بقلم: وجيدة حافي بيبي ماض في سياسته التوسعية والعرب ينددون ويتأملون خيرا في ترامب لإيقافه وردعه وما حدث في سوريا سيحدث في الأردن ومصر وكل حدود فلسطين التي مازلت تنتظر المهدي المنتظر الذي يُخلصها من جبروت نتنياهو وحلفائه فبعد تصويت الكنيست على ضم الضفة الغربية وغور الأردن لم يبقى مجال للتصالح والانتظار لأنه تصريح صريح بانتهاء عملية السلام وبداية للسيادة اليهودية والرد على هذه الصفعة والتجاوزات لا يكون بالتنديد والمناشدة والصمت المُطبق فنتنياهو للأسف رجل لا يفهم إلا بلغة السلاح والمقاومة ولن يتوقف عن التوسع إلا إذا ضُرب في الصميم وأُعيد سيناريو السابع من أُكتوبر أو طوفان الأقصى وهذا لن يكون بالاجتماعات والخطابات. فللأسف ما يحدث في المنطقة العربية من حروب وصراعات رسالة واضحة عن التخلي عن الوحدة والعروبة والدم العربي فكل واحد يعوم بحرو كما نقول في دارجتنا الجزائرية يعني لا تنتظروا من بعضكم البعض شيئا فالكل في دوامة واحدة وتحت الضغط وحماية الحدود والبلدان مسؤولية كبيرة وخطيرة للملوك والرؤساء العرب في ظل هذا التغول الغربي بقيادة بيبي وحليفه ترامب الرجل الذي كل شيئ عنده بمقابل وبما أن الخليج دفع فترامب سيحميه ويتجاهله في خططه القادمة رغم أن الهجوم على قيادات حماس في قطر قال العكس. أما الأردن كبلد يعيش على المساعدات الأمريكية فلن يهدأ ترامب حتى يستسلم ويقبل بتهجير الفلسطينيين له فهو على حافة الهاوية والنار تقترب من ثوب الأردنيين الذين وثقوا في الصديق الأمريكي وصدقوا رواياته وظن المسؤولون هناك أنهم الأفضل والأحسن في عيون الأمريكان ديمقراطيون وجمهوريون لكن نسوا أن الطماع لا يكتفي بالقليل من الكعكة بل يريدها كلها وما قدمه الأردن لحد الساعة لا شيء مقارنة بمطلب تهجير الفلسطينيين إلى أرضه لذا فالتوحد ونبذ الخلافات والالتفات حول القيادة هو الحل الأمثل للاستقرار وردع الخطر كذلك على المسؤولين هناك دفن شعارات السلام والتعايش مع عدو معروفة توجهاته وأهدافه والمفروض أن ما حدث في سوريا الجارة إشعار وتنبيه من الدرجة الأولى لأن ما حدث عند جارك سيحصل حقا في دارك. فالأردن العازل بين فلسطين ومن يُريد مُهاجمتها في بؤرة ساخنة تلتهمه نيران الحرب من كل مكان للأسف كغيره من البلدان الهشة والضعيفة ليس محميا من القانون الدُولي والمُعاهدات التي أبرمها مع كبار المُؤثرين في الساحة الدُولية بإختصار لأن المجتمع الدُولي وقانونهم لم يحمي فلسطين في عز معاناتها وترك زين العابدين ومبارك والقذافي لُقمة سائغة في أيدي شُعوبهم فهو في النهاية فُصل ليكون سوطا في يدي مجموعة من اللصوص وقُطاع الطُرق لتنهل على الضُعفاء وتتمكن منهم قبل أن يقوم لهم صوت كما اتفاق وادي عربة 1994 بين الكيان الغاصب والأردن إتفاق مشؤوم لم يجني منه الأُردنيون إلا الذل والعار وفي الأخير تم تجاوزه بتصريحات ليست عبثية ولا وهم بل حُلم وواقع سنعيشه جميعا كعرب ونحن نتفرج على سقوط دولة أُخرى في يد العدو الغاشم فنتنياهو لم يبق له الكثيير لتحقيق حلمه التواراتي وتجاوز الأردن ومصر سيكون بداية الإنفراج لثور هائج وبلطجي فقد عقله نتيجة ما حدث له بعد طُوفان الأقصى في غزة. لذا لابد من الجدية في العمل والثقة والحذر لأن المرحلة الحالية للأردنيين صعبة والقادمة دقيقة وأشد صعوبة مع سعار نتنياهو ويمنيه التلمودي المتطرف فالتفكير بعقل وطني جامع هو الحل الأمثل لمواجهة الخطر الإقليمي القادم.