السلطات تغيّر إستراتيجيتها في الجنوب والهضاب

بن يونس يؤكد ضرورة تأهيل "الجزائر العميقة"
السلطات تغيّر إستراتيجيتها في الجنوب والهضاب
شدد وزير تهيئة الإقليم والبيئة والمدينة السيد عمارة بن يونس أمس الإثنين بوهران، على أن تأهيل مناطق الهضاب العليا والجنوب يعد (ضرورة حتمية)، ويعد هذا التصريح مؤشرا جديدا على تغيير نوعي في استراتيجية السلطات العليا في كل من الجنوب والهضاب، خصوصا في ظل غضب البطالين الذين أصبحوا ينظمون حركات احتجاجية متكررة في (الجزائر العميقة).
وقال الوزير بن يونس في إفتتاح اللقاء الجهوي حول مخطط تهيئة فضاء البرمجة الإقليمية شمال - غرب أن ("إحدى أولوياتنا هي تثبيت سكان الهضاب العليا والجنوب البلاد في مناطقهم الأصلية. لهذا فإن تأهيل هذه المناطق تعتبر ضرورة حتمية. ويبقى من الضروري أيضا ضمان العمل لهؤلاء السكان).
وبعد الإشارة إلى الكثافة السكانية المرتفعة بشمال الوطن -75 بالمائة من سكان البلاد يتمركزون في 5 بالمائة من المساحة الإجمالية للجزائر-، أكد الوزير على الآثار السلبية للنزوح الريفي وضرورة تثبيت السكان في مناطقهم الأصلية من خلال توفير فرص العمل وشروط الحياة العصرية.
وأضاف أنه (يجب تشجيع المؤسسات على الإستثمار والإستقرار بمناطق الهضاب العليا والجنوب).
واستعرض السيد بن يونس من جهة أخرى الوضع السيئ للمدن، مشيرا إلى أنه (يتعين إعادة الاعتبار للنسيج الحضري. ويجب إستعادة المواطن لفضاءاته المسلوبة من قبل مختلف الأطراف).
وقال في هذا الشأن أنه يستوجب على المواطن التحلي بالمسؤولية والمشاركة لتحسين وضعية المدينة، مؤكدا أن (الحضرية هي التي تنتج المدينة).
ومن ناحية ثانية أشار الوزير إلى أن القضاء على النفايات المنزلية يمثل تحديا حقيقيا لدائرته الوزارية.
(نحن نخوض معركة لا هوادة فيها ضد هذه الظاهرة التي تمثل مشكلة مأساوية) كما قال الوزير مذكرا بأنه منذ سبتمبر الماضي تم جمع 5ر3 مليون طن من النفايات المنزلية على المستوى الوطني والقضاء على 5200 مفرغة عشوائية.. (إنه عمل مضني نعتزم مواصلته حتى النهاية) حسبما أبرز الوزير.
كما أعلن السيد بن يونس أيضا عن إنشاء لجنة وطنية مكلفة بالتفكير حول طرق القضاء على الأكياس البلاستيكية من محيط المدن بالبلاد، مشيرا إلى أن 15 مليون كيس بلاستيكي تستخدم يوميا عبر الوطن. وأوضح أن (هذه الأكياس تضر بالبيئة وتشكل منظرا بشعا في إطار الحياة للسكان. يجب القيام بعمل تحسيسي وإعلامي اتجاه منتجي هذه الأكياس والسكان على حد سواء). كما قال أن هذه اللجنة قد كلفت بتحديد حلول لهذه المشكلة.
من جهة أخرى، شدد وزير تهيئة الإقليم والبيئة على ضرورة (التسيير المحكم والإحترافي للمفرغات المراقبة حتى يتسنى الاستفادة منها لأطول مدة ممكنة).
وذكر الوزير خلال زيارة قادته إلى بعض منشآت ومشاريع قطاعه بوهران منها مشروع المفرغة المراقبة للنفايات الهامدة بعين البيضاء (بلدية السانية) أن التسيير الجيد والإحترافي لمثل هذه المفرغات المراقبة (سيسمح بزيادة مدة إستغلالها ويمكنها من لعب دورها في التقليل من النفايات المبعثرة لأطول وقت ممكن).
وحسب الوزير فإن (مشكل المفرغات ومراكز الردم التقني هو مشكل تسيير وعلينا العمل على التحكم في هذا العامل).
ويتربع مشروع المفرغة المراقبة لعين البيضاء والتي سيتم تجهيزها بوسائل جد حديثة على مساحة ثماني هكتارات وسيكون بإمكانها معالجة 600.000 متر مكعب من النفايات الهامدة سنويا ومن المتوقع أن تساهم في التقليص من العجز المسجل في ميدان التكفل بالنفايات المنزلية.
وزار السيد بن يونس أيضا مركز الردم التقني لمجمع وهران لوسط حاسي بونيف الذي يعالج 100 طن من النفايات.
وقد مكن مركزا الردم التقني لحاسي بونيف والعنصر من غلق ما لا يقل عن 19 مفرغة عمومية واسترجاع 12ر147 هكتار من الأراضي ومعالجة ما مجموعه 6.598.568 متر مكعب من النفايات حسب الشروحات المقدمة للوفد.
كما أشرف الوزير على تدشين المقر الجديد لمدرية البيئة للولاية. وقام من جهة أخرى بتفقد مبنى قديم بوسط مدينة وهران تمت الاستعانة بمختصين إيطاليين لترميمه، حيث استمع بعين المكان لانشغالات سكان العمارة الذين طالبوا مديرية التعمير والبناء وديوان الترقية والتسيير العقاري المشرفين على المشروع بالتكفل أولا بمساكنهم الهشة قبل الواجهات والسلالم والأقبية والأسطح.
بالإضافة إلى ذلك زار السيد بن يونس الذي كان مرفوقا بوالي وهران السيد عبد المالك بوضياف حي 1290 مسكن بحي العثمانية (مرافال سابقا) الذي يستفيد حاليا من أشغال تهيئة حضرية تتعلق أساسا بالطرق والأرصفة والتطهير والإنارة العمومية وخلق فضاءات للتسلية والترفيه.