كورونا قتلت 120 وأصابت 9 آلاف منهم* صرخة عمال الصحة * منحى الإصابات يعود للتراجع وأرقام الوفيات مقلقة بن بوزيد: تسجيل بعض الإصابات لا يستدعي غلق كل المدارس * س. عبد الجليل* كشف مدير الوقاية وترقية الصحة والناطق الرسمي باسم لجنة رصد ومتابعة تفشي وباء كورونا الدكتور جمال فورار أمس الاثنين أن الفيروس تسببت منذ ظهوره بالجزائر في وفاة 120 مهني بقطاع الصحة من جميع الاسلاك واصابة 9.146 آخرين وتعد المعطيات الرقمية المقدمة أمس بمثابة صرخة جديدة لعمال قطاع الصحة الذين يواجهون الخطر الدائم ويأملون أن يساعدهم المواطن من خلال الالتزام بالإجراءات الوقائية. عاد منحى الإصابات بكورونا في الجزائر إلى التراجع ولو بشكل طفيف فيما تبقى أرقام الوفيات مقلقة حيث سجلت 1005 إصابة جديدة بفيروس كورونا (كوفيد-19) و19 حالة وفاة خلال ال 24 ساعة الأخيرة في الجزائر في الوقت الذي تماثل فيه 627 مريضا للشفاء حسب ما كشف عنه هذا الاثنين الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا الدكتور جمال فورار. وخلال اللقاء الإعلامي اليومي المخصص لعرض تطور الوضعية الوبائية لفيروس (كوفيد-19) أوضح فورار أن إجمالي الحالات المؤكدة بلغ 75867 منها 1005 حالة جديدة فيما بلغ العدد الاجمالي للأشخاص الذين تماثلوا للشفاء 49421 حالة. كما بلغ العدد الاجمالي للوفيات 2294 حالة حسب فورار الذي أفاد كذلك بأن 46 مريضا يتواجدون حاليا في العناية المركزة. وأكد جمال فورار لدى نزوله رفقة كل وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد ومدير المصالح الصحية بالوزارة البروفيسور لياس رحال ضيوفا على الإذاعة الوطنية أن القطاع فقد 120 مهني من جميع الاسلاك كما أصيب 9.146 آخرين جراء فيروس كورونا . وكان رئيس مصلحة علم الاوبئة والطب الوقائي البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة قد دق ناقوس الخطر حول تعرض اسلاك القطاع الصحي إلى الاصابة بفيروس كورونا لكونهم - مثلما قال- يتواجدون دوما في مواجهة مع الجائحة من خلال تكفلهم بالمواطنين مشيرا على سبيل المثال إلى الدراسة المحلية التي انجزها رفقة عدة مصالح بالتعاون مع معهد باستور والتي اثبتت اصابة نسبة 17.1 بالمائة من مستخدمي القطاع بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية فرانس فانون بالبليدة. وقد ركز ذات الخبير على ولاية البليدة باعتبارها كانت في بداية ظهور الوباء بؤرة موليا اهتماما خاصة إلى كل فئة من فئات الاسلاك المهنية العاملة بالمؤسسة حيث اثبتت الدراسة المنجزة ان الأطباء العامين والصيادلة يأتون في مقدمة قائمة هذه الاصابة متبوعين بعمال الادارة وبقية الاسلاك الاخرى . بدورة كان وزير الصحة قد دعا إلى كما دعا جميع فئات المجتمع إلى ضرورة حماية هذه الاسلاك من خلال الالتزام الصارم بالتدابير الوقائية لكسر سلسلة العدوى وتخفيف الضغط على المؤسسات الصحية. 17 بالمائة من مهنيي الصحة بمستشفى البليدة أصيبوا بالفيروس أثبتت نتائج أولية لدراسة انجزتها مصلحة علم الاوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية فرانس فانون للبليدة أشرف عليها البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة بالتعاون مع معهد باستور أن نسبة 1ر17 من مهنيي الصحة تعرضوا إلى المصابة بفيروس كورونا بالمؤسسة. ودق ذات الخبير في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية ناقوس الخطر حول انتشار كوفيد-19 بالوسط المهني الاستشفائي المتواجد في الواجهة والذي انهكه العمل لمدة فاقت 9 أشهر مؤكدا بأن هذه الدراسة الأولى من نوعها خلال الازمة الصحية الحالية استهدفت عينة تتكون من 2753 مهني للصحة 470 من بينهم أصيبوا بفيروس كوفيد-19 أي ما يمثل نسبة 1ر 17 بالمائة. واعتبر البروفيسور بوعمرة هذا التحقيق مؤشرا لتحديد مدى تعرض مهني الصحة للوباء مما سيسمح باتخاذ الاجراءات الوقائية الضرورية والمناسبة بالنسبة للمرضى والمستخدمين أملا أن تكون الدراسة دافعا لتشجيع اطلاق تحقيقات وبائية مماثلة بالولايات الاخرى لتطويق الوباء وحماية أسلاك القطاع وبالتالي السماح لهم بمواصلة تقديم الخدمة للمواطن. وركز البروفيسور بوعمرة أعماله على ولاية البليدة باعتبارها كانت في مقدمة بؤر الوباء في بداية ظهوره وكعينة لتقييم مدى تعرض مستخدمي الصحة لهذه الاصابة لكونه في الواجهة من حيث التكفل بالمواطنين مرجعا سبب تعرض جزء من هؤلاء العوامل إلى الاصابة ل انخفاض اليقظة لدى بعض المستخدمين مشيرا إلى أن فئة أخرى من هؤلاء تعرضت إلى الجائحة خارج المؤسسة الاستشفائية محل الدراسة. أما بالنسبة للفئات العمرية التي لم يسلم جلها من الاصابة -حسب ذات الخبير- فقد كان معدل الاصابة متقاربا بين المسنين ومتوسط العمر والفئة الشابة حيث بلغت معدل 4ر20 بالمائة بالنسبة للشريحة ما بين 45-49 سنة و2ر20 بالنسبة للشريحة 50-54 سنة و20 بالمائة بالنسبة للفئة 20-24 سنة. وفيما يتعلق بالفئات المهنية التي استهدفتها الدراسة التي دامت 4 أشهر وتم انجازها خاصة خلال الفترة الليلية من العمل وذلك لانشغال الفرق الطبية نهارا بالتكفل بالمصابين لوحظ بأن أسلاك الشبه الطبيين والأطباء العاميين والصيادلة كانت أكثر عرضة للوباء بنسبة 20 بالمائة تلاها الاداريون بنسبة 7ر13 بالمائة والأطباء المقيمون ب9ر11 بالمائة وعمال المخبر ب6ر9 بالمائة والمساعدون المحاضرون ب1ر9 بالمائة فالأساتذة المساعدين ب9ر6 بالمائة. وبخصوص المستوى الدراسي للفئات المصابة أثبتت النتائج الاولية للدراسة بأن ذوي المستوى الجامعي تعرضوا بنسبة أقل من غيرهم (1ر15 بالمائة) في حين تعرض ذوو المستوى الثانوي بنسبة 6ر18 بالمائة والابتدائي ب24.3 بالمائة. بالنسبة لتواجد عدد مهنيي الصحة بالقاعة الواحدة فقد أكدت الدراسة أن عمل ثلاثة أشخاص في نفس القاعة أدى إلى نسبة 23 بالمائة من الاصابة وما بين 2 إلى 3 عمال أفرز معدلا ب18 بالمائة وما بين 1 و2 تسبب في الإصابة بنسبة 17 بالمائة وأقل من عامل واحد في القاعة نتج عنه نسبة 6ر14 بالمائة. تقارير يومية عن الإصابات بكورونا في المدارس أكد وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد أمس الاثنين بالجزائر العاصمة أن تسجيل بعض الإصابات الطفيفة بفيروس كورونا من حين لآخر بالوسط المدرسي لا يستدعي غلق كل المؤسسات عبر الوطن . وأوضح وزير الصحة أن وزارة الصحة تتلقى تقارير دقيقة يومية من وزارة التربية الوطنية حول الحالات الجديدة للإصابة بفيروس كورونا بالوسط التربوي معتبرا أنها (هذه الحالات) لا تدعو للقلق ولا تستدعي غلق جميع المؤسسات عبر الوطن . وقال البروفيسور بن بوزيد أن كل العطل المدرسية عبر العالم مدروسة وقد نال التلاميذ القسط الوافر من الراحة بعد فرض الحجر الصحي وغلق المؤسسات مضيفا أنه لا يمكن بأي حال من الاحوال التضحية بمستقبل التلاميذ ما دامت العديد من المؤسسات تبنت تنظيما محكما فاق الذي جاء به البرتوكول الصحي الذي وضعته اللجنة المختصة دون استبعاد غلق بعضها اذا ظهرت بها حالات عديدة لا غير . و كان الوزير الأول السيد عبد العزيز جراد أكد يوم السبت من تيبازة بأنه لا يمكن غلق المؤسسات التربوية بمجرد ظهور بعض حالات الاصابة هنا وهناك . ولدى تطرقه إلى الحالة الوبائية بصفة عامة في البلاد لقال البروفيسور بن بوزيد أنها لا تختلف تماما عن بقية دول العالم وقد اكتسبت الجزائر تجربة 9 أشهر لتسييرها وتجنيد العدد الكافي من الاسرة والمستلزمات الطبية والادوية المتوفرة على مستوى المؤسسات الاستشفائية اضافة إلى تحاليل الكشف عن الفيروس المتواجدة على مستوى أزيد من 30 مخبرا بالقطاع العمومي و20 مخبرا بالقطاع الخاص . وفيما يتعلق بالاستعداد لمواجهة الوضع في حالة تسجيل ارتفاع في عدد الاصابات عبر القطر أكد الوزير بأن السلطات العمومية تهيأت لذلك من خلال تجنيد الوسائل بالمؤسسة الاستشفائية من حيث الاسرة ومادة الاكسجين إلى جانب وضع مستشفيات ميدانية بالتنسيق مع الجهات المعنية اذا استدعى ذلك مثمنا الدور الذي لعبه القطاع الخاص بجميع اختصاصاته في دعم القطاع من خلال التكفل بالمرضى. وبخصوص اقتناء اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19 جدد السيد بن بوزيد استعداد الدولة لاستيراده عند توفير كل الشروط اللازمة في هذا اللقاح بعد التفاوض مع المخابر التي لديها لقاح فعال بالشكل الذي توصي به المنظمة العالمية للصحة ومجموعة كوفاكس التي انخرطت فيها الجزائر لتأمينه لمواطنيها. أما بخصوص التحاليل أشار المسؤول الاول عن القطاع أن تقنية بي.سي.أر تبقى الوحيدة التي تكشف عن حقيقة اصابة الفرد بالفيروس دون سواها في حين يبقى استعمال التحاليل السريعة مجرد الكشف عن نسبة الاجسام المضادة بجسم الانسان بالسلبي أو الايجاب بعد تعرضه إلى الاصابة أو الشفاء منها فقط.