بقلم: طلعت إسماعيل* الجواب باين من عنوانه هكذا يقول المثل و العنوان هو الانحياز الأمريكي السافر لإسرائيل ومصالحها فهل يتوقع من خطة اللاسلام أو ما يعرف بصفقة القرن التي ينتظر أن يكشف عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تعطى الفلسطينيين ولو قليل من الحق في ظل مزايدة ترامب على اليمين الإسرائيلى ورئيس الوزراء الإسرائيلى ذاته في تقديم الدعم والمساندة لكل ما يثبت جدران الكيان الصهيونى على حساب الفلسطينيين؟! ترامب الذي لم يخفي انحيازه لإسرائيل طوال حملته الانتخابية ومسارعته عقب توليه رئاسة الولاياتالمتحدة إلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة وها هو يراهن على أصوات اليمين ومناصرى تل ابيب في أوساط قطاع مؤثر في الشارع الأمريكي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي تأتى عقب أربع سنوات من الحكم تخللتها فضائح دفعت بمنافسيه الديمقراطيين للبدء في إجراءات عزله. كشف الرئيس الأمريكي عن صفقة القرن التي لوح بها في أكثر من مرة ويزعم أنها ستأتى بما لم يأت به الأولون لتسوية القضية الفلسطينية وتحقيق السلام مع الإسرائيليين وهى الصفقة التي بادرت السلطة والفصائل الفلسطينية كافة برفضها من قبل أن تعلن تطبيقا للمثل الذي بدأنا به: الجواب باين من عنوانه فلا ينتظر من ترامب أو غيره في الإدارة الأمريكية أن يقدم سوى ما يخدم مصالح إسرائيل. ولعل في وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ومنافسه بينى جانتس زعيم تحالف أزرق أبيض للصفقة الأمريكية ب التاريخية بعد أن قبلا دعوة من ترامب لزيارة واشنطن للإطلاع على التفاصيل إجابة على سؤال: لماذا يتشكك الفلسطينيون؟ ويرتاب العرب فيما يجرى طبخه بنيران أمريكية ذات لهب. التسريبات الإسرائيلية التي خرجت عن تلك الصفقة التي اسماها الفلسطينيون صفعة القرن ووصفها صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بأنها احتيال القرن لا تبشر بخير. فحسب القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلى تتضمن تلك الصفقة عدم وجود سيطرة للسلطة الفلسطينية على الحدود مع سيطرة إسرائيلية كاملة على القدس بدعوى أنها ستكون عاصمة إسرائيل وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية بما فيها المنطقة ج والموافقة على جميع المتطلبات الأمنية الإسرائيلية . ووفق القناة الإسرائيلية نفسها تفرض الصفقة الأمريكية 4 شروط على الفلسطينيين من أجل إقامة دولتهم وهى: الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية نزع السلاح في قطاع غزة نزع سلاح حركة حماس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل . هذا الانحياز الواضح إلى الجانب الإسرائيلى يأتي اتساقا مع قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وقطع التمويل عن وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتأييد ضم المزيد من المستوطنات والعمل ضد أي بادرة يمكن لها خدمة الفلسطينيين ولو ظاهريا. لكن السؤال ماذا في وسع الفلسطينيين المغلوبين على أمرهم والعرب الصامتين والمجتمع الدولى غير المبال أن يقدموا في مواجهة الخطة الأمريكية؟ طبعا في ظل ميزان القوى المختل ربما يجيب البعض بأنه ليس في أيديهم شىء! غير أنه على الرغم من هذا الوضع الصعب لدى الجميع الكثير من الأشياء إذا توفرت الإرادة وصدقت النوايا. الفلسطينيون لهم الحق في رفض الطبخة المسمومة المعروضة عليهم بكل الوسائل المشروعة عرفا وقانونا باعتبارهم يقعون تحت أبغض أنواع الاحتلال الذي شهدته البشرية وعليهم طرق كل الأبواب التي تحول دون وقوعهم تحت نكبة جديدة تفاقم معاناتهم وتزيد فاتورة تضحياتهم ومواجهتهم لعمليات القتل والتشريد اليومية التي تمارسها سلطة الاحتلال الصهيونية. أما العرب فمطالبون بالالتفات إلى الكارثة التي ستقع وألا يعطوا لما يجرى على أرض فلسطين أذنا من طين وأخرى من عجين وأن يضغطوا على ما تبقى من ضمير لدى شرفاء المجتمع الدولي للتحرك قبل فوات الأوان واشتعال نيران ربما تتحول إلى جحيم يستعر في منطقة ابتلاها الغرب بجرثومة اسمها إسرائيل.