شوارع تتحول إلى فضاء للمناصرة جداريات الأندية الرياضية تُزيّن الأحياء الشعبية لبست جدران الشوارع والعمارات في الآونة الأخيرة حلّة جديدة وباتت فضاء لرسومات متنوعة لمناصرة الأندية الرياضية بحيث برع شبان هواة في الرسم في إنجاز تلك اللوحات الفنية للفرق الرياضية بألوان زاهية وتحولت تلك الجدران إلى وسيلة للتعبير عن حب الساحرة المستديرة التي أثارت هوَس الشباب من دون أن ننسى تعابير أخرى على غرار لوحات لأعمدة الفن الشعبي في الجزائر وغيرها فهي رسومات تعبيرية لشباب أرادوا تزيين أحيائهم ومحو تلك العبارات المشينة التي تمسّ الآداب العامة كآفة كانت تطبع جدران الشوارع والطرقات. نسيمة خباجة بعد أن كان طلاء العمارات عاديا يميل إلى عدة ألوان أغلبها الأبيض أو الأصفر أو الأزرق اختار الشباب في الشهور الأخيرة تزيين أحيائهم بلوحات فنية يُبدعون في رسمها أخرجت تلك الجدران عن الطابع العادي وألبسوها وجها مزينا يرفع المعنويات بحيث اختاروا أن تحمل ألوان أنديتهم الرياضية التي يعشقونها حتى النخاع حتى تحولت مختلف الشوارع والأحياء إلى فسيفساء من الألوان الزاهية التي تعكس هوس الشباب بكرة القدم كما أنهم فضلوا محو بعض المخطوطات والرسومات السلبية التي كانت آفة عبر الأحياء تدل على بعض المشاحنات والصراعات المندلعة عبرها واختاروا تزيينها برسومات هادفة وجداريات جميلة ترفع المعنويات وتُظهر الأحباء في ابهى حلة. جداريات بألوان الأندية الرياضية لاحظ كثيرون التغيّر الذي طرأ على ألوان العمارات وجدران الأحياء بعد أن لبست ألوان مختلف الأندية الرياضية المشهورة على غرار المولودية وشباب بلوزداد واتحاد العاصمة واتحاد الحراش وغيرها إلى جانب بعض الرسومات التي تعكس الفن الغنائي الشعبي كفن اصيل تراثي عريق يهواه الشبان بحيث جسّد شبان الاحياء الشعبية رغباتهم وميولاتهم في تلك الرسومات التي تجاوب معهم الكثيرون ورأوا أنها أفضل بكثير من بعض التعابير والكتابات التي كانت تملأ جدران الشوارع وتنحاز الكثير منها إلى منحى سلبي قد يخدش الآداب العامة عبر الشوارع والأماكن العمومية. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول تلك الرسومات فتباينت الآراء.. تقول السيدة ربيعة التي تقطن بشارع بلوزداد بالجزائر العاصمة إنها لاحظت تلك الرسومات عبر الشوارع وهي في الغالب لفريق شباب بلوزداد الذي يناصره كثير من شبان ذات الحي ورأت أن تلك الرسومات شبابية في أغلبها بحيث تجمع بين رسومات مناصرة الأندية وبعض الطبوع الغنائية العريقة التي عرفت في الجزائر منذ أمد بعيد على غرار صورة عميد الاغنية الشعبية محمد العنقى التي تملأ هي الأخرى جدران الأحياء الشعبية إلى جانب الفنان الراحل عمار الزاهي الذي ذاع صيته في روائع الفن الشعبي في الجزائر. أما الشاب عادل فقال إن تلك الرسومات تحوّلت إلى هواية للشباب وزحفت إلى مختلف الأحياء الشعبية بالجزائر العاصمة وأغلبها رسومات لأندية يهواها شباب الأحياء وأضاف أن في حيّهم تغلب رسومات بألوان فريق مولودية الجزائر فأبناء حيّه كلهم يناصرون الفريق لذلك غلبت ألوانه على جدران العمارات كما برع شبان هاوون لفن الرسم في رسم جداريات عملاقة بألوان الفريق زينت عمارات الحي. السيدة عائشة كان رأيها مخالفا وقالت إن تلك الرسومات على الرغم من إيجابياتها في القضاء على العبارات الخادشة للحياء كآفة سلبية عاشتها الشوارع من ذي قبل إلا أنها شخصيا تفضل الطلاء العادي عبر العمارات ورأت أن تلك الرسومات بألوانها الغامقة لم تتناسق مع العمارات وظهرت بعض الأحياء مظلمة في وضح النهار وختمت بالقول إنها مادامت رغبة للشباب لا إشكال في ذلك فكل جيل يعيش حسب رغبته وميولاته والظروف المحيطة به فهو زمن الهوس بكرة القدم في أوساط الشباب وقد أضحت كرة القدم أكسجينهم الذي يتنفسونه. تباينت الآراء إلا أنها صبّت في مجملها في وعاء إيجابي يقبل تلك الرسومات الرياضية التي تعبّر عن ميولات الشباب وشغفهم بكرة القدم كما أنها محت وطهّرت الجدران من عبارات مشينة وسلبية لطالما اشتكى منها السكان والعابرون عبر الأحياء والشوارع.