على غرار باقي شعوب العالم الإسلامي. وهناك وقفت على حجم الفوضى والإكتظاظ والطوابير اللامتناهية التي تتخبط فيها مكاتب البريد بكل من قسنطينةالخروب عين أعبيد والمدينة الجديدة على منجلي،..الخ، نتيجة ضيقها وعدم توفر الخدمات التقنية والضرورية بها كمقاعد الانتظار من جهة و لاستقبالها كما هائلا خلال المناسبات الدينية والوطنية. مكتب بريد واحد بقطار العيش وموظف واحد غير كاف لاستيعاب الكثافة السكانية توجهنا في حدود الساعة الثامنة صباحا إلى المكتب الوحيد بمنطقة قطار العيش ببلدية الخروب التي تستوعب كثافة سكانية هائلة وتعتبر أهم دائرة وبلدية بولاية قسنطينة لمكانتها الاقتصادية ومع ذلك لا تتوفر بلديتها سوى على مكتب بريد واحد وضيق، لايقدر على تحمل الأعداد الهائلة من المواطنين الذين يقصدونه لاستخراج سيولتهم النقدية، لاسيما خلال المناسبات كالأعياد مثل عيد الأضحى المبارك الذي سيطرق أبوابنا بعد أقل من أسبوع أثناء وجودنا هناك التقينا بمجموعة من المواطنين وكان لنا حديث مع بعضهم، هؤلاء أعربوا عن استيائهم الشديد كلما قاموا بالتوجه لهذا المكتب البريدي لاستخراج مبالغهم المالية ، وذلك نظرا لضيقه وتدني الخدمات به إن وجدت طبعا ، كما أضاف بعض المواطنين بأنهم ملوا الذهاب لهذا المكتب البريدي للطوابير اللامتناهية التي يشكلها المواطنون القاصدون له من مختلف أنحاء البلدية، و أيضا لتدني الخدمات به وضيق مقره'' ناهيك أن المقر يعمل به موظف واحد وهي النقطة التي أثارت دهشة الجميع وتطرح العديد من الاسئلة. اكتظاظ رهيب ومعاناة بمكتب بريد عين أعبيد غير بعيد عن منطقة الخروب توجهنا إلى بلدية عين أعبيد في حدود الساعة العاشرة صباحا ، هناك سجلنا ما يعيشه هذا الأخير من اكتظاظ جد رهيب للمواطنين من داخل شبابيك المكتب وصولا إلى قارعة الطريق ، الواحد تلوى الآخر يصطفون و كأنه في البقاع المقدسة لتأدية مناسك الحج تحت حر أشعة الشمس اللاذعة حيث اقتربنا من بعضهم بصعوبة كبيرة للتحدث معهم ، نظرا للاكتظاظ والازدحام الرهيب، هؤلاء وضعهم لا يحسد عليه بتاتا سواء الذين كانوا مصطافين بداخل المكتب أو خارجه لأنه يعانون من مشكلة واحدة الإكتظاظ وارتفاع درجات الحرارة دون وجود مكيفات أو كراسي لأخذ قسط من الراحة قبل حلول دورهم، إذ يسابق هؤلاء المواطنون عقارب الساعة لاستخراج مبالغ مالية، من أجل اقتناء أضحية العيد، توجهنا نحوهم وكان لنا الحديث معهم، حيث أعربوا عن استيائهم الشديد والواضح من الوضعية الكارثية التي يعيشها المكتب البريدي الضيق والذي يستقطب يوميا مئات المواطنين من مختلف الأحياء، وأثناء تواجدنا اغتنموا الفرصة ليجددوا مطالبتهم للسلطات البلدية والمعنية بغية التدخل العاجل لإيجاد حل لهذه الوضعية التي أرهقتهم كثيرا، حيث يضطر معظمهم إلى تحمل الوقوف لساعات طويلة من الزمن وسط الاكتظاظ والازدحام، بسبب ضيق المقر وكثرة عدد المتوافدين عليه وهذا ما لا يمكن احتماله. أعطاب في جهاز الكمبيوتر وعدم توفر السيولة المالية دائما ببلديات عاصمة الشرق الجزائري ، وبالضبط بالمدينة الجديدة على منجلي ، حيث يشتكي قاصدو مكتب البريد المتواجد بهذا الحي، من الوضعية الكارثية التي يعرفها هذا الأخير، نتيجة قلة الخدمات به وضيق المقر وعدم قدرته على استيعاب طلبات السكان الذين يتوافدون عليه من الحي والأحياء المجاورة، خاصة خلال هذه الأيام الفاصلة عن حلول عيد الأضحى إذ يعمل المكتب البريدي بشباك واحد فقط لكشف الرصيد وسحب المبالغ المالية، ما يسبب اكتظاظا بالمواطنين ويؤدي في أحيانا كثيرة إلى تسجيل حالات إغماء لبعض كبار السن ومرضى الربو - على حد تصريحات من التقيناهم -. وما زاد الطين بلة إلى جانب كل النقائص التي يعرفها المكتب هو حدوث عمليات السرقة، حيث يلجأ بعض اللصوص إلى اغتنام فرصة الازدحام والاكتظاظ للسطو على جيوب الناس، مثلما وقع لإحدى الشابات التي فقدت هاتفها النقال وسط الازدحام. في سياق مماثل صرح بعض المواطنين ل''آخر ساعة‘' أنهم يضطرون أحيانا للانتظار ساعات طويلة دون سحب أموالهم بسبب أعطاب في جهاز الكمبيوتر أو عدم توفر السيولة المالية، كما يفتقر المكتب للموزع الآلي عن طريق بطاقة سحب الأموال، وهو ما يدفع بالمواطنين إلى التنقل للمكاتب البريدية بالبلديات المجاورة، ومع هذا الوضع المزري وتبقى المراكز البريدية ببلادنا بحاجة إلى إعادة تهيئة وتأهيل وتزويد بالخدمات التقنية التكنولوجية والضرورية..