على أبواب الشهر الفضيل لا تغفلوا عن نفحات وبركات شعبان _ بقلم: الشيخ أبو اسماعيل خليفة وبدأت نسائم رمضان تفوح معلنةً اقتراب خير الشهور ومن الأمور الفاضلة التي يغفل عنها كثير من الناس في آخر شهر شعبان استعدادا للشهر الفضيل: الصدقة على الفقراء وإعانتهم ليتقوّوا بذلك على مصاريف شهر رمضان فكم من أناس - الله أعلم بحاجتهم وفقرهم يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.. . ورمضان إنما جاء ليرهف الإحساس ويسمو بالمشاعر ويرقى بالوجدان فاكسبوا الرهان في هذا الميدان فإذا كان رمضان يرهق جيب الغني الكاسب فكيف حال الكاسد المعدوم وذلك واقع مشهود.. ولقد وردت أخبار كثيرة أن السلف رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يخرجون زكاة أموالهم في شهر شعبان يتعجلون بإخراجها قبل رمضان كفاية للفقير والمسكين والمحتاج قبل رمضان حتى تعينهم الزكاة على الاستعداد لرمضان فلا ينشغلوا بفقرهم وحاجتهم في الشهر الكريم وبهذا فهُم قد اغتنموا وقتهم ووقت الفقير. قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كان المسلمون إذا دخل شعبان أكبُّوا على المصاحف فقرءوها وأخرجوا زكاة أموالهم تقويةً لضعيفهم على الصوم . والمؤمن يتجاوب مع نداءات الفقراء والضعفاء متجاوزًا بمشاعره كل الفواصل متسلقًا بمبادئه كل الحواجز يتألم لألمهم ويحزن لأحزانهم مبتدئًا بالموالاة والمواساة من بيته وموطنه ولإخوانه من بني جلدته صَحْبه وأقاربه يستقبل رمضان بنفس معطاءة ويد بالخير فياضة ويبسط يده بالصدقة والإنفاق.. فيا ذوي الهمم العالية: لا تغفلوا عن نفحات وبركات شهر شعبان.. تلمّسوا ذوي الحاجات وأعينوهم.. واسألوا الله أن يبارك لنا ولكم في شعبان وأن يبلغنا شهر رمضان ويتسلمه منا متقبلا..