يشهد مقر دائرة الحراش هذه الأيام حركة غير عادية و حالة طوارئ نتيجة التوافد المتواصل لسكان البلديات التابعة لها لإيداع طعونهم عقب إقصائهم من قائمة السكنات الاجتماعية المعلن عنها في الأيام الماضية. تم مؤخرا الإعلان عن قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي في كل من بلدية الحراش التي استفادت من 60 مسكن في حين يبلغ سكانها حوالي 52 ألف نسمة ، كما استفادت باش جراح من 80 مسكن و التي يبلغ سكانها حوالي 110 ألف ساكن ، و بلدية بوروبة التي استفادت هي الأخرى من 72 مسكن و التي يبلغ سكانها حوالي 80 ألف نسمة، و لم تبقى إلا بلدية السمار التي تضم اقل عدد من السكان مقارنة مع بلديات بوروبة و الحراش و باش جراح ، حيث تضم حوالي 22 ألف نسمة و لم تعلن بعد عن قائمتها. و لذلك فان العائلات التي أقصيت من قوائم السكن الاجتماعي لهذه البلديات و لم تستفد من حقها في السكن ، أسرعت بإيداع طعونها على مستوى دائرة الحراش، التي بدورها قامت بانجاز مكاتب في الهواء الطلق وراء مقر الدائرة لاستقبال طعون المواطنين المتوافدين بكثرة و دون توقف من مختلف البلديات ، فمثلا سكان الحراش اللذين أعلنت قائمتهم منذ أسبوع ، ظلوا يودعون طعونهم إلى غاية نهاية الأسبوع، حتى اخبروا بان اجل استقبال الطعون قد انتهى ، أما بلدية بوروبة التي أعلنت عن القائمة منذ أيام قليلة ، فلقد توافد المحتجون على الدائرة من اللحظة الأولى لإيداع طعونهم/ مع محاولة الظفر باستقبال من طرف المسئولين لتبليغهم شكاويهم و الظلم الذي لحقهم ، و لقد كان سكان بوروبة اعنف في ردود فعلهم حيث قاموا بالتهجم على مقر البلدية يوم الإعلان على القائمة ! و لقد شهد مقر الدائرة عدة شجارات و أحداث شغب بين المواطنين و أعوان الأمن لعدم سماحهم لهم بالدخول للتكلم مع المسئولين ، حتى ان احدهم قام بمحاولة تقطيع و جرح نفسه عمدا بسلاح ابيض لإقصائه من السكن من جهة و من تجاهله و عدم استقباله من جهة أخرى. فمعظم المواطنين التابعين لبلديات بوروبة ، الحراش ، باش جراح ، اللذين كانوا توافدوا على مقر دائرة الحراش ، يقولون بأنهم كانوا أحق بالسكن لتدهور سكناتهم و لاقدمية ملفاتهم ، و لم تراعي كل من الدائرة و البلدية هذه الاعتبارات ، فالمشكل حسبهم هو في التوزيع أي عدم إقامة العدل و إعطاء كل ذي حق حقه ، ذلك ما أثار غضبهم ، لان السكن موجود و متوفر و هذا ما أكده وزير السكن والي الجزائر في عدة تصريحات. و حسب بعض الشهود في دائرة الحراش فان عدد الطعون في كل البلديات بلغ نسبة كبيرة فمثلا في بلدية بوروبة وصلت عدد الطعون في اليوم الأول فقط حوالي 200 طعن !