وزير التربية يوجه بتكثيف التحضيرات للامتحانات الوطنية ويطلق حملة توعوية لحماية المؤسسات التعليمية    وهران تحتضن ندوة وطنية حول اقتصاد الطاقة: دعوات لتسريع الانتقال الطاقوي وتعزيز النجاعة الطاقوية    "من أجل رقمية 2030": خارطة طريق وطنية لبناء مجتمع معرفي واقتصاد عصري    أرحاب: نحو إدماج المقاول الذاتي في الصفقات العمومية ودعم الفئات الهشة والأنشطة الناشئة    وزير الري: معسكر نموذج وطني في إعادة استغلال المياه المستعملة    بلمهدي: ضرورة تعزيز البحث الجامعي حول أعلام الجزائر الفكرية والدينية    الجزائر تحتضن يوماً دراسياً حول الذكاء الاصطناعي وصون التراث المعماري    بعثة الحج الجزائرية تؤكد جاهزيتها الكاملة لاستقبال الحجاج وتوزيع "بطاقة النسك" لتسهيل المناسك    ترشيح ممثلة النظام المغربي القمعي لجائزة "نيلسون مانديلا" إهانة سافرة لذاكرة هذا المناضل    كرة القدم: وفاة الرئيس الأسبق لفريق رائد القبة موساوي جرمان عن عمر 79 عاما    تعزيز التعاون الاقتصادي الجزائري-البريطاني محور لقاء بالأغواط    رئيس الجمهورية يغادر أرض الوطن متوجها إلى جمهورية سلوفينيا في زيارة دولة    الجمهورية الصحراوية تدين الانتهاكات "الممنهجة والمستمرة" للاحتلال المغربي بحق المعتقلين السياسيين الصحراويين    حوادث الطرقات: وفاة 7 أشخاص وإصابة 126 آخرين خلال شهر أبريل الفارط بولاية الجزائر    العدوان الصهيوني: منظمات أممية تؤكد أن الموت جوعا يترصد 1ر2 مليون فلسطيني في غزة    مكافحة الفساد تُبنى على أسس وقائية وتوعوية    ركاش وحتمية التصنيع المحلي    ورشة مرورية للكشافة الإسلامية    ضبط كمية كبيرة من الكيف المغربي    بوغالي يحلّ بجاكرتا    الجزائر تتصدّى للتجاوزات الفرنسية    هذه رسالة الرئيس للحجّاج    رخروخ: الجزائر مستعدة لتقاسم خبراتها    كرة القدم/الرابطة الأولى "موبيليس" : و.سطيف يعزز مركزه الرابع و ا.الجزائر يضع حدا لسلسلة النتائج السلبية    تسليم وثائق التوطين البنكي لعدد من مستوردي مادة الموز    أمطار رعدية ورياح قوية على العديد من ولايات الوطن    في يوم حرية التعبير... في أحضان الطبيعة والإنسانية بالطارف    نتطلع في أن يتم تثبيت أسس سلام دائم بين إسلام آباد ونيودلهي    محطة خالدة تظل شاهدة على عظمة كفاح وتضحيات الأمة    غوتيريش : نرحب باتفاق وقف إطلاق النار    يجب الضغط على الدول العربية لحسم مسألة التطبيع ورفضها نهائيا    وصول أول فوج من الحجاج الجزائريين    الوصاية اعتمدت 50 وكالة للسياحة لرعاية شؤون الحجاج    الجزائر تطالب بترحيل فوري لموظّفين فرنسيين    الجزائر ترحّب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    استنفار حكومي لإنجاح موسم الحج    كونوا خير سفراء للجزائر في بيت الله الحرام    أشغال تهيئة واسعة بالمدن الساحلية والشواطئ    دراجة المضمار/ البطولة الأفريقية 2025 : مشاركة 12 بلدا في موعد القاهرة    تسيير تعاونيات الصيد البحري في دورة تكوينية    يوم الذاكرة بتلمسان محطة لمواصلة البناء    انطلاق حملة الحصاد والدّرس ببسكرة    1475 مترشح ل"البيام" و1569 للبكالوريا    غويري: سعيد بالتأهل لدوري الأبطال وهذه أهدافي    تهم متبادَلة بين اتحاد الحراش ومستقبل الرويسات    "الموب" يضمن الصعود على حساب شبيبة بجاية    "شولوس" أو القل.. جنّة فوق الأرض    المفكر اللغز ومنظر الاستيطان    موعد محلي بأبعاد اجتماعية ودينية    للمخرج لطفي بوشوشي.. تقديم العرض الأولي لفيلم "محطة عين الحجر"    هل على المسلم أن يضحي كل عام أم تكفيه مرة واحدة؟    الخضر يقتطعون التأشيرة    يوم تصرخ الحجارة كالنساء    تيسمسيلت: ملتقى دولي حول شخصية أحمد بن يحيى الونشريسي بدءا من الإثنين    الأيام المسرحية الجامعية بوهران وعنابة بدءا من 19 مايو    صادي يؤكّد تبنّي نظرة واقعية    أشهر الله الحُرُمٌ مستهل الخير والبركات    أخي المسلم…من صلاة الفجر نبدأ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عراق الميليشيات: ما أشبه اليوم بأمس هنري كيسنجر!
نشر في أخبار اليوم يوم 07 - 06 - 2021


بقلم: صبحي حديدي*
إذا كان تاريخ المقاربة بعيداً بعض الشيء بمعيار الزمن (صيف 2005) فإنه ليس كذلك بمعنى عناصر السياق والدلالة والمشهد التي تخصّ العراق المعاصر هذه الأيام تحديداً في مشهد الدولة التي خلّفها الاحتلال الأمريكي وتولتها إيران عبر وكلاء محليين تتقاطع عندهم المرجعيات الشيعية والميليشيات المسلحة والأحزاب المذهبية ليس بعيداً عن شبكات الفساد العابرة للمذاهب والطوائف وللأقاليم والعوالم.
المقاربة المشار إليها هنا هي مقالة مسهبة بعنوان دروس من أجل ستراتيجية مخرج نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بتوقيع هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والأشهر حتى إشعار آخر قد يطول كثيراً. امتياز المقالة/ المقاربة أنها أفصحت عن المسكوت عنه في صفوف رجال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وكذلك على نطاق واسع لدى المراقبين والمحللين وتلك الفئة الأمريكية النخبوية التي تُطلق عليها عادة صفة الThink Tank. وأمّا ما أفصح عنه كيسنجر فهو التماثلات الآخذة في التزايد يومئذ بين التورّط العسكري الأمريكي في فييتنام والاحتلال الأمريكي للعراق من جهة أولى ومآلات الهزيمة العسكرية هناك مقابل عواقب استعصاء المخرج الأمريكي هنا من جهة ثانية فضلاً من جهة ثالثة عن ذلك الدرس العتيق الكلاسيكي الصائب أبد الدهر: أنّ كسب أية حرب لا يعني كسب سلامها أو أيّ سلام ربما!
ثمة فقرة صاعقة جاءت في مقالة كيسنجر تقول التالي: من المؤكد أنّ التاريخ لا يكرّر نفسه بدقّة. فييتنام كانت معركة تخصّ الحرب الباردة وأمّا العراق فهو أحدوثة Episode في الصراع ضدّ الإسلام الجذري. لقد فُهم أنّ تحدّي الحرب الباردة هو البقاء السياسي للأمم – الدول المستقلة المتحالفة مع الولايات المتحدة والمحيطة بالاتحاد السوفييتي. لكنّ الحرب في العراق لا تدور حول الشأن الجيو – سياسي بقدر ما تدور حول صدام الإيديولوجيات والثقافات والعقائد الدينية .
فهل أحدوثة هذه الأيام صراع مع إسلام جذري حقاً؟ أم هو ببساطة أكثر وحقيقة أوضح بين ميليشيات شيعية المذهب على وجه التحديد مقابل قوى سياسية وعسكرية وحزبية يختلط في باطنها رئيس وزراء (شيعي مع ذلك آت من قلب المؤسسة الاستخباراتية) وكتلة عسكرية وسياسية شيعية يقودها مقتدى الصدر وإقليم كردي شبه مستقلّ في الشمال غالبية مواطنيه من السنّة فضلاً عن وجود عسكري أمريكي يتقلص ببطء السلحفاة منذ العام 2003.
ليس غبناً بحقّ أطروحة كيسنجر الافتراض بأنّ أحدوثة المواجهة الراهنة تبدو أقرب إلى ثنائي أمريكي – إيراني وأنّ مضامينها الراهنة تُترجم في الثأر لاغتيال قاسم سليماني تارة أو في تسليح الوفد الإيراني في مفاوضات جنيف حول برنامج طهران النووي تارة أخرى وهذه أو تلك من المغانم الأعمّ في سلال إيران الإقليمية الممتدة من العراق وسوريا ولبنان إلى اليمن والبحرين ومضيق هرمز. وليس غبناً استطراداً أن الأحدوثة إياها تواصل ما يشبه تفكيكاً منهجياً أقرب إلى التفضيح والدحر والكسر للأكذوبة العتيقة حول احتلال أمريكي سوف ينقل فيروس الديمقراطية إلى العراق وسائر المنطقة لأنّ الميليشيات لا تقصف المعسكرات الأمريكية وحدها بل تستهدف اعتصامات الاحتجاج السلمية ولا تتورع عن التصفيات الجسدية للناشطين.
وحين اقترح كيسنجر مقاربته تلك التي تعمّد ألا تنطوي على تمييز بين إسلام شيعي وآخر سنّي كان البيت الأبيض قد حسم خياره في إعادة تركيب معادلة العراق السياسية على ركيزتَين شيعية وكردية وإبعاد السنّة إلى الهامش بعد تطهير ما سُمّى يومها ب المثلث السنّي وتجريده من كلّ أسباب المقاومة السياسية أو العسكرية. ولم تكن تلك مقامرة الهواة من المحافظين الجدد بتشجيع مباشر من كيسنجر وأمثاله فحسب بل توجّب أن تسير حثيثاً نحو استكمال ما بدأه اجتياح 2003 أي تمكين إيران أكثر فأكثر.
وإلا سوى هذه المآلات ما الذي يقوله المشهد الراهن!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.