هاجمت الخارجية السورية عددا من أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين، واتّهمتهم بتقديم صور مغالطة عن القوى التي ساهمت في إدخال سوريا في مستنقع العنف بغرض تمرير سياساتها الخاصة. قالت الوزارة في رسالة بعثت بها إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة، إنّ دولا مثل فرنسا وتركيا وقطر وليبيا، أصبحت حاضنة لتفريخ الإرهابيين وتتبنى أعمالهم وتبدي حرصها على تسهيل حركتها بما يتناقض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمحاربة الإرهاب، وأوضحت الوزارة أن عديدا من المدن السورية شهدت عشرات الحوادث الإرهابية التي أرسلت مذكرات بشأنها بشكل رسمي إلى مجلس الأمن، إلاّ أنّها لم تحظ بردّ موضوعي من قبل المجلس لردع الإرهاب. وأشارت الوزارة، إلى أن تزويد دول مثل السعودية وقطر وليبيا وتركيا وبريطانيا وفرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية من أسمتهم ب»المجموعات الإرهابية« بالمال والسلاح، يجعلها شريكة في الجرائم المرتكبة في سوريا وفق القانون الدولي، وأنّ بعض الدول التي تدعي زورا مكافحتها للإرهاب تستمر بحماية هذه الجرائم وتلغي دور مجلس الأمن في اتخاذ ابسط الإجراءات لإدانتها كما فعلت الولاياتالمتحدة وألمانيا وبريطانيا مؤخرا. من جهة أخرى، قال سيرغي للافروف، وزير الخارجية الروسي، في حديث صحفي، أمس، إن ممثلين من هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة سيزورون روسيا في قريبا، مبديا اعتقاده بأنّ ممولي المعارضة بالخارج سيواصلون جهودهم الرامية إلى توحيد صفوفها، وأنّ ذلك سيستغرق وقتا إضافيا، مؤكّدا سعي موسكو للتأثير في هذه العملية. يذكر أنّ تقارير إعلامية كشفت أمس بحسب مصادر مقرّبة من المعارضة السورية، أن رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجّاب الذي التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الأردنية عمان، طلب من الدبلوماسي الروسي حثّ بشار الأسد على التنحي، مشيرة إلى أنّ لافروف رد بالقول إن موسكو ليست من يتدخل في مثل هذه الأمور، وحسب المصدر دائما، فإنّ حجّاب أكّد للوزير الروسي أنّ لا أحد في المعارضة مستعد للحوار مع الأسد. وفيما يخصّ تطورات الأوضاع الميدانية في الداخل السوري، أطلق مقاتلو المعارضة السورية قذائف مورتر على القصر الرئاسي لبشار الأسد في دمشق أمس، لكنهم أخطأوا الهدف في هجوم يبرز الجرأة المتزايدة للقوات التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري. ووقعت عدة تفجيرات أمس في منطقة جبلية بدمشق تسكنها أغلبية من الطائفة العلوية، وقالت وسائل إعلام حكومية إن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب سبعة فيما وصف بأنه هجوم إرهابي. ممّا يمثل تصعيدا في وتيرة الهجمات الطائفية في البلاد التي تعيش حالة من التوتر والعنف منذ عام تقريبا، أسفرت عن سقوط أكثر من 32 ألف قتيل بحسب إحصاءات أوّلية. يأتي ذلك في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة انفجار المزة بدمشق إلى 11 قتيلا وعشرات الجرحى من بينهم أطفال ونساء، جراء سقوط قذائف الهاون على الحي الواقع بالعاصمة دمشق. بينما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية »سانا« بأنّ مسلّحين مجهولين أقدموا على اغتيال قاض أمام منزله في أحد أحياء دمشق صباح أمس بتفجير سيارته، وأوضح مصدر في قيادة شرطة دمشق أنّ إرهابيين وضعوا عبوة ناسفة لاصقة في سيارة القاضي قبل أن يفجروها عن بعد أثناء توجهه إلى عمله ما أدى إلى مقتله على الفور.