ينشغل العديد من الجزائريين والجزائريات في التحضيرات لشهر رمضان الكريم بأيام قبل حلوله من أجل استقباله وعيش أيامه على أحسن وجه، إذ يعتبر هذا الشهر فرصة سانحة لمحو الذنوب المرتكبة طيلة أيام السنة، فبينما تهتم ربات البيوت بتنظيف المنزل وشراء كل ما يلزم من مواد أولية وحتى الرجال لهم نصيبهم من تلك التحضيرات، ووسط كل هذا هناك فئة اهتمت بالتحضيرات النفسية للخروج من روتين الحياة المعتادة الذي طبع يومياتهم، فبالرغم من كل ما يطبع تصرفات الناس في رمضان من تحضيرات مادية ونفسية لتطويع النفس وتدريبها على الصيام لجني أكبر قدر ممكن من الحسنات إلا أن الغاية واحدة. ولعل من بين أهم المشاهد التي تعودنا على مشاهدتها والتي نشاهدها يوميا خلال هذه الأيام المباركة هو ذلك التغيير الذي مس نوعية اللباس الذي اختلف عما كان عليه في الأيام العادية، إذ تعود الجزائريون على أن يحافظوا على زيهم التقليدي في رمضان، حيث تشهد الأيام الأولى من اقتراب شهر رمضان إقبال الرجال على محلات بيع الأقمصة الاسلامية، ومن خلال جولتنا الاستطلاعية إلى إحدى المحلات بشوارع العاصمة المتخصصة ببيع الأقمصة الإسلامية لاحظنا ذلك التوافد الكبير للعديد من المواطنين الذين عمدوا إلى اقتناء هذا الزي من أجل إعطاء صورة خاصة بهذا الشهر الكريم من خلال ارتدائه أثناء زيارتهم المتبادلة مع بعضهم البعض وخلال ذهابهم إلى المساجد لتأدية الصلاة والعبادات والمجالس القرآنية وغيرها من الجلسات الرمضانية، وفي هذا الصدد صرح لنا السيد محمد وهو بائع بالمحل مختص باللوازم الدينية بأن: (الإقبال على شراء الأقمصة يزداد بصورة كبيرة خلال هذا الشهر الكريم والسبب يعود إلى رغبة هؤلاء في تجسيد الشخصية الإسلامية والتشبث بها، لهذا يزداد الإقبال على شراء هذه الملابس بمختلف أنواعها وخاصة ذات اللون الأبيض التي تصنع بالمملكة السعودية ذات الأسعار المرتفعة نوعا ما مقارنة بسلع مشابهة ذات التصدير السوري، إذ يصل سعرها الافتتاحي من 2500 دج وما يفوق ذلك بكثير، وهناك من الشباب من يفضل اقتناء (البنجاب) وهو عبارة عن سروال وقميص يصل إلى حد الركبة). إذ يحرص الرجال وحتى الأطفال منهم مباشرة بعد ساعات قليلة من تناول الإفطار على تغيير ملابسهم بارتدائهم لما يسمى ب (القندورة) أو القميص الإسلامي للتوجه إلى أداء صلاة العشاء وصلاة التراويح في مجموعات بمختلف الأعمار، شباب وكهول وشيوخ وحتى الأطفال الذين رغبوا في أداء هذه السنة الفضيلة مرتدين هذا النوع من الملابس وهي عبارة عن أقمشة رجالية تقليدية فضفاضة منتشرة في الجزائر والدول العربية الإسلامية كافة، وتختلف نوعية القميص حسب نوعية القماش ونوع التشكيلة (التطريز) التي يرغب الرجل في ارتدائها، وبالنظر إلى تزامن شهر رمضان مع فصل الصيف فقد ساهم في زيادة الطلب على محلات بيع هذا النوع من الألبسة، وهناك من يلجأ إلى خياطته حسب الذوق الخاص به، وأثناء احتكاكنا ببعض الشباب أثناء الفترة الصباحية بالقرب من أحيائهم فقد أجمعوا كلهم على أن الأزياء التقليدية الإسلامية تعطي جمالا في المظهر أثناء التوجه إلى أداء صلاة التراويح، إضافة إلى اعتباره ثوبا مريحا خاصة بعد امتلاء المعدة من تناول الإفطار، كما يضفي هذا الثوب راحة تامة أثناء أداء الصلاة. وفي نفس السياق أضاف (علي) وهو شاب في مقتبل العمر الذي يرى أن (لبس هذا النوع من القميص الإسلامي في رمضان يجعلنا نشعر بالأجواء الرمضانية التي تتطلب المظهر الحسن والملتزم لأداء الصلاة).