بسبب تضاؤل فرص العمل جامعيات يمتهنّ حرفا مهينة قلة فرص العمل وتفشي البطالة في أوساط الشباب دفعت العديد من الفتيات إلى امتهان حرف لا تليق بمستواهن الدراسي فأغلبهن هن خريجات الجامعات إلا أنهن مارسن مهنا نستطيع القول أنها مهن مهينة فمن مهن التنظيف إلى العمل كنادلات وممارسة البيع على مستوى المحلات وغيرها من المهن الأخرى التي لا تتطلب شهادة جامعية إلا أن ظروف العوز والفقر دفعت بهؤلاء الفتيات إلى امتهان أي حرفة والمهم لديهن الخروج من قوقعة البطالة. نسيمة خباجة كان بالأمس القريب امتهان أي حرفة يكون تبعا للشهادة خاصة وأن هناك مهنا تتطلب مستوى دراسيا معينا أما مهن أخرى فلا تتطلب أي مستوى إلا أنه في الوقت الحالي اختلطت الأمور على ما يبدو وصار العمل وتحقيق مدخول هو غرض كل شخص في ظل انعدام فرص العمل في السنوات الأخيرة واستعصاء الظفر بمنصب شغل وأضحى حتى خريجو الجامعات يعانون من المشكل بحيث تحظى الجزائر بآلاف الجامعيين البطالين ومن الجنسين معا الأمر الذي دفعهم إلى شغل أي وظيفة حتى وإن لم تكن مناسبة لشهاداتهم والأهم من كل ذلك حفظ ماء الوجه وتحقيق مدخول شهري يغطي ضروريات الحياة من مأكل وملبس ومشرب. جامعيات برتبة منظفات ! يبدو أن البطالة مشكل عويص فتك بالكثير من الناس بسبب انعدام فرص العمل وشح الوظائف في الكثير من المجالات وعكس ذلك نجد الآلاف من المتخرجين من الجامعات في كل سنة الأمر الذي يدفعهم إلى أبواب البطالة الكابوس الذي لم يعد يتحمله الكل ودفع بجامعيين إلى امتهان حرف لا تتوافق ومستوياتهم الدراسية وشهاداتهم العليا بل بعضها يجلب المهانة خاصة مع الشهادة التي يمتلكها الشخص فقلة فرص العمل دفعت بجامعيات إلى امتهان حرفة التنظيف في المؤسسات الخاصة والعمومية وكانت هي المهنة المتاحة في ظل انعدام العمل وهو ما وضحته لنا لامياء حاصلة على شهادة الليسانس في الاقتصاد قالت إنها طرقت جل الأبواب لأجل العمل في تخصصها إلا أنها أغلقت جميعها في وجهها الأمر الذي دفعها إلى امتهان مهنة تبعد عن تخصصها في ظل الظروف التي تتخبط فيها على مستوى العائلة ومرض والديها بحيث بعد أن قرأت إعلانا في الجريدة عن بحث إحدى الشركات عن منظفة مؤهلة سارعت إلى طرق بابها وتم قبولها منذ أول يوم وعن مشاعرها وهي تمارس تلك المهنة التي لا توافق مؤهلاتها ردت أن ليس هناك حلا بديلا فإما العمل كمنظفة وإما احتمال الجوع والمرض والعوز على مستوى العائلة وعن الأجر الشهري قالت إنه مقابل لا بأس به تسد به حاجياتها وحاجيات أسرتها. البيع بالمحلات حرفة أخرى نجد حرفة أخرى مالت إليها الكثير من الفتيات الجامعيات وهي البيع بالمحلات بحيث ومباشرة بعد تخرجهن يبدأن رحلة البحث عن عمل مؤقت عبر المحلات بدل البطالة والمكوث في البيت خاصة وأن الكثير من المحلات المختصة في بيع الملابس النسائية صارت تفضل عرض السلع من طرف شابات يلبين رغبات الزبونات ويحققن راحتهن الأمر الذي دفع المتخرجات من الجامعة إلى تلك الحرفة بحيث أن أغلب البائعات عبر المحلات هن من الجامعيات اللواتي ضاقت بهن السبل فلم يجدن سوى ذلك العمل لتحقيق مدخول ولو كان بسيطا المهم عدم الاستسلام للبطالة والفراغ القاتل وهو ما أخبرتنا به منال متحصلة على شهادة في الأدب العربي قالت إنها تزاول المهنة منذ ستة أشهر أي بعد تخرجها مباشرة وفدت إلى محل لبيع الملابس النسائية هي وزميلتها فوافق صاحب المحل على تشغيلهما هناك ورأت أن ذلك أحسن من البطالة رغم عدم توافق تلك الحرفة المؤقتة مع مؤهلاتهما العلمية. نادلات بمحلات الإطعام السريع النادلات بمحلات الإطعام السريع إغلبهن يمتلكن مؤهلات علمية لا بأس بها بحيث دفعتهن الظروف إلى تلك الحرفة رغم مداخيلها البسيطة ومشقتها وعدم توافقها مع مستواهن إلا أن انعدام فرص العمل جعلهن يقبلن عليها عن مضض وعن هذا تحكي الآنسة فهيمة أنها متحصلة على شهادة ليسانس وانعدام فرص العمل دفعها إلى العمل كنادلة مند سنة تقريبا لكنها غير راضية عن نفسها بعد سنوات من الدراسة لتجد نفسها بين الطاولات بدل المكاتب والأقلام ناهيك عن نظرات الناس وظلمهم فالناس أصناف ومعادن - تقول - لكن هناك فئة ثانية من الفتيات المثقفات من لا يقبلن العمل بتلك الحرف المهينة ويفضلن البطالة عن العمل خاصة وأن نظرات الناس لا ترحم كما أن بعض التصرفات معهن تحمل نوعا من الظلم والحقرة على حد قول بعضهن الأمر الذي يجعلهن يصرفن النظر عن تلك المهن والحرف التي لا تتوافق مع مؤهلاتهن العلمية وعبرت إحداهن بالقول (حلمي أن أكون في درجات عليا بعد سنوات من طلب العلم والجهد والاجتهاد لا أن أكون عبدا لأيادي لا ترحم وأتعرض لأبشع استغلال في حرف مهينة لا تتوافق ومستواي الدراسي).