يعرّضهم للاكتئاب والمشاكل النفسية انفصال الزوجين يحمل عواقب وخيمة على الأبناء الطلاق يؤدي إلى تفكك العلاقة الزوجية وتشتت الأبناء فهو يحمل عواقب وخيمة على الأطفال لاسيما الصغار وفي مرحلة المراهقة أيضا التي تعد أخطر مرحلة بحيث يتوه الأبناء بعد انفصال والديهم خاصة وأن تفكك العلاقة يؤثر لا محالة على الزوجين وعنايتهما بأبنائهما سواء علاقة الأب أو الأم فحدة الصراعات ودخولهما في دوامة من المشاكل قد تجعلهما ينفران من ثمرات الزواج مما يحول الأبناء الى كابوس للزوجين بعد الانفصال ويعتبر الأطفال ضحايا الطلاق الخاسر الأكبر. خ.نسيمة /ق.م يترك الطلاق على الأطفال أثرا كبيرا يسبب لهم القلق ولا يجدون طريقا للخلاص فالأطفال هم أول ضحايا الطلاق نفسيا وعاطفيا وحتى جسمانيا أحيانا فالطفل بعد طلاق والديه يقع في حيرة واضطراب وقليلا ما يسيطر على توازنه خاصة الطفل الذي تربى في أحضان والديه ونهل من حبهما وعطفهما وعلى العموم الطفل الذي ينفصل والداه عن بعضهما يرى البيت مكانا موحشا وغالبا ما يبحث عن ملجأ آخرا له ومكان يجد فيه السلوى والأمن والراحة. الطلاق يجعل الطفل غير مبال بالدنيا وبالآخرين فلا تستطيع روحه الصغيرة المحدودة أن تتحمل انفصال والديه فبعد الطلاق يصبح الأطفال أيتاما حقا خاصة إذا كانوا صغار السن فمصيبتهم أعظم فالطفل في كل مراحل حياته وعلى كل المستويات والإمكانات يحتاج إلى أم تحنو وتعطف عليه والطلاق ألم ثقيل بالنسبة له لا يمكنه تحمله ولكي يصل إلى أمه وأحيانا إلى أبيه عليه أن ينتظر الأوقات الرسمية لملاقاتهم. وأحيانا قد يستيقظ الطفل من نومه عند منتصف الليل يريد أمه وواضح ماذا يحصل من هكذا حالة فهذا ما يحدث نتيجة خلاف بين أمه وأبيه والآن أمه ليست في الغرفة ومثلا غدا يجب ان يراها فاي الم مفجع كهذا ؟! . تغيرات في سلوكات الطفل يؤثر الطلاق بشكل سلبيّ على الطفل خاصّة في سنّ الطفولة المبكرة من وقت الولادة حتى سن الثالثة لأن هذه الفترة تشكّل مرحلة التطوّر والنمو النفسيّ له بحيث يبدأ الطفل فيه اكتشاف عالمه وتكوين العلاقات مع أبويه وأشقائه لذا عند حدوث الطلاق يمكن أن يعاني الطفل من مشاكل في النوم أو الأحلام السيّئة أو الغضب والبكاء بشكل أكبر من الوضع الاعتياديّ أماّ في العمر من ثلاث إلى خمس سنوات قد يشعر بالذنب وشعوره بالمسؤولية عن حصول الفرقة بين الأبوين ويمكن أن تظهر عليه بعض السلوكيات الخاصّة بالرضع مثل: مص الإبهام وقد يشعر أيضاً بالإحراج والحزن كما يمكن أن يشتكي من آلام المعدة وحصول بعض المشكلات في النوم ورفض استخدام الحمام. السنة الأولى من الطلاق أصعب فترة تعد السنة الأولى بعد الطلاق هي الأصعب على الإطلاق فقد يعاني فيها الأطفال من حصول بعض الاضطرابات النفسية مثل: الشعور بالضيق والقلق وعدم تصديق ما يحصل في العائلة ولكنهم غالباً ومع الوقت قد يعتاد بعضهم على التغييرات التي ستصاحب حياتهم لاحقاً في حين أنّ البعض الآخر لا يعودون لطبيعتهم أبداً وقد ينتج ذلك لديهم اضطراباً عاطفياً بشكل مربك فقد يخاف بعضهم من أن يفقد حب أمّه وأبيه كما انتهى حبّهما لبعضهما البعض وقد يصبح المراهقون منهم غاضبين بشدّة من التغييرات والاضطرابات التي طرأت على حياتهم بصورة مفاجئة كواقع لأضرار ونتائج الطلاق. كما يهدّد وقوع الطلاق بانعدام ثقة الطفل بوالديه لأنّه بات يعتقد أنهما يتصرفان بطريقة لا يمكن الوثوق بها بالإضافة لشعوره بانقسام الأسرة لقسمين مختلفين مع ضرورة البقاء فترة في كلّ قسم ممّا يؤدّي لإحساسه بانعدام الأمان والاستقرار وقد تدور الأسئلة التي تؤكّد على هذه الأحاسيس داخل عقل الطفل مثل: (ما الذي سيحدث بعد ذلك؟) أو (من سيهتم بي؟) وقد يقوم الطفل ببعض السلوكيات غير الإرادية ليلفت انتباه الوالدين واهتمامهما مثل: البكاء وقت النوم التبوّل في الفراش. تأثيرات سلبية على الطفل توجد مجموعة من السلبيات الأخرى لحصول الطلاق عند الأطفال منها فقدان الاتصال اليومي مع أحد الوالدين فقد يفقد الطفل علاقته مع أحد والديه ويصبح ارتباطه به ضعيفاً لقلّة اللقاء بعد حصول الانفصال وتشير بعض الدراسات أيضاً أنّ الأمهات قد تصبح أقلّ دعماً وحناناً على الأطفال بعد تعرّضهن للطلاق الى جانب فقدان الطفل للانضباط بسبب التغييرات الكبيرة والضغوطات المصاحبة لنقل السكن أو تغيير الأحياء وتزايد الخطر حول الصحّة العقليّة للطفل بحيث تظهر المشكلات العقليّة والنفسيّة لدى الأطفال بسبب اضطرابات التكيّف لديهم في الشهور الأولى وتزايد خطر ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق و ازدياد المشاكل السلوكيّة لدى الأطفال فقد يصبح الطفل مندفعاً وعدوانياً وتزداد صراعاته مع أقرانه الى جانب تأثّر الأداء الأكاديميّ للطفل: قد ينخفض معدل التحصيل لدى الأطفال كما يمكن أن ترتفع معدلات التسرّب والغياب عن المدرسة.