ناشدت منظمة المؤتمر الإسلامي الدول الأعضاء والمنظمات الإغاثة العاملة لديها والمجتمع الدولي بالإسراع إلى احتواء الآثار الكارثية للفيضانات غير المسبوقة التي ضربت باكستان والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل ما يزيد على 1600 وتشريد الملايين فيما يخشى تفاقم الأوضاع بتساقط مزيد من الأمطار. وأعرب الأمين العام للمنظمة السيد أكمل الدين إحسان أوغلو في بيان له عن قلقه "البالغ" إزاء الأزمة الإنسانية المترتبة عن تبعات السيول الجارفة التي أسفرت عن تدمير قرى بأكملها ومئات الضحايا وشردت ملايين المنكوبين بلغت حصيلتهم وفق تقديرات الأممالمتحدة 12 مليون شخص موزعين على مناطق شمال غرب وجنوب باكستان. ومن ناحية أخرى بدأ وصول مساعدات من دول إسلامية على رأسها المملكة السعودية ومصر وقطر وغيرها من الدول إلى باكستان لمواجهة تبعات السيول ومساعدة المنكوبين بالمواد الغذائية والطبية وفرق فنية. الكارثة تتفاقم وحذر أوغلو من تعاظم آثار الكارثة في ظل تهديدها للعديد من السدود في مدينة "كوت أدو" الأمر الذي قد يسفر عن تدمير البنية التحتية في منطقة "مظفرغار" وبلداتها. وأكد الأمين العام أن المنظمة "بدأت بالفعل تحركاتها من أجل حشد الدعم بين الدول الأعضاء وتوفير المساعدات للمتضررين على ضوء مجريات الأزمة". وعطلت السيول التي أودت بحياة أكثر من 1600 شخص سبل حياة 15 مليونا وأتلفت كثيرا من المحاصيل الضرورية للاقتصاد القائم على الزراعة. ويتصدر الجيش الباكستاني الذي يحتفظ بدور مهيمن في السياسة الخارجية والأمنية حتى خلال الحكم المدني جهود الإنقاذ والإغاثة مثلما فعل في أزمات سابقة في باكستان. إجلاء 10 آلاف وأبلغ صالح فاروقي المدير العام للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في إقليم السند رويترز أن ما يصل إلى عشرة آلاف شخص أجلوا في إقليم البنجاب وبضعة ألاف في إقليم السند. ولا تزال جهود الإنقاذ جارية. واندفعت السيول من الشمال عبر مناطق الوسط الزراعية في البنجاب إلى السند على امتداد مسار يبلغ نحو ألف كيلومتر على الأقل. ومن المتوقع هطول إمطار غزيرة خاصة على المناطق المنكوبة من السيول مما يزيد من فرص جرف المزيد من المنازل وهلاك المحاصيل. ولا يزال كثير من الأشخاص عالقين. وأجلي آخرون من قراهم لكن لا يزالون يعيشون في العراء دون طعام او مياه شرب تذكر. كما تلحق السيول إضرارا بولاية جامو وكشمير الهندية على الحدود مع باكستان حيث تعرقل الأمطار جهود الإنقاذ والإغاثة. وقتلت السيول الشديدة بالفعل ما لا يقل عن 132 شخصا في منطقة لاداخ الواقعة في جبال الهيمالايا. معاناة وتذمر وتدافع باكستانيون -استبد بهم اليأس من الخروج من القرى التي أغرقتها السيول- على الطائرات الهليكوبتر لنقلهم مع توقع إن تفاقم الأمطار الغزيرة من معاناتهم وتذمرهم من الحكومة. وتشبث بعض الباكستانيين اليائسين بالطائرات الهليكوبتر وهي تقلع. وجاهد مُسن حتى دخل إحداها ونظر إلى أسفل وبكى. وقال أمجد جمال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة "الأوضاع تزداد سوءاً. إنها تمطر مرة أخرى. هذا يعرقل عمليات الإغاثة التي نتولاها." بينما قال بعض الباكستانيين إن مغادرة الديار لن تؤدي إلا إلى المزيد من عدم اليقين. وفي مدينة مظفرغار قرب التقاء أنهار - تنبع من أماكن بعيدة مثل الهند وأفغانستان- بنهر السند لتتدفق جنوباً نحو البحر، أسقطت طائرات الهليكوبتر عبوات الأرز للسكان الذين انتقلوا لمناطق أكثر ارتفاعا. ومن المتوقع استمرار هطول أمطار غزيرة خاصة على المناطق المنكوبة من السيول مما يزيد من فرص جرف المزيد من المنازل ودمار المحاصيل. ويجدر بالذكر أنه استجابة لطلب تقدمت به باكستان تعهد البنك الدولي بإنشاء صندوق للمساعدات بمبلغ أولي عبارة عن 80 مليون دولار. وسوف يتكلف إعادة تعبيد الطرق 59 مليون دولار، بينما ستكلف الإصلاحات الضرورية في قطاع الطاقة مبلغ حوالي 30 مليون دولار.