يشهد الصالون الدولي للكتاب توافدا ملحوظا من طرف المواطنين رغم أنه في أيّامه الأولى، وعلى الرغم من أن العائلات ما زالت مشغولة بمصاريف الدخول المدرسي إلاّ أن هذا لم يمنعها من الإقبال على المعرض منذ يومه الأوّل، إذ تشكّلت طوابير طويلة من المواطنين من مختلف الفئات أمام مدخل المعرض في انتظار استكمال وزيرة الثقافة مراسيم الافتتاح، ولم يعق الزوّار الذي يقدّر عددهم بالآلاف بعد المسافة ولا شدّة الحرارة· توافد آلاف الجزائريين من مناطق مختلفة من الوطن منذ افتتاح الصالون الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة على (الخيمة العملاقة) المنصوبة قرب ملعب 5 جويلية، ومن المنتظر أن يتضاعف عدد الزوّار اليوم السبت باعتباره اليوم الثاني من أيّام عطلة نهاية الأسبوع· ولوحظ توافد كبير للعائلات مع أطفالها، كبارا وصغارا، علما أن كلّ الإمكانيات وفّرت في المعرض لراحة الأسر، فتوجد مثلا مساحة خاصّة بحضانة الأطفال ورعايتهم لمدّة معيّنة في انتظار عودة أهاليهم من الطواف بأجنحة المعرض، وهم مطمئنون إلى أن أطفالهم بأمان ويمرحون في مختلف الألعاب الجماعية الموجودة داخل هذه الخيمة، بالإضافة إلى ورشات رسم وتلوين تسمح بتنمية مواهبهم وتشجيعهم من خلال منحهم بعض الهدايا الرمزية· كما توافد العديد من الطلبة الجامعيين على مختلف الأجنحة، خاصّة على دور النّشر الخاصّة بالكتب الجامعية وبعض المراجع والقواميس التي تباع بأثمان مناسبة مقارنة بالمكتبات الخارجية· وكان الجناح المصري أكثر الأماكن ازدحاما في المعرض وهذا بسبب احتوائه على الكتب الدينية التي تحتلّ المرتبة الأولى بالنّسبة للائحة الكتب المطلوبة من مختلف الفئات، وأيضا لأن بعض أسعاره مناسبة لميزانية الزّائر· فمن بين 83 دار نشر شارك بها المصريون معظمها عرفت إقبالا ملحوظا على الرغم من كلّ الخلافات الماضية التي كانت بين الطرفين الجزائري والمصري، إلاّ أن كلّ شيء تلاشى واندثر في هذا المعرض الذي جمع الأشقّاء في صعيد واحد وهو طلب العلم والتنافس على حصاده· من جانب آخر، فإن هذا المعرض ليس للكتب فقط، بل هو مهرجان متكامل للمعرفة وتبادل الخبرات، فقد عكفت محافظة المهرجان وككلّ عام على إدراج العديد من المحاضرات والنّدوات الفكرية التي يديرها العديد من المفكّرين والأدباء العرب والأجانب المدعوّين خصّيصا لتقديم خبراتهم وآرائهم لمختلف الحضور والرّاغبين في تلقّي كلّ أنواع المعرفة المتاحة مباشرة في هذه المنابر· ومن بين أبرز الوجوه التي ستشارك في هذه الفضاءات اليومية سيحضر مثلا الأستاذ أنور بن مالك، إزراج عمر ورشيد بوجدرة، الشاعرة زينب الأعوج مع الأديب المتميّز واسيني الأعرج، ولن تغيب سيّدات الأدب الجزائري عن هذه اللّقاءات كفضيلة مرابط ومليكة مقدّم التي حضرت حفل الافتتاح مع وزيرة الثقافة، حيث استقبلتها هذه الأخيرة بحفاوة كبيرة، بالإضافة إلى حضور العديد من المفكرين الأجانب والأفارقة، كما حضرت لبنان ضيفة شرف المهرجان بثلّة من أهمّ مفكّريها ومبدعيها في الجانب الأدبي وهي الرّائدة في هذا المجال على المستوى العربي· وللعلم فإن جناح لبنان يشهد العديد من الأنشطة والفعاليات طيلة أيّام المعرض وهذا باعتبارها ضيفة شرف المهرجان، إذ ستكون هناك عدّة توقيعات ولقاءات للأدباء اللّبنانيين، مع المشاركة بعدّة لقاءات مشتركة بين الأدباء من الطرف الجزائري واللّبناني· ص: ع· سفيان/ "أخبار اليوم"