ذلك بالعنصري قصد سد الأبواب في وجه منتخبات هاتين القارتين.
وقبل أن نتعرف عن إفرازات الدور الأول والذي شهد الكثير من المفاجآت المدوية لنبدأ هاته الحلقة عن اللقاء الفاصل الذي جمع المنتخبين الإسباني والمغربي.
هزمت المغرب ذهابا وإيابا
إسبانيا تبلغ المونديال الحارق
كما توقع الكثيرون توقفت مسيرة المنتخب المغربي في المحطة االخيرة لبلوغ مونديال الشيلي كون المنافس اسمه المنتخب الإسباني الذي كان يفوق لاعبي المغاربة خبرة وتجربة كون الإسبان سبق لهم وان شاركوا أكثر من مرة في نهائيات كأس العالم.
مواجهة الذهاب جرت يوم 16 ديسمبر 1961 بملعب مدينة الدار البيضاء خسرها اسود الأطلس بهدف دون رد وفي مباراة العودة بمدريد لعب المغرب مباراة رائعة جعل الجمهور الإسباني يصفق بحرارة للفريق المغربي وانهزم المغرب 3-2 سجل الأهداف المغربية الرياحي وبن بلعيد العربي في الدقيقة 40 و75 على التوالي.
البرازيل كانت بحاجة ماسة للفوز بالكأس
الفيفا في قفص الاتهام
ما ان بدأت الوفود تصل إلى الشيلي حتى اندهش القادمون إلى هذا البلد اللاتيني في النقص الواضح فى الملاعب والفنادق وأيضا فى الطرق ووسائل المواصلات الامر الذي أثار استياء الكثيرين وراح الجميع يوجه أصابع الاتهام إلى الاتحاد الدولي التي لم تصب في اختيار الشيلي لاحتضان البطولة السابعة فكل فهذا البلد كان ينقصه الكثير لكى يستحق شرف تنظيم هذه البطولة.
عادت البرازيل مرة أخرى لتحصل على الكأس ولكن هذه المرة فى غياب بيليه.. لكن البرازيليون كانوا فى أمس الحاجة للفوز بهذه البطولة عندما أصبحت كرة القدم فى البرازيل ظاهرة طبيعية!!
تداعيات الزلزال المدمر
الفوز بكأس العالم أهم من لقمة العيش
قبل مغادرة المنتخب البرازيلي إلى تشيلي للدفاع عن اللقب اجتمع رئيس البرازيل انذاك جواو غولارت بافراد المنتخب وقال لهم بالحرف الواحد: من واجبكم المحافظة على اللقب الذي يعتبر مصدر فخر لبلادنا لانه أهم من لقمة العيش بالنسبة إلى مواطنيكم كما انه ينسيهم مصاعبهم الاقتصادية . .
كما سبق وان ذكرنا في حلقة امس أودت الكارثة الطبيعية التي ضربت دولة الشيلي والمتمثلة في الزلزال قبل عام من انطلاق كأس العالم بحياة 50 ألف شخص كان لها الأثر السلبي على البنية التحتية لهذا البلد اللاتيني ودمرت ملاعب كرة القدم في فالديفيا وتالكا وكونسيبسيون وتالكاهوانو.
سانتياغو المدينة الوحيدة التي ظلت مستعدة للحدث
انسحاب مدينيتن لاستضافة جانبا من المباريات
بسبب نقص الإمكانيات المادية قررت مدينتي أنتوفاجاستا وفالبارايسو للانسحاب من البطولة حيث كان من المقرر ان تحتضن كل مدينة ثلاث مباريات.
المدينة الوحيدة التي ظلت مستعدة لاستقبال مباريات كأس العالم هي العاصمة سانتياغو خاصة بعد ان ركزت حكومة الشيلي في إعادة اعمار وبناء ما دمره الزلال إلى على العاصمة وهذا على حساب بقية المدن التي مسها الزلزال المدمر.
اتحد شعب الشيلي كله سويا لضمان إقامة الحدث العالمي على أرض بلاده. حيث نجحت مدينتي فينا ديل مار وأريكا في إكمال استعداداتهما بينما سمحت شركة تعدين في رانكاجوا باستخدام ملعبها الخاص. كما تبرعت الفيفا بالمال لمساعدة شيلي على إنجاز مهمتها.
البطولة أقيمت بين 20 ماي و17 جوان 1962
القارة الأوروبية في مواجهة الأمريكية والإفريقية والأسيوية تتفرجان
أقيمت بطولة كأس العالم لكرة القدم السابعة عام 1962 في الشيلي في الفترة مابين ال 30 ماي إلى 17 جوان بمشاركة 16 منتخبا.
على غرار البطولة الأخيرة التي جرت في السويد والتي غاب عنها ممثلا القارة الأسيوية والإفريقية فان الدورة الموالية التي نحن بصدد الحديث عنها غاب جرت كذلك بين منتخبات القارتين الأوروبية والأمريكية لأسباب سنتعرف عليها حالا.
الشيلي تحاور العظماء
نظام التصفيات عنصري
قد يتساءل احكم عن سبب التمثيل لكل من القارتين الأسيوية والإفريقية الجواب يتمثل في نظام التأهل الغريب جعل المؤهلين من آسيا وأفريقيا يلتقون في أدوار فاصلة مع فرق أوروبية على غرار لقاء المغرب وإسبانيا. وفي النهاية لم يتأهل لنهائيات البطولة سوى منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية إلى جانب المكسيك.
وكان الهدف من هذا النظام الغريب الذي سمي فيما بعد بالعنصري هو حرمان منتخبات القارة السمراء والأسيوية من حضور كأس العالم.
خيبة أمل
أصيب الشيليون بخيبة الأمل بسبب المستوى الفني الضعيف لعدد من الفرق التي تأهلت للنهائيات بسبب النظام الغريب الذي تم تطبيقه في التصفيات والذي حرم مثلا منتخبات مثل فرنسا والسويد من بلوغ النهائيات.
في قلب تلك الدولة اللاتينية التي تتحسس طريقها نحو التقدم في هذه اللعبة.. في قلب سنتياغو عاصمة الشيلي اللاتينية.. كان هناك مكان سابع لدولة أبت إلا أن تجاور العظماء الذين استضافوا كأس العالم.
أسماء المنتخبات ال16
الدول التي شاركت في هذه الدورة هي: الشيلى (منظم البطولة) - البرازيل (بطلة الدورة الاخيرة) - الأرجنتين - - المكسيك - - كولومبيا _ الأورغواي - إسبانيا - سويسرا - يوغسلافيا - إنجلترا - إيطاليا - بلغاريا- المجر - ألمانيا - تشيكوسلوفاكيا - الاتحاد السوفييتي.
منتخبات عادت وأخرى غابت
سجلت بطولة الشبلي عودة المنتخبين الإسباني السويسري إلى الأدوار النهائية بعد غيابهما عن البطولة السادسة مقابل ذلك سجل غياب ستة منتخبات كاملة ويتعلق الأمر بكل اسكتلندا وبلاد الغال وايرلندا الشمالية فرنسا والسويد والنمسا.
كولومبيا وبلغاريا لأول مرة
الروس للمرة الثانية
في الوقت الذي تواصل حضور المنتخب البرازيلي والايطالي في الأدوار النهائية شارك في المونديال السابع المنتخب الروسي وتعتبر مشاركة زملاء الحارس العنبكبوتي ليف ياشين الثانية في تاريخ المونديال.
وتعتبر دورة الشيلي فال خير على المنتخبين الكولومبي والبلغاري كونهما لأول مرة يبلغان الأدوار النهائية.
قرعة البطولة:
أسفرت قرعة البطولة التي جرت مطلع عام 1962 على النتائج التالية:
المجموعة الأولى: الاتحاد السوفياتى - الاورغواى - كولومبيا
يوغوسلافيا
المجموعة الثانية: ألمانيا الغربية - الشيلى - إيطاليا - سويسرا
المجموعة الثالثة: البرازيل - المكسيك - إسبانيا _ تشيكوسلوفاكيا
المجموعة الرابعة: المجر - إنجلترا - البرازيل _ بلغاريا.
الانطلاقة
إيطاليا والأورغواي أكبر الخاسرين والمجر تستعيد هيبتها
قبل أن نتطرق بإسهاب عن مخلقات الدور الأول يجب التذكير أن هذا الدور شهد الكثير من المفاجآت التي لم تكن في الحسبان أهمها إقصاء كل من ايطاليا والارغواي في الدور الأول وكلا المنتخبين سبق لهما معا وان توجا بالكأس مرتين مقابل لذلك سجل هذا الدور عودة المنتخب المجري لبعض من هيبته وهذا ببلوغه الدور الثاني.
المجموعة الأولى:
تأهل الروس ويوغسلافيا وإقصاء الأورغواي وكولومبيا
أفرزت مباريات المجموعة الأولى تأهل كل من المنتخبين الروسي واليوغسلافي إلى الدور ربع النهائي وهذا على حساب ممثلا القارة الأمريكية الأورغواي بطل الدورة الأولى والرابعة وكولومبيا الذ شارك في البطولة لأول مرة.
الروس تصدروا الريادة بخمس نقاط يفوزين على حساب يوغسلافيا 2/0 وعلى الأورغواي 2/1 في مواجهة كادت أن تخرج عن إطارها الرياضي وتعادل أمام كولومبيا 4/4 وهو اللقاء الذي شهد تسجيل اكبر عدد من الأهداف.
وحجل المنتخب اليوغسلافي ثانيا بأربع نقاط من فوزين على الأورغواي 3/1 وعلى كولومبيا 2/0 وخسارة أمام الروس 2/0 وجاء ثانيا المنتخب الأورغواياني بنقطتين فقط من فوز يتيم على حساب كولومبيا 2/1 وخسارتين أمام كل من يوغسلافيا 3/1 والروس 2/1 وحل في الصف الأخير كولومبيا بنقطة واحدة من تعادل أمام الروس 4/4 وخسارتين أمام كل من الأورغواي 2/1 ويوغسلافيا 2/0.
المجموعة الثانية:
سقوط الطاليان وسويسرا وتأهل الشيلي وألمانيا الغربية
كما كان متوقعا شهدت مباريات المجموعة الثانية خروج مبكر لبطل الدورة الثانية والثالثة المنتخب الايطالي إلى جانب منظم البطولة الخامسة سويسرا أمام بطل الدورة الخامسة ألمانيا ومنظم البطولة الشيلي بعد أن حل هذا الأخير ثانيا والأول أولا.
منتخب الشيلي دشن البطولة بفوز عريض على سويسرا 3/0 فيما انتهت مباراة الجارين ألمانيا وايطاليا بدون أهداف ليسقط هذا الأخير في الجولة الثانية أمام منظم البطولة الشيلي 2/0 وبهدفين لواحد حسمت ألمانيا مواجهتها الثانية أمام سويسرا لتبلغ مبكرا الدور ربع النهائي ورغم ذلك كسب الألمان مواجهتهم الثالثة أمام الشيلي 2/0لم تؤثر على هذا الأخير بالرغم من الفوز الساحق لايطاليا على سويسرا 3/0.
المجموعة الثالثة:
البرازيل والتشيك معا إلى الدور الثاني
احترم المنطق إلى حد كبير في المجموعة الثالثة حيث بلغ المنتخبين البرازيلي والتشيكسلوفاكي الدور ربع النهائي على حساب المنتخبين الإسباني والمكسيكي زملاء بيليه الجريح حلوا في الصف الأول بخمس نقاط من انتصارين الأول أمام المكسيك في لقاء الافتتاح 2/0 والثاني في مواجهتهم الثالثة أمام إسبانيا 2/1 وبين هاتين المبارتين تعادل ت البرازيل أمام تشيكوسلوفاكيا بدون أهداف هذا الأخير حل ثانيا بثلاث نقاط من فوز أمام إسبانيا 1/0 وتعادل أمام البرازيل 0/0 وخسارة بدون تأثير أمام المكسيك في المواجهة الثالثة 3/1.
وعلى ذكر المكسيك فقد حل ثالثا بنقطتين فقط من فوز على التشيك 3/1 وخسارتين أمام كل من البرازيل 2/0 وأمام إسبانيا 1/0 هذا الأخير الذي كان يكفيه التعادل في مواجهته الأخيرة أمام البرازيل لبلوغ الدور الثاني اخفق في ذلك ومني بالخسارة 2/1 ليعود من حيث قدم بعد أن حصد الا نقطتنين فقط ومرتبة أخيرة.
المجموعة الرابعة :
إقصاء مر للأرجنتين ومنتظر لبلغاريا وتأهل منطقي للإنجليز ومفاجئ للمجر
شهدت المجموعة الرابعة والأخيرة مفاجأة مدوية بإقصاء منتخب الأرجنتين من الدور الأول بعد أن حل في الصف الثالث مناصفة مع انجلترا بثلاث نقاط لكن فارق الأهداف كان لمصلحة الانجليز زائد 2 مقابل ناقص 1 للأرجنتين.
انجلترا دشت البطولة بفوز صغير على بلغاريا 1/0 وفي نفس اليوم فازت المجر على انجلترا 2/1 وفي الجولة الثانية فازت انجلترا 3/1 على الأرجنتين والمجر سحقت بلغاريا 6/1 وهي أثقل نتيجة تسجل في البطولة السابعة.
الجولة الثالثة كانت حاسمة وبما أن التعادل كان يكفي كل من المجر وانجلترا لبلوغ الدور الموالي تحقق لهما ذلك حيث انتهت مبارتي هاته الجولة بدون تسجيل أي هدف الأرجنتين مع المجر وانجلترا مع ابنت قارتها بلغاريا.
تطالعون في الحلقة المقبلة:
بعد تخطي المنتخبات الكبيرة الدور الاول تارى كيف جرت مباريات الدور ربع النهاءئي والنصف النهائي وكيف تمكن المنتخب البرازيلي من الاحتفاظ بتاجه العالمي؟ كل هده الأسئلة تجدون الإجابة عنها في حلقة يوم غد بإذن الله تعالى.