الأطباء المقيمون استنجدوا به في رسالة تنشر أخبار اليوم نصها الكامل هل يتدخل الرئيس؟ * ثقتنا فيكم أكبر من أن يعكّر صفوها تصريح أو حملة * نؤمن أن وحدة الجبهة الداخلية وتلاحمها أكبر ضامن للتنمية والأمن * متتبعون يتوقعون تدخل بوتفليقة لإنهاء أزمة المقيمين تعليق الصورة المقيمون نظموا سلسلة من الاحتجاجات بالتزامن مع مواصلة إضرابهم ف. زينب استنجد الأطباء المقيمون برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مناشدين إياه التدخل لإنصافهم وتلبية جميع مطالبهم المشروعة التي صنفوها في خانة الحقوق مبدين ثقتهم في قدرته على ذلك وهي ثقة قالوا أنها أكبر من أن يعكر صفوها تصريح استفزازي من مسؤول أو حملة منظمة لا تريد الخير للبلاد والعباد وتوقع متتبعون أن يتحرك الرئيس ويُصدر توجيهات من شأنها إنهاء أزمة المقيمين التي طال أمدها. ورفعت التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين الجزائريين عبر موقعها الرسمي رسالة مفتوحة إلى القاضي الأول في البلاد اعتبرتها صرخة باسم الآلاف من الأطباء المقيمين الصامدين المثابرين الواثقين في مستقبل أفضل . وأشار أصحاب الرسالة إلى أنهم يؤمنون أن وحدة الجبهة الداخلية وتلاحمها يعتبر أكبر ضامن لاستمرار التنمية واستتباب الأمن مشدّدين على أن لجوءهم للاستنجاد بالرئيس جاء بعد أن استفرغنا الجهد والوقت مع الجهات الوصية دون أن تثمر جولات الحوار المتكررة والطويلة إضافة إلى تصريحات غير مبررة لبعض المسؤولين كيلت فيها التهم الباطلة لنا .. هذه رسالة الأطباء المقيمين لرئيس الجمهورية.. وجاء في الرسالة المفتوحة التي وجهها الأطباء المقيمون إلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مايلي: سيادة الرئيس القاضي الأول في البلاد إننا على وعي بالمرحلة المهمة والحساسة التي تمر بها بلادنا ضمن هذا المحيط الإقليمي الملتهب والدولي النازح للحروب والصراعات كما نعلي فيكم إصراركم على محاربة كل ما يحاك ضد أمنها وسلامتها وضد كل من يريد تعكير مسار التنمية الذي شرعتم فيه منذ أن استلمتم مقاليد الحكم. سيادة الرئيس إيمانا منا نحن الأطباء المقيمون في العلوم الطبية بأن وحدة الجبهة الداخلية وتلاحمها يعتبر أكبر ضامن لاستمرار التنمية واستتباب الأمن وبعد أن استفرغنا الجهد والوقت مع الجهات الوصية دون أن تثمر جولات الحوار المتكررة والطويلة إضافة إلى تصريحات غير مبررة لبعض المسؤولين كيلت فيها التهم الباطلة لنا ومع ما لاحظناه من تأليب للرأي العام ضدنا وخوفا منا على أن تتحول قضيتنا المشروعة والقانونية إلى ورقة قد يستعملها مرضى القلوب والمناصب ممن لا يدخرون جهدا في جعل مطامعهم الشخصية قبل الشعب والوطن. نرفع لكم سيادة الرئيس هذه الرسالة حرصا منا على أن تصلكم مطالبنا نقية من كل تأويل وزيف ويقينا منا بأنكم نصير المظلوم وحامي الدستور والناظر لرعيته بعين المساواة في الحقوق والواجبات. سيادة الرئيس منذ ستة أشهر من الزمن شرعنا نحن ما يقارب خمسة عشر ألف طبيب مقيم في حركة احتجاجية سلمية مست كل ربوع الوطن وذلك بعد أن أوصدت أمامنا كل أبواب الحوار الجدي وغيبت النية الصادقة لإيجاد حتى أدنى حد من التوافق والتفاهم فأصل المسألة يرجع لكرامة الطبيب التي تم تدنيسها لذلك توجهنا بمطالبنا المشروعة إليك كيف لا وقد كنتم ولازلتم سيادة الرئيس ترفعون شعار العزة والكرامة. راحة المريض فوق راحتنا سيادة الرئيس إن فئتنا الأطباء المقيمون ترفض الرضوخ لغير مبادئ السمو والعدل وتقاوم بشدة كل محاولات الإذلال وسلب الكرامة من أي طرف كان إن الأطباء المقيمين بكل تخصصاتهم قد أقسموا على أنفسهم وتعاهدوا أمام الله منذ أن وطئت أقدامهم كليات الطب ومعاهده على أن يجعلوا راحة المريض فوق راحتهم وعلى أن يسهروا على أنين العليل حتى يخف وعلى توظيف علمهم وجهدهم وإفناء شبابهم بل وكل حياتهم خدمة للمرضى وعيادة الأسقام والآلام بكل وعي احتسابا لله وتكريس للغالي والنفيس بتفان عالي وهمة قليلة النظير. سيادة الرئيس نحن بحكم وظيفتنا نشخص الداء ونعرف مكمن الخلل لنتفادى المرض ولنصف العلاج الصحيح هذا ما يحصل منذ سنوات تقارير وشكاوي وتظلمات ترفع باستمرار إلى الوصاية مرفقة بوصايا وخطط واقتراحات لتذليل العقبات واضعين نصب أعيينا صحة المواطن وكيفية الرقي بها إلا أن الإجابة كانت وعودا وتطمينات ثم حوارا من أجل الحوار ثم تهميشا وتجاهلا والآن هروبا للأمام وتنصل من المسؤولية من طرف الوزارة الوصية. سيدي الرئيس إن التشريعات الخاصة بالقطاع صارت تقنن دون إشراك أو مشاورة جادة لعمال القطاع. المشكل أعمق والخطب أجّل سيدي الرئيس إن المشكل أعمق والخطب أجّل ما يعاني منه الأطباء المقيمون اليوم من ظلم وتمييز يعود أصله إلى انتهاك وتعدي غير مسبوق للدستور أي أنه تحد مباشر لتعليماتكم سيدي الرئيس كونكم الحامي الأول للدستور وقاضي القضاة. إن الدستور الجزائري لا يضم مواطنا مع وقف التنفيذ أو مواطنا من الدرجة الثانية يحرم من حقوقه ويكلف بواجبات لا لشيء سوى لكونه طبيبا في عبث وتعال ودوس على القانون والدستور ومبدأ المواطنة والتساوي ويتمثل الأمر في كون الطبيب المواطن الجزائري الوحيد الذي يجبر على تأدية الخدمة المدنية والعسكرية تباعا. مكمن الخلل في الخدمة المدنية في كون هذه السياسة تكريسا للفشل المستدام ومعاداة جلية في مسار التنمية الذي سعيتم لتجسيده سيادة الرئيس في برنامجكم وفي هذا السياق نستسمحكم سيدي الرئيس بأن نزيل لبسا وتأويلا مبطنا بتأليب حين يقال بأننا نرفض الخدمة المدنية ونمتنع عن خدمة شعبنا العزيز. سيادة الرئيس فلما كانت القوانين تصاغ وتطبق لتحقيق أهداف لا لرفع عتب فإننا نؤكد لكم بأن كل الأطباء المقيمين في جميع التخصصات هم أول من يسبل نفسه ضد التصحر الطبي إيمانا بحق المواطن في العلاج لكن لما ثبت بالدليل العلمي والواقع التطبيقي أن التشريعات الناظمة للخدمة المدنية لم تحقق الغرض المنشود بل وتجاوزته إلى حد النقيض وعلى إثر كل هذا قدمنا مقترحات بديلة من شأنها توسيع مجال العلاج والوقاية في ظروف أحسن لكنها قوبلت بالرفض مرات عديدة رغم حجيتها النظرية والعملية قياسا بتجارب دول أخرى فلماذا الإصرار على الفشل ولماذا سلوك نفس الطريق عدة مرات رغم عدم نجاعته لماذا يفرض فقط على الطبيب وحده بإجبارية أداء الخدمة المدنية في نوع من الإذلال النفسي في حين أن باقي خريجي الجامعة الجزائرية لا تفرض عليهم أي إجراءات مماثلة ولما لا يتم تعويضها بنظام تحفيزي مهني اجتماعي يجعل الطبيب يحيي كرامة طالما تمناها. أما بالنسبة للخدمة الوطنية فإننا جاهزون للذود عن وطننا في كل آن إلا أنه تم استثناؤنا مؤخرا من الإجراءات القانونية التي تخص حقنا في الإعفاء ككل المواطنين الجزائريين وتمت مساواتنا بالعصاة. هل تعلم سيدي الرئيس..؟ سيدي الرئيس إن المتتبع لمسيرتكم لا يخفى عليه عنايتكم بالمرأة الجزائرية كما لا يخفى عنكم أن أكثر من ثلثي عدد الأطباء المقيمين هنّ من النساء فهل تعلم سيدي الرئيس أن الطبيبات المقيمات الجزائريات محرومات من أبسط حقوقهن إنه حق الأمومة نعم سيدي الرئيس إنه حق الأمومة اليوم صار موضع خيار ومساومة. سيدي الرئيس إن الضغط الرهيب والمساومات والإجراءات التعسفية إضافة إلى تعنت الإدارة والوزارة الوصية وعملها الدؤوب على تطويق مطالبنا وتمييعها وخنقها وتشويهها أدت إلى المزيد من الانسداد وتعميق الأزمة مما يدفع بالقطاع إلى المزيد من التعفن والشلل وهذا ما يجعل من تدخلكم سيدي الرئيس الضمان الوحيد لوضع حد لهاته المهزلة التي لا تليق بجزائر العزة والكرامة وكلنا ثقة في قدرتكم على إنقاذ الوضع وإعادة قاطرة القطاع إلى سكة النمو والتطور والرقي في خدمة المواطن والوطن. سيادة الرئيس كلنا ثقة في إقراركم بمشروعية مطالبنا وقدرتكم على تلبية جميع المطالب التي يشترك فيها الأطباء المقيمون في كل من التخصصات الطبية والتعليمية البيداغوجية والبيولوجية والتخصصات الصيدلانية وطب الأسنان ندعوكم سيادة الرئيس إلى إنصافنا وتمكيننا من حقوقنا المشروعة. سيادة الرئيس إن حلمنا يسبق الإحباط واليأس وثقتنا فيكم أكبر من أن يعكر صفوها تصريح استفزازي من مسؤول أو حملة منظمة لا تريد الخير للبلاد والعباد هذه رسالة وصرخة باسم الآلاف من الأطباء المقيمين الصامدين المثابرين الواثقين في مستقبل أفضل. متتبعون يتوقعون تدخل الرئيس.. ولا يستبعد متتبعون أن يقوم الرئيس بوتفليقة باتخاذ إجراءات من شأنها حلحلة أزمة الأطباء المقيمين ووضع حد للقبضة الحديدية بينهم وبين الحكومة التي تبرّر عدم الاستجابة للمطالب الخاصة بإلغاء إجبارية الخدمة المدنية مؤكدة أن مطلب عدم التوجه إلى الولايات الداخلية والجنوبية لأداء الخدمة المدنية إجحاف بحق قاطنيها. ويلزم القانون الطبيب بعد الحصول على شهادة الطب (7 سنوات) قضاء فترة التخصص التي تتراوح من 4 إلى 5 سنوات دراسة قبل الالتحاق للعمل في مستشفيات المدن النائية لمدة 3 سنوات كخدمة مدنية تنتهي بمنح الأطباء شهادة التخصص. وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة فتحت الحكومة باب التوظيف في قطاع الصحة بشكل استعجالي عبر استقدام 600 طبيب عام في إطار عقود تمتد إلى سنتين دون اجتياز فحص طبي إضافة إلى استفادتهم من تكوين اختصاص طبيب مسعف بشكل دوري.