مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية المقامة بلندن وحلول شهر رمضان سلفا، يجدُ الرياضيون المسلمون أنفسهم في مأزق التوفيق بين الحدثين اللذين تزامنا معا، فالمسلمون مطالبون بالامتناع عن الأكل والشرب من شروق الشمس إلى غروبها طيلة ثلاثين يوما في شهر رمضان الذي بدأ الجمعة الماضية في معظم الدول، ومنها الجزائر التي أفتى المجلس الإسلامي الأعلى بها بجواز إفطار المشاركين في الأولمبياد. تقول صحيفة (واشنطن بوست) إنه خلال أيّام الصيف الطويلة بلندن، والتي تقارب ال 18 ساعة من الصيام، يرى الكثير من الرياضيين المسلمين أنه من المستحيل ألا يؤثّر الأمر على تنافسيتهم. وعليه وفق الصحيفة ذاتها سيفطر نحو 3500 رياضي مسلم يرتقبُ أن يشاركوا في الألعاب الأولمبية بالعاصمة البريطانية. (لا أستطيع الصيام، إذ أنني في حاجة إلى البروتينات والكربوهيدرات والمعادن) قال مصطفي السيّد، أحد لاعبي الكيك المصريين لوكالة (أسوشيد برس)، وأضاف: (بوسعي الصيام بعد رمضان، واللّه سيتقبل منّا ذلك لأن خلف المسألة سببا مهمّ). وفي غضون ذلك، بحثَ بعض الرياضيين عن الاستثناءات من الصوم التي يقدّمها الإسلام للمسافرين على سبيل المثال، فيما اختار البعض تأجيل الصيام حتى انتهاء المنافسات، وارتأى آخرون تعويض الأيّام التي أفطروها بأعمال برّ وإطعام للفقراء. فتاوى تجيز إفطار الرياضيين المسلمين المشاركين في الأولمبياد للإشارة فقد علّل الشيخ قاهر محمد الشريف، رئيس لجنة الفتوى في المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، إجازة الإفطار للاعبي بلاده بأن سفرهم شرعي ويخدم المصلحة العامّة. وكان الدكتور علي الحكمي، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، قد أجاز إفطار اللاّعبين السعوديين والمرافقين المشاركين في أولمبياد لندن التي تنطلق في 27 جويلية وتستمرّ حتى 12 أوت المقبل. وقال الدكتور علي الحكمي في فتواه: (ذهب كثير من أهل العلم في ذلك إلى جواز الإفطار والجمع في الصلوات لأنهم في سفر)، وأضاف: (الرياضيون على سفر ووجودهم هو بنية العودة وليس الإقامة، فيجوز لهم ولمرافقيهم الإفطار حتى لو وصلت بهم الإقامة ل 15 أو 19 يوما). وأكّد الدكتور راشد الحريول، الأمين العام للّجنة الأولمبية العربية السعودية، أن مشاركة السعودية في دورة الألعاب الأولمبية الثلاثين (لندن 2012) ستكون بعدد 19 رياضيا يمثّلون خمسة اتحادات رياضية، وهي: الفروسية، ألعاب القوى، رفع الأثقال، الجيدو والرماية. وتنضمّ السعودية إلى مصر والإمارات والجزائر التي أفتى علماؤها بجواز إفطار لاعبيهم المشاركين في الأولمبياد. وكان الدكتور علي جمعة، مفتي مصر، قد أكّد جواز إفطار البعثة المصرية، مستندا إلى قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدّة من أيّام أخر).