بالرغم من أن الأحوال الجوية لم تستقر إلا أننا نشاهد تهافت العائلات الجزائرية على شواطئ البحر بكثرة خلال العطلة الأسبوعية لا سيما خلال الآونة الأخيرة، كما ظهرت معها بعض الظواهر المشينة والمخلة بالحياء، حيث تشتكي بعض العائلات المقيمة بالقرب من البحر من عدم تمكنها من التجوال في أحيائها بحرية نظرا لما تشهده تلك الأماكن من ظهور بعض الشباب والشابات الذين يقبلون على تلك الشواطئ بألبسة البحر شبه العارية، ويقومون بالتجوال في الشوارع المحاذية لها بألبسة البحر دون أن يعيروا أي اهتمام لتلك العائلات التي تسكن هناك، بسيدي فرج، وسواحل تيبازة كمتاريس وشنوة وغيرها من الشواطئ· وهذا ينجر عنه تضايق هذه العائلات من التصرفات الطائشة لهؤلاء الشباب الذين يتحرشون في أغلب الأحيان ببنات الحي، إضافة إلى الإزعاج الذي يسببونه جراء حملهم لآلات موسيقية وتعمدهم لتشغيل كل أنواع الموسيقى الماجنة بصوت عال، ويتعدى الأمر في بعض الأحيان إلى كون أولائك الشباب يقومون باحتساء الكحول إلى غاية السكر وقيامهم بالرقص والغناء رفقة بعض من الفتاة المنحرفات، وكأن تواجدهم في الشاطئ والبحر يعطي لهم الحق في ممارسة كل حرياتهم وعلى حساب سكان الأحياء المجاورة لتلك الشواطئ· وإلى جانب تلك التصرفات المخلة بالحياء للشباب المنحرف الذي يصنع من الشواطئ مقصده الدائم في أيام نهاية العطلة الأسبوعية، خصوصا منهم البطالون والمدمنون على الكحول والمخدرات، فتعترض حرية تلك العائلات تلك السهرات الليلية التي تنظم على الشواطئ من طرف أصحاب الملاهي الليلية والمركبات السياحية، فهؤلاء يقومون بإطلاق (الديسك جوكي) بأعلى صوته رغبة منهم في جلب الزوار والسياح للدخول إلى مركبهم قبل حلول الصيف قصد جلب الزوار مقابل دفع مبالغ مالية تكون لفائدة المنظمين الذين يغتنمون فرصة بداية حلول فصل الصيف وإقبال الشباب على السهر على الشواطئ من أجل الربح والحصول على المال على حساب راحة السكان المجاورين للشواطئ والذين نجدهم في غالب الأحيان يتقاسمون الحي مع تلك المراكب السياحية، ولا يملكون خيارا أمام تلك الإزعاجات والمضايقات وقلة الاحترام الذي يلقونه من طرف المصطافين خصوصا منهم الشباب والشابات المنحرفين إلا مغادرة بيوتهم والذهاب إلى أهلهم في الريف لقضاء عطلتهم بعيدا عن الإزعاج والضجيج، ويضحون بالاستمتاع بالبحر والسباحة في سبيل احتفاظهم بالاحترام الذي يكنوه لأفراد العائلة· وللاستفسار أكثر حول تلك الظاهرة تنقلنا إلى بعض الشواطئ على غرار شاطئ النزهة بسيدي فرج وشاطئ العقيد عباس بتيبازة اللذان تقطن بقربهما العديد من العائلات، وعند اقترابنا من تلك المنازل كانت أغلبيتها فارغة وفي حديثنا مع بعض من سكان تلك المنطقة حول كيفية تعاملهم مع هؤلاء الشباب الذين يقصدون تلك الشواطئ بهدف مضايقة بناتهم وممارسة تصرفاتهم المنحرفة، أكدوا لنا تضايقهم من تلك التصرفات وشددوا على القول أنه لابد من مراقبة هؤلاء الشباب من طرف رجال الأمن ومنعهم من التجوال في أحيائهم بتلك الهيئة المخلة بالحياء· خصوصا منهم الفتيات· وتحدثت إلينا خليدة وهي ربة بيت وأم لثلاثة أولاد بينهم فتاة، وقالت إنها تخاف على ابنتها من هؤلاء الشباب الذين يقومون بمضايقتها في حالة خروجها للتسوق أمام الحي· خصوصا تضيف خليدة أن أولائك الشباب يتواجدون في حالة غير طبيعية فمنهم من يتعاطى المخدرات ومنهم من يكون في حالة سكر· وما زاد خليدة تذمرا هو أن فصل الصيف لم يحن بعد وأصبحت الشابات شبه عاريات يسبحن قبل الأوان وكذلك الشبان، حيث تشهد العطلة الأسبوعية توافدا منقطع النظير رغم أن الأحوال الجوية في تذبذب، كما أبدت تذمرها إزاء التصرفات الطائشة التي يمارسها الشباب وبعض الفتيات بمحاذاة سكناتهم دون احترام للمارة أو للسكان القاطنين بذات الحي· ومن الجهة الأخرى للحي استقبلتنا زهيدة صاحبة 39 سنة والتي تقطن رفقة أهل زوجها وشقيقاته، وقالت إن أسرة زوجها محافظة وأشارت أن تلك الموسيقى الصاخبة التي لا تنقطع على مسامعهم تثير غضب زوجها وأكدت أنها تقوم في كل مرة بتهدئته تجنبا لاشتباكه مع هؤلاء المنظمين لتلك الحفلات· وتبقى تلك الظواهر وأخرى توقع الأحداث في شواطئنا في غياب الأمن، وممارستهم لمسؤولياتهم اتجاه تلك العائلات في توفير الراحة وحرية العيش في أحيائها بكل احترام وسلام·