بقلم: الدكتورة صورية عبد الصمد أستاذة جامعية وأخصائية نفسية متابعة وإرشاد الأولاد عن طريق التطبيق الفعلي للقِيم والأخلاق النبيلة والسلوكيات الصحية السليمة لتكوين نموذج متوازن احترام التباعد الجسدي والانتظام في تعقيم اليدين لتجنب انتقال عدوَى فيروس كوفيد19 لقد فضل الله سبحانه وتعالى شهر رمضان على باقي الشهور وذلك نظرا للمزايا التي اختصه بها تبارك وتعالى عن غيره بفضائل عظيمة ومنح وعطايا ثمينة لاتعد ولا تحصى فالسعيد من عرف قِيمة وقته واغتنم الأيام والساعات يتقرب فيها إلى الله بحسن الطاعات وأفضل الأعمال وياشقاوة من فرط في صيامه وطاعاته ووقته بالإهمال والمماطلة والخمول والكسل. شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة وقَيِّمة لتجديد التوبة والإيمان والتزود بالتقوى والتدريب على التغيير والثبات عليه لذلك يتوجب على كل فرد الحذر من التفريط والإهمال والتكاسل فيه عن صالح الأعمال وأن يسأل الله التوفيق في اجتهاده وسعيه للتعلم بما ينفعه في دينه ودنياه وتحسين نفسه والارتقاء بها سواء كان ذلك على المستوى الإيماني والروحاني أو النفسي والصحي أو الاجتماعي وهذا لن يحدث إلا من خلال رفع مستوى المعرفة والوعي لدى الأفراد مما يمكنهم في هذا الشهر العظيم من حماية نفوسهم من سيئات الأعمال والتبعات السلبية للضغوط النفسية وتجنب العادات والسلوكيات المضرة بالصحة إلى جانب معرفة طرق الاستغلال الجيد والفعال لإيجابيات وفوائد الصيام دينيا ونفسيا وصحيا. وحتى يتمكن الفرد من رفع مستوى وعيه وتعزيز معارفه ومعلوماته ومهاراته لابد عليه أن يتعلم الإدارة الجيدة للوقت وإنفاقه فيما يعود عليه بالفائدة كتبني عادة القراءة والمطالعة في روتينه اليومي والمحافظة عليها فالقراءة هي الوسيلة الأساسية والفعالة لتطوير الذات ورفع مستوى الوعي في مختلف مجالات حياة الإنسان كما أنها سبب اكتساب الأخلاق الحميدة والسلوك المستقيم والأجر العظيم والثواب الكبير لما لها من أهمية ومكانة في الدين الإسلامي. كما يعد شهر رمضان فرصة قَيِّمة على المستوى الأسري لتحسين وتعزيز العلاقات بين أفراد الأسرة من خلال اجتهاد الآباء والأمهات على أن يكونوا النموذج والقدوة الحسنة للأبناء خاصة المراهقين وفي هذا السياق أيضا تظهر أهمية الوعي لدى الأولياء من خلال الاستراتيجيات التي يتبنونها في متابعة وإرشاد أبنائهم عن طريق التطبيق الفعلي للقِيم والأخلاق النبيلة والسلوكيات الصحية السليمة من أجل تكوين نموذج صحي متوازن يجمع بين الأقوال والأفعال ليقتدي به الأبناء كإطار ومرجع إيجابي يمارس تأثيره بشكل فعال وعميق في سلوكياتهم وأسلوب حياتهم على جميع الأصعدة. ومن جهة أخرى يمكن أيضا الإشارة والتركيز على الوعي الصحي ودوره في حماية صحة الأفراد في هذا الشهر الفضيل فالكثير من الأفراد يتبنون معتقدات صحية وغذائية غير سليمة تظهر في سلوكيات يمارسونها بشكل يومي بما فيها المبالغة في الأكل أثناء الإفطار وبعده دون وعي منهم بما قد تسببه هذه الممارسات من مخاطر صحية خاصة لدى الأفراد المصابين بالأمراض المزمنة كما يجب التأكيد أيضا على ضرورة الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الوقائية أثناء تأدية الصلوات الخمس وصلاة التراويح وذلك من خلال ارتداء الكمامة واحترام التباعد الجسدي والانتظام في تعقيم اليدين لتجنب انتقال أي عدوَى لفيروس كوفيد19 فسلوكيات الأفراد وتصرفاتهم غالبا ما ترتبط بمستوى الوعي لديهم الأمر الذي يتطلب التوعية والتثقيف بكل الوسائل بهدف الوقاية والحماية فالوقاية أيضا تعد واجبا من واجبات الأفراد تجاه بعضهم البعض لحماية المجتمع ووقايته من المخاطر المهددة لاستقراره الصحي.