أقرّ بضغوط لإدخال مساعدات إنسانية النتن يتمسّك بإبادة واحتلال غزّة * 2.4 مليون مدني في خطر.. أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين النتن ياهو أمس الاثنين إصراره على مواصلة إبادة واحتلال غزّة وأقر بوجود ضغوط خارجية خلف اعتزامه السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر. النتن ياهو قال في تسجيل مصور بثه على منصة تلغرام: سنسيطر على (نحتل) جميع أراضي قطاع غزّة هذا ما سنفعله . وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزّة خلّفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 11 ألف مفقود فضلًا عن مئات آلاف النازحين. ولليوم ال79 تواصل سياسة تجويع ممنهجة لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزّة عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين. ودافع النتن ياهو عن قرار حكومته السماح الاثنين بإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزّة بعد منعها منذ 2 مارس الماضي. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين عن منسق أنشطته في الأراضي الفلسطينية غسان عليان أن 9 شاحنات محمّلة بالمساعدات الإنسانية بينها أغذية للأطفال ستدخل غزّة عبر الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي في الساعات المقبلة . النتن ياهو المطلوب للعدالة الدولية اعتبر أن الوضع بات يستلزم استئناف إدخال المساعدات إلى غزّة لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي هجومه العسكري. وأضاف: أعضاء مجلس الشيوخ (الأمريكي) الداعمون للاحتلال الإسرائيلي يأتون إليّ ويقولون: سنقدم لكم كل المساعدة التي تحتاجونها لكسب الحرب السلاح والدعم في الأممالمتحدة ولكن لا نطيق رؤية صور المجاعة الجماعية . ووفق وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث الرسمية والقناة 12 الخاصة فإن إدخال المساعدات المرتقب يأتي تحت وطأة ضغوط وتهديدات أمريكية وأوروبية بفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي. القطاع يحتاج إلى 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يومياً حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة من تفاقم مؤشرات المجاعة والانهيار الإنساني في قطاع غزّة مؤكداً أن القطاع بحاجة عاجلة إلى إدخال 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية بالإضافة إلى 50 شاحنة وقود يومياً لإنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان مدني. وأكد البيان في بيان صحفي أمس الإثنين أن المجاعة تتفاقم بشكل متسارع في ظل استمرار الإبادة الجماعية والعدوان والحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على قطاع غزّة مشيراً إلى أن الأوضاع الميدانية والانهيار الشامل في القطاعات الصحية والخدمية والغذائية تنذر بكارثة إنسانية متكاملة الأركان. وأوضح أن عشرات المخابز توقفت عن العمل والمستشفيات تخرج تباعاً عن الخدمة بينما يُحرم السكان من أبسط مقومات الحياة من غذاء وماء وكهرباء ودواء ما يؤدي إلى تفشي الجوع وسوء التغذية خاصة في أوساط الأطفال والمرضى وكبار السن في مشهد يعيد إلى الأذهان أقسى فصول الحصار والإبادة الجماعية في التاريخ الحديث. وأكد المكتب الإعلامي أن هذه الكارثة الإنسانية ليست ناتجة عن كوارث طبيعية بل هي نتيجة مباشرة لسياسات ممنهجة ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي تستهدف المدنيين في معيشتهم وأجسادهم في انتهاك صارخ لكل المواثيق والأعراف الدولية وعلى رأسها اتفاقيات جنيف التي تجرّم استخدام الغذاء والدواء كأدوات حرب. وشدد البيان على أن استمرار هذا الوضع الإنساني الخطير يُعد جريمة ضد الإنسانية بكل المعايير ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية معتبراً أن التلكؤ في التحرك لإنقاذ المدنيين من المجاعة والموت البطيء يمثل وصمة عار في جبين العالم بأسره. ودان البيان بشدة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين من قتل وتشريد وتهجير وإبادة جماعية محملاً الاحتلال الإسرائيلي والدول المنخرطة في هذه الإبادة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الجرائم وتداعياتها الكارثية. وطالب المكتب الإعلامي المجتمع الدولي وكافة دول العالم بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح كامل وفوري للمعابر وإدخال ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يومياً دون إبطاء أو شروط. كما طالب بتمكين المنظمات الأممية والدولية الإغاثية من العمل بحرية وأمان داخل قطاع غزّة دون انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وبدون تجاوز للمعايير الإنسانية العالمية إلى جانب محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جريمة استخدام الحصار والتجويع كأداة من أدوات الإبادة الجماعية. واختتم البيان بالتأكيد أن صمت العالم لم يعد مقبولاً والوقت ينفد محذراً من أن المجتمع الدولي إما أن يتحرك الآن لإنقاذ أرواح المدنيين أو أن يسجّل نفسه شريكاً في واحدة من أبشع الجرائم في العصر الحديث.