وزارة الخارجية تحيي ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960: المُستعمِر لم يستطع إسكات ثورة نوفمبر
أحيت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أمس الأحد بالجزائر العاصمة الذكرى ال62 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 المخلدة للتضحيات الجسام للشعب الجزائري في سبيل نيل استقلاله. وبعد رفع العلم الوطني وقراءة الفاتحة على الأرواح الطاهرة للشهداء قام وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج السيد رمطان لعمامرة بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري بمقر الوزارة تخليدا لأرواح الشهداء الذين سقطوا في مثل هذا اليوم. وفي كلمة بالمناسبة قال المدير العام للاتصال والإعلام والتوثيق بوزارة الخارجية عبد الحميد عبداوي: إن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 أبانت قوة الثورة الجزائرية وحتمية نهاية الظلم وعهد الطغيان والاستبداد حيث فرض الشعب الجزائري الأبي على غلاة الاحتلال إرادته في انتزاع حريته واسترجاع سيادته رغم تعنت المستعمر الذي بالرغم من الدعم الذي لقيه من حلفائه عسكريا وسياسيا وإعلاميا لم يستطع إسكات ثورة بلغ صداها أرجاء العالم كله . وعلى الصعيد الدبلوماسي والإعلامي أكد السيد عبداوي أن هذه الملحمة الشعبية ساهمت في تعزيز موقف الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وإعادة بعث الأمل لدى الشعوب المضطهدة بعدما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال15 القرار الداعي إلى تصفية الاستعمار واعتبرت أن اخضاع الشعوب للاستعباد الأجنبي وسيطرته واستغلاله انكار لحقوق الإنسان الأساسية يناقض ميثاق الأممالمتحدة ويعيق مسار السلم والتعاون الدوليين وساهمت بذلك المظاهرات في صدور اللوائح الأممية المتعلقة بتصفية الاستعمار . ووفاء منها لتضحيات الشعب الجسام يضيف السيد عبداوي انخرطت الدبلوماسية الجزائرية منذ الاستقلال في مساع الدفاع عن حقوق الشعوب المستضعفة والوقوف إلى جانب القضايا العادلة في جميع أنحاء العالم على غرار القضيتين الفلسطينية والصحراوية العادلتين مشيرا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية اليوم تواصل على نفس النهج بذل الجهود من أجل الدفع بمسارات التعاون في محيطها المباشر والانخراط في جميع المبادرات الأممية الهادفة لتحقيق السلم والأمن والاستقرار في العالم في ظل ما يشهده من توترات متزايدة واستقطاب متصاعد . وبذلك أصبحت الدبلوماسية الجزائرية يؤكد السيد عبداوي محل ثقة وجعلت من الجزائر مصدر أمن وسلم في المحيط العربي والإفريقي وفي العالم فمن المصالحة الفلسطينية إلى لم شمل العرب تأخذ اليوم الدبلوماسية الجزائرية على عاتقها تنسيق العمل الإفريقي خاصة في مجال ترقية السلم والأمن في إفريقيا في ظل ما تعانيه القارة من مشاكل بنيوية تهدد كيانات الدول . وذلك يضيف السيد عبداوي يفرض مضاعفة الجهود من أجل تنسيق العمل الإفريقي في المسارات الأممية خاصة توحيد صوت إفريقيا داخل مجلس الأمن للوصول إلى تنفيذ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية وهو ما جسده مؤخرا مسار وهران مؤكدا أن حصول الجزائر على مقعد غير دائم في مجلس الأمن سيساهم بفعالية في إيصال صوت إفريقيا داخل هذه الهيئة الأممية والدفاع عن مصالحها الحيوية . بوغالي يبرز المغزى التاريخي والعمق الشعبي للمظاهرات أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي أمس الأحد بالجزائر العاصمة المغزى التاريخي والعمق الشعبي لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 مؤكدا أن الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ماضية في استرجاع مكانتها المرموقة. وخلال وقفة ترحم نظمت بالمعلم التاريخي المخلد للذكرى ال62 لمظاهرات 11 ديسمبر بالمركز الثقافي لخضر رباح ببلدية محمد بلوزداد (العاصمة) ذكر السيد بوغالي بالسياق التاريخي لهذه المظاهرات التي شكلت كما قال منعرجا هاما في تاريخ الجزائر بالنظر إلى الدفع القوي الذي منحته للقضية الجزائرية على المستوى الدولي . كما أبرز العمق الشعبي لهذه المظاهرات التي أعطت درسا تاريخيا للعدو لكونها ترجمت مدى احتضان الشعب الجزائري بمختلف شرائحه وعبر ربوع الوطن لهذه الثورة الشعبية التي مكنت من استرجاع السيادة الوطنية . وبعد أن شدد على ضرورة الحفاظ على أمانة الشهداء أكد السيد بوغالي أن الجزائر تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون تمكنت من تحقيق انطلاقة جديدة من شأنها استرجاع مكانتها المرموقة على الساحة الدولية وذلك بفضل تضافر جهود كل المخلصين لهذا الوطن . للإشارة فقد استهلت هذه الوقفة بالاستماع إلى النشيد الوطني ورفع الراية الوطنية وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء وذلك بحضور أعضاء من الأسرة الثورية ونواب بالمجلس الشعبي الوطني وكذا والي ولاية الجزائر رابحي عبد النور والسلطات المحلية وجمع من المواطنين.