بعد ترسيم المجاعة في غزّة: الجزائر تدين الإرهاب الصهيوني س. إبراهيم أدانت الجزائر بشدة سياسات وممارسات الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومنها سلاح التجويع الذي ينتهجه ضد أهالي قطاع غزّة في إطار حرب الإبادة التي يقترفها في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة حسب ما أفاد به أمس السبت بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج والشؤون الإفريقية. وجاء في البيان: في سابقة بالغة الخطورة تعد الأولى من نوعها في تاريخ القضية الفلسطينية وفي تاريخ منطقة الشرق الأوسط بأسره قامت منظمة الأممالمتحدة وبصفة رسمية بإعلان حالة المجاعة في قطاع غزّة . وأوضح نفس المصدر أن أشد ما يبعث على الاستنكار والاستهجان أن حالة المجاعة مكتملة الأركان هذه ليست وليدة ظروف قاهرة بقدر ما هي أصلا خيار سياسي ونتاج تخطيط وتدبير الاحتلال الإسرائيلي مشيرا إلى أن حالة المجاعة التي تم الإعلان عنها ليست غريبة البتة لا عن مشروع التهجير ولا عن مشروع إعادة احتلال غزّة ولا عما صار يعرف بمشروع إسرائيل الكبرى . وعليه -يتابع البيان- تدين الجزائر بشدة هذه السياسات والممارسات المفروضة على الشعب الفلسطيني في سياق حرب الإبادة الدائرة رحاها في غزّة وتدعو المجتمع الدولي وبالخصوص مجلس الأمن الأممي إلى تحمل مسؤولياته في العمل الجماعي المطلوب لإبطال مشروع إسرائيل الكبرى والحفاظ على مقومات حل الدولتين كركيزة لأي تسوية عادلة ودائمة ونهائية للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني . كما تؤكد الجزائر بصفتها عضوا في مجلس الأمن التزامها بمواصلة جهودها الدبلوماسية الرامية لدعم الشعب الفلسطيني والدفع نحو إنهاء هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة وكذا العمل من أجل التعجيل بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف وفقا لذات المصدر. حصيلة الضحايا في ارتفاع ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 62622 شهيدا أغلبيتهم من الأطفال والنساء و157673 مصابا حسب ما أفادت به السلطات الصحية الفلسطينية أمس السبت. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن المصادر ذاتها أن عدد الشهداء الذين تم نقلهم إلى مستشفيات قطاع غزّة خلال الساعات الماضية بلغ 61 والإصابات 308 بينما حصيلة الضحايا منذ 18 مارس الماضي تاريخ خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 10778 شهيدا و45632 مصابا. و أوضحت أن حصيلة من تم نقلهم إلى المستشفيات من ضحايا المساعدات خلال الساعات الماضية بلغت 16 شهيدا و111 جريحا ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن استقبلتهم المستشفيات إلى 2076 والإصابات إلى 15308. يذكر أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزّة تزداد تعقيدا بسبب تعنت الاحتلال الصهيوني في منع دخول المساعدات الإنسانية واستمرار القصف على كافة المناطق وما تبقى من منشآت طبية وخدماتية وخيام النازحين. مأساة كارثية وإبادة صحية وبيئية أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزّة منير البرش أن قطاع غزّة يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة مشددًا على ضرورة فتح ممرات آمنة لإدخال أدوية الأمراض المزمنة ووجوب وجود حراك دولي بحجم الكارثة التي يعاني منها السكان. وأوضح البرش في تصريحات صحفية أمس السبت أن القطاع بحاجة ماسة إلى دخول فرق طبية دولية لدعم الطواقم الصحية مؤكدًا أنه لم يُسجَّل حتى الآن أي تحرك دولي على الأرض بعد إعلان المجاعة في غزّة في وقت يواجه فيه الأهالي مأساة كبيرة وإبادة صحية وبيئية. وأشار البرش إلى الحاجة العاجلة إلى محطات تحلية لمعالجة ملوحة المياه لافتًا إلى أن استمرار الاحتلال في السيطرة على أرض يعاني سكانها من المجاعة يمثل إسفافًا أخلاقيًا. وبيّن أن أكثر من مليون طفل في القطاع يعانون اضطرابات نفسية عميقة مستغربًا في الوقت نفسه صمت العالم على قرار إسرائيل احتلال منطقة تعاني المجاعة. وضع مأساوي وفي سياق ذي صلة قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزّة الطبيب محمد أبو سلمية إننا نواجه وضعًا مأساويًا ولدينا 320 ألف طفل دخلوا في حالة سوء تغذية حاد. وأوضح أبو سلمية أمس السبت أن كل الجرحى في المستشفيات يعانون من سوء تغذية. وأكد أن سوء التغذية يشكل معضلة كبيرة بالقطاع الآن ويحتاج لفترة طويلة لعلاج تداعياته. وحسب وزارة الصحة في غزّة فإن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 273 شهيدًا من بينهم 112 طفلًا. 15600 شخص بحاجة لإجلاء طبي كشف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أمس السبت أن أكثر من 15600 شخص في قطاع غزّة بحاجة إلى إجلاء طبي لتلقي رعاية خاصة جراء إصابتهم خلال حرب الابادة الصهيونية المتواصلة على القطاع منذ أزيد من 22 شهرا. وقال المدير العام للمنظمة في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي: ما يزال أكثر من 15600 مريض بينهم 3800 طفل بحاجة إلى رعاية خاصة . وجدد دعوته إلى وقف إطلاق النار في القطاع الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا وتسهيل وصول المساعدات من أجل إنقاذ الأرواح وتقديم الرعاية المنقذة للحياة. ويذكر أنه منذ 2 مارس الماضي يغلق الكيان الصهيوني جميع المعابر المؤدية إلى غزّة مانعا دخول المساعدات الإنسانية باستثناء كميات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات أهالي القطاع الذي أعلنت الأممالمتحدة يوم الجمعة أنه دخل رسميا في حالة مجاعة في أول إعلان من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط. وأكدت أن نحو 500 ألف فلسطيني يواجهون جوعا كارثيا وأن هذه الكارثة كان يمكن تفاديها لولا العرقلة الصهيونية الممنهجة لإدخال المساعدات.