* ما حكم شخص مرض لمدة شهر، ولم يصلِّ أثناء مرضه وفي نيته أنها سيقضيها بعد الشفاء؟ ** كان الواجب عليه ألا يدع الصلاة ما دام عقله موجوداً، وإن كان لا يستطيع النهوض لأنه يجب عليه أن يصلي حسب استطاعته، ولا يجوز ترك الصلاة بحال ما دام العقل موجوداً. ولكن بما أن ذلك قد فات وهو الآن شُفي والحمد لله، فيجب عليه المبادرة لقضاء الصلوات الفائتة بعد حسابها ومعرفتها والاستغفار والتوبة من هذا التفريط؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين: (صلِّ قائما فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب)، رواه البخاري، وزاد النسائي: (فإن لم تستطع فمستلقيا)، فالمريض لا يخلو من حالتين: إما أن يكون مُغمى عليه فاقداً للإدراك وفي هذه الحالة تسقط عنه الصلاة التي خرج وقتها فلا يقضيها، يقول الإمام النفراوي المالكي رحمه الله: (والمغمى عليه لا يقضي ما خرج وقته في إغمائه ويقضي ما أفاق في وقته مما يدرك منه ركعة فأكثر من الصلوات)، والثاني أن يكون في حالة وعي تام ولكنه مريضٌ فهذا يصلي حسب ما تيسر له من الطهارة واستقبال القبلة، جاء في المواهب نقلا عن المدونة: (وليصلِّ المريض بقدر طاقته)، فما فات من الصلوات في حال الإدراك يقضيه.