يقوم التلاميذ في هذه الأيام باستكمال إجراءات الدفع المسبق من اجل التمكن من اجتياز معظم الشهادات النهائية في الأطوار التعليمية من الابتدائي مرورا بالمتوسط إلى الثانوي، فالتلاميذ في الابتدائي مثلا يدفعون 160 دج أما المتوسط فتبلغ التكاليف حوالي 1000 دج والثانوي فتصل إلى 1500 دج مع احتساب قيمة الحوالة، إذ أن كل هذه التكاليف تدفع إلزاما عبر المراكز البريدية، وبتاريخ محدد، لذا فان بعض العائلات تجد بعض الصعوبات خاصة إذا كان معظم أبنائها متمدرسون وفي أطوار متقاربة، بل إن بعض الأسر من اجتمعت عليها كل هذه التكاليف، وهذا ما أكدته لنا عائلة عمراني التي يجتاز أبناؤها الثلاثة الشهادات الثلاث في كل من الابتدائي والمتوسط والثانوي، ورغم أنها ميسورة الحال إلا أنها وجدت ان المصاريف باهظة نوعا ما، خاصة مع تواصل المصاريف الدراسية عل طول العام من خلال اقتناء الأدوات التي يحتاجها التلميذ مع تلقيه للدروس التدعيمية التي أصبح كل التلاميذ الجزائريين منتسبين إليها سواء من العائلات الميسورة أم الفقيرة، فألاهم هو نجاح الابن مهما تراكمت التكاليف. وللعلم فان كل التلاميذ مع هذا وفي بداية كل عام دراسي بدفع حقوق التسجيل التي تتفاوت من طور إلى آخر، فالابتدائي يدفع تلاميذه 250 دج وهي نفس القيمة بالنسبة لتلاميذ المتوسط أما الثانوي فيدفعون 200 دج، ورغم ضالتها إلا ان بعض العائلات الكثيرة العدد تراها غير مجدية أي ان أبنائها لا يستفيدون من مصاريف التامين التي يدفعونها، فالكثير منهم يتعرضون للسقوط والإصابة بجروح أحيانا تكون بليغة خاصة إذا تكتم عنها التلميذ و تركها تنزف ثم تتحول تتلوث، وربما تحولت إلى أمراض أخرى أكثر خطورة، لذا فانه حسب هؤلاء الأسر فان أبناؤهم لا يستفيدون من تلقي العلاج الأولي في مؤسساتهم التعليمية، رغم أن اغلب الحوادث التي تقع لهم تقع داخل مدارسهم سواء صدفة أو خلال مشاجرة مع زملائهم، لذا فان اغلب هذه العائلات تطالب بالمراقبة الطبية المكثفة لهؤلاء التلاميذ، أو بإلغاء هذه التكاليف التي لا نفع لها وتثقل كاهل الأسر الفقيرة. ومن جهة أخرى فان بعض الأسر تطالب بالممارسة الفعلية للدفتر المدرسي التي يمنح للتلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية في بداية كل عام دراسي، فهذا الدفتر الذي تقتطع تكاليفه من حقوق التسجيل الخاصة بالتلميذ، لا يستعمله لا هذا التلميذ ولا أساتذته، فنادرا ما تجد بعض الأولياء وخاصة المتعلمين منهم من يستعمل هذا الدفتر الذي هو في الأصل همزة وصل ما بين الأولياء والأساتذة، فهناك من الأولياء من يراسل الأستاذ في حالة غياب الابن لتبيين سبب غيابه، أو للتعرف على ملاحظات الأستاذ التي يجب عليه ان يدونها في هذا الدفتر لتبيينها للولي، إلا أن هذا ما لا يحدث إلا ناذرا جدا،فالدفتر المدرسية التي تصرف عليها آلاف الأموال وتمنح لمختلف التلاميذ في الأطوار التعليمية في الجزائر لا يستعمل في شيء وإنما يخزن في أدراج التلاميذ ثم يرمى في آخر السنة في القمامات وصفحاته خالية تماما من أي ملاحظات، وتعاد الكرة كل عام فآلاف الطبعات تطبع وتوزع دون أن تلقى أي تأثير أو فائدة في الوسط المدرسي.