استشهد في صباح يوم 22 نوفمبر 1955 بشير بوقادوم.. أحد السبّاقين للكفاح المسلّح يُعد الشهيد بشير بوقادوم (1919-1955) ابن ولاية سكيكدة من بين المناضلين الأوائل الذين فضلوا الكفاح المسلح من أجل الاستقلال حسب ما تضمنته وثائق تاريخية حول حياة وكفاح هذا الشهيد تحوز عليها المديرية الولائية للمجاهدين التي أفادت ان الشهيد بشير بوقادوم الطاهر الذي ولد في سنة 1919 ونشأ في مدينة الحروش بولاية سكيكدة في أسرة متوسطة الحال معروفة بتقاليدها النضالية في الحركة الوطنية تلقى دراسته الابتدائية باللغة الفرنسية كما تعلم القرآن الكريم في مسجد المدينة وترعرع بشير بوقادوم في أجواء مفعمة بالنشاط السياسي حيث انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري ثم في حركة انتصار الحريات الديمقراطية في سن مبكرة. وكان بشير بوقادوم يبدي منذ صغره استعدادا مميزا للنشاط النضالي وتميز بقدرته على التنظيم والتعبئة إلى أن أصبح مسؤولا عن هذا الحزب بقسمة سكيكدة. وبالنظر لكفاءته الثقافية والنضالية رشحته حركة انتصار الحريات الديمقراطية للانتخابات البلدية بسكيكدة حيث فاز فيها وأصبح نائبا بالمجلس البلدي للمدينة حتى 1954 تاريخ اندلاع الثورة التحريرية كما يعتبر بشير بوقادوم من المناضلين الأوائل الذين اتخذوا موقفا واضحا خلال أزمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1953 فكان من بين من تبنوا أسلوب الكفاح المسلح وسيلة لنيل الحرية والاستقلال. وحسب ما ورد في شهادات مستقاة من مجاهدي الولاية ممن عرفوا الشهيد فقد كان يشتغل بإحدى وكالات النقل ما مكنه من القيام بدور رائد في التنظيم والتعبئة والإعلام وأشرف إلى جانب رفاقه إبراهيم حشاني وبوجمعة بوكرمة المدعو عيسى وغيرهما على الإسهام في تنظيم مظاهرات 8 ماي 1945 بسكيكدة.
تسخير وسائل الطباعة والكتابة لصالح الثورة التحريرية وحسب ما جاء في وثائق تاريخية لدى مديرية المجاهدين بالولاية فإنّ البطل بشير بوقادوم وقبل التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني قد استغل منصبه كنائب ببلدية سكيكدة ليقوم بتحويل وسائل الطبع والكتابة التي كانت الثورة التحريرية في أمسّ الحاجة إليها من أهمها آلة الرقن وآلة السحب اليدوية. وقد التحق بشير بوقادوم بعدها بجيش التحرير الوطني ليكون إلى جانب ديدوش مراد وزيغود يوسف واستمر في كفاحه بالولاية الثانية التاريخية حيث شارك في التحضير لهجمات 20 أوت 1955 وتنفيذها فضلا عن مشاركته في الاجتماع التقييمي لتلك العمليات والذي انعقد في سبتمبر 1955 بقيادة زيغود يوسف وفي صباح يوم 22 نوفمبر 1955 وبينما كان يشرف على اجتماع تنظيمي في دوار الصري بضواحي سيدي مزغيش حوصر إلى جانب رفاقه في الكفاح المسلح من طرف قوات العدو فاشتبكوا معه في معركة لم تكن متكافئة لا في العدد ولا في العتاد وأدى بشير بوقادوم واجبه الأخير بشجاعة إلى أن استشهد رفقة خمسة من رفاقه.