إنطلاق فعاليات الملتقى الوطني الأول حول المحاكم التجارية المتخصصة    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار وتوقيف 10 عناصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع    زيتوني يشدد على ضرورة إستكمال التحول الرقمي للقطاع في الآجال المحددة    فايد يشارك في أشغال الإجتماعات الربيعية بواشنطن    مسار إستحداث الشركة الوطنية للطباعة جاري    العدوان الصهيوني: إصابة ثلاثة فلسطينيين جراء قصف الاحتلال لمنازل وسط قطاع غزة    جمباز/كأس العالم 2024: الجزائرية كيليا نمور تتأهل إلى نهائي مسابقة العمودين غير المتوازيين    القضية الفلسطينية محور نقاش الإجتماع الوزاري المفتوح بمجلس الأمن اليوم    رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي يؤكد: تشجيع الإشراف التشاركي في العملية الانتخابية المقبلة    المكتب الإعلامي بغزة: الأسرى في سجون الإحتلال الصهيوني تتضاعف أعدادهم ومعاناتهم    انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة : تأجيل التصويت على مشروع قرار الجزائر إلى غد الجمعة    من خلال إتمام ما تبقى من مشاريع سكنية: إجراءات استباقية لطي ملف «عدل 2»    كأس الجزائر: رباعي محترف يلهب الدور نصف النهائي    تابع تدريبات السنافر وتفقّد المنشآت الرياضية: بيتكوفيتش يزور قسنطينة    الجهوي الأول لرابطة باتنة: شباب بوجلبانة يعمق الفارق    سطيف: ربط 660 مستثمرة فلاحية بالكهرباء    أرسلت مساعدات إلى ولايات الجنوب المتضررة من الفيضانات: جمعية البركة الجزائرية أدخلت 9 شاحنات محمّلة بالخيّم و التمور إلى غزة    سترة أحد المشتبه بهم أوصلت لباقي أفرادها: الإطاحة بشبكة سرقة الكوابل النحاسية بمعافة في باتنة    وزير الاتصال و مديرية الاعلام بالرئاسة يعزيان: الصحفي محمد مرزوقي في ذمة الله    أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا    كرة اليد/كأس إفريقيا للأندية (وهران-2024): الأندية الجزائرية تعول على مشوار مشرف أمام أقوى فرق القارة    مشروع محيط السقي بالإعتماد على المياه المستعملة بتبسة "خطوة عملية لتجسيد الإستراتيجية الوطنية في القطاع"    عطّاف يؤكّد ضرورة اعتماد مقاربة جماعية    الحكومة تدرس مشاريع قوانين وعروضا    مجمع سونلغاز: توقيع اتفاق مع جنرال إلكتريك    68 رحلة جوية داخلية هذا الصيف    عون يؤكد أهمية خلق شبكة للمناولة    تظاهرات عديدة في يوم العلم عبر ربوع الوطن    لم لا تؤلّف الكتب أيها الشيخ؟    توزيع الجوائز على الفائزين    تفكيك جماعة إجرامية تزور يقودها رجل سبعيني    من يحرر فلسطين غير الشعوب..؟!    دعوة لضرورة استئناف عملية السلام دون تأخير    الصّهاينة يرتكبون 6 مجازر في يوم واحد    منصة رقمية للتوقيع الإلكتروني على الشهادات    40 سؤالا ل8 وزراء    أحزاب ليبية تطالب غوتيريس بتطوير أداء البعثة الأممية    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أول طبعة لملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    بطاقة اشتراك موحدة بين القطار والحافلة    البعثة الإعلامية البرلمانية تختتم زيارتها إلى بشار    ضرورة جاهزية المطارات لإنجاح موسم الحج 2024    نسب متقدمة في الربط بالكهرباء    نحضر لعقد الجمعية الانتخابية والموسم ينتهي بداية جوان    معارض، محاضرات وورشات في شهر التراث    شيء من الخيال في عالم واقعي خلاب    مكيديش يبرر التعثر أمام بارادو ويتحدث عن الإرهاق    نريد التتويج بكأس الجزائر لدخول التاريخ    حجز 20 طنا من المواد الغذائية واللحوم الفاسدة في رمضان    تراجع كميات الخبز الملقى في المزابل بقسنطينة    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    وفق تقرير لجامعة هارفرد: الجزائري سليم بوقرموح ضمن أهم العلماء المساهمين في الطب    انطلاق عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهلا بكم في أفروديت.. موطن الجمال والحب
''صوت الأحرار'' في ضيافة جمهورية قبرص الشمالية التركية

حينما تلتقي زرقة البحر الأبيض المتوسط، باخضرار الجبال، في لوحة ترسم الجمال الذي يعج في كل مكان، والهدوء الذي تزيده نسمات الهواء العليل روعة، لتشتم رائحة الإكليل، فإنك حتما بجزيرة قبرص الشمالية التركية، عندما يذكر اسم قبرص تخطرعلى البال مباشرة أسطورة «آفروديت» آلهة الحب والجمال الإغريقية حيث أن جزيرة قبرص موطن ملكة الجمال «آفروديت» ولهذا قيل إن الجزيرة تستمد جمالها من جمال أفروديت. هي بلد الحضارات، وملتقى الديانات، وأساطير الإغريق و العثمانيين .و...و...و الجنة التي خلقها الله فوق الأرض...هي قبرص الشمالية التي زرت.
جزيرة أرهقتها الحروب ولكنها بقيت صامدة
جزيرة قبرص هي ثالث اكبر جزيرة في البحر المتوسط من حيث المساحة بعد صقلية وساردينيا.
ترتمي جزيرة قبرص على الضفاف الشمالية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، غير بعيدة عن تركيا بحوالي 50 كيلومترا فقط، وحوالي 70 كيلومترا عن سوريا ولبنان، تعتبر ملتقى للعالم القديم بين قارات أوربا وآسيا وإفريقيا.
لم تهدأ جزيرة قبرص من وقع الحروب والغزوات، فقد كانت عرضة لأطماع كبريات الحضارات، فغزاها الفراعنة المصريين، وبعدها الأشوريون، ومن ثمة الفرس وبعدهم الرومان والبيزنطيون، ليأتي بعدها معاوية ابن أبي سفيان في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، لتقع تحت الخلافة العثمانية سنة .1571
وبعد فترة من تقاسم اليونانيين والأتراك حكم الجزيرة، احتلتها المملكة المتحدة إلى غاية حصولها على الإستقلال سنة ,1960 وتم ال?لان عن تأسيس جمهورية قبرص باتفاقيتي زيورخ ولندن وتقاسمت الدولتين التركية واليونانية السلطة والحقوق السياسية.
إلى أن حدث انقلاب من قبل القبارصة اليونانيون في 1963 ، وحاولوا الاستفراد بالسلطة واستبعاد القبارصة الشماليين ذوي الغالبية المسلمة من مراكز اتخاذ القرار. وفي منتصف عام 1974 اضطرت تركيا للتدخل العسكري لحماية الأتراك القبارصة ونتيجة لذلك أسس القبارصة الشماليين جمهوريتهم الخاصة ز وردا للجميل بعرفان تركيا سميت الجمهورية الحديثة زبجمهورية قبرص الشمالية التركيةس بقيادة رءوف دنكاش وذلك في 1983 .
ومنذ حوالي خمس سنوات، أجري استفتاء لدى سكان قبرص الشمالية التركية والجنوبية اليونانية على الوحدة، وكانت النتيجة بأن رفض سكان الجنوب الإتحاد مع الشمال لبقى الوضع على ما هو، ويبقى الخط الأخضر وهو الخط الفاصل بين الشمال والجنوب، وكذلك هو نفسه الخط الفاصل للعاصمة نيقوسيا.
مناخ متوسطي، الشمس أهم مميزاته
مناخ قبرص متوسطي بفصول كاملة و باختلاف كبير في درجات الحرارة في الفصول و أيضاً فيما يتعلق بالأمطار و الجو بشكل عام، يكون الجو حاراً و جافاً في الصيف من منتصف شهر ماي وحتى منتصف شهر سبتمبر و يكون ماطراً و متقلباً من بداية نوفمبر وحتى منتصف مارس و يفصل بينهما فصلان قصيران هما الربيع الخريف.
وفي فصل الصيف تكون الجزيرة تحت تأثير المرتفعات الجوية القادمة من القارة الأوربية و التي تستقر فوق أواسط آسيا، و هو يعتبر فصل ذا حرارة مرتفعة و تقريباً سماء خالية من السحب.
وتكون قبرص في الشتاء عرضة إلى منخفضات متعاقبة قليلة و التي تعبر البحر المتوسط من الغرب إلى الشرق، و تتسبب هذه المنخفضات في اضطرابات جوية مما تؤدي إلى هطول معظم أمطار السنة في هذا الفصل حيث يصل معدل هطول الأمطار في قبرص من شهر ديسمبر و حتى فبراير حوالي 60 من معدل هطول الأمطار على الجزيرة ككل وهو 500 مل متر.
إن جمهورية قبرص الشمالية التركية، تعتبر من أجمل المناطق الطبيعية في البحر الأبيض المتوسط، وهذا الجزء من الجزيرة الذي يسيطر عليه الأتراك، يمزج بين المناظر الطبيعية الخلابة، والحداثة التي تركت بصمتها في كل المجالات، خاصة السياحية منها، فبالموازاة مع التقاء البحر بالجبال من جهة، باشرت السلطات عمليات لتحديث الجزيرة ببناء منتجعات سياحية مترامية على طول الساحل وكذلك في المدن الداخلية أهمها العاصمة نيقوسيا، التي تم الحفاظ على خصائصها المعمارية، فبمحاذاة المدينة القديمة، شيدت بنايات جديدة غير بعيدة في طرازها المعماري عما كان قديما.
وللوصول إلى جمهورية قبرص الشمالية التركية، فإن الرحلة تتم عبر اسطنبول التركية على متن الطائرة، لتحط الرحال عبر مطار ارغان بعد رحلة تدوم حوالي ساعة و20 دقيقة فقط، ومطار إرجان هو المطار الرئيسي في الشطر التركي من قبرص. وحيث إن مطار نيقوسيا القديم مغلق على خلفية النزاع بين الشطرين القبرصيين التركي واليوناني.
الأتراك ينادونها المقاطعة رقم ,10 وبين جبال» الأصابع الخمسة« شيدت مدن نيقوسيا وفماغوستا الذي تتخلها سهول خصبة، ترامت خلالها حزم التبن بعد موسم الحصاد.
مدينة نيقوسيا والتي يقسمها خط أخضر أشبه بحائط برلين يفصل المدينة إلى قسمين القسم القبرصي التركي والذي يدعى زلفكوشاس والقسم القبرصي اليوناني الذي أحتفظ باسم نيقوسيا، وتوجود بوابتين تسهلان عبور المواطنين القبرصيين بين شقي المدينة وهما بوابة فماجوستا وبوابة بافوس.
مساجد، كنائس ومعابد...هنا التقت الديانات الثلاث
إن الزائر لجمهورية قبرص الشمالية، يلحظ التواجد الكبير للمساجد وفي كل الأحياء، كما يلحظ أيضا وجود الكنائس الذي تحول بعضها إلى مساجد بعد سيطرة الدولة التركية على هذا الجزء من الجزيرة، كما توجد عدة معابد يهودية، كل هذه الرموز الدينية تدل على أن تعاقب الحضارات على الجزيرة ترك بصمته إلى غاية اليوم.
معابد وكنائس ومساجد نيقوسيا القديمة، تعتبر من أهم الأماكن الأثرية التي يقصدها الزوار.
كما أن الجزيرة تزخر بالآثار التاريخية التي تعود إلى عصور قديمة وفترات مختلفة، من بينها قلاع وحصون. ففي مدينة «سلاميس» التي تضم مجموعة من الآثار الهيلينية، فيما يشبه المجمّع الأثري، الذي يضم المنتدى الحجري، و«معبد زيوس»، والمسرح والفيلا الرومانية المكونة من دورين، وخزان المياه ومجموعة من التماثيل لآلهة الجمال، بعضها أطاح الزمان برؤوسها فظل الجسد واقفاً في الهواء يتحدى الزمن.
وهناك بعض مغازل الحياكة من العصر البرونزي وأسلحة وأدوات معدنية تعود إلى 2300 سنة قبل الميلاد.
وهناك متحف أو كنيسة «سانت برنابي فيه قاعة تضم لوحات لقسيسين ورهبان حول قبر القديس برنابي الذي كان الوحيد الذي تتوافق رواية انجيله الرواية الإسلامية في أن المسيح عيسى بن مريم لم يصلب، كما توجد قاعات أخرى عرضت فيها مجسمات لحيوانات وأشخاص تعود إلى ما قبل 950 عاماً قبل الميلاد، كما أن العاصمة لفكوشا (نيقوسيا) التي تقع في وسط الجزيرة، يحيط بالمدينة القديمة جدار تاريخي بأبراجه الصامدة أمام الزمن، بالإضافة إلى الجوامع العثمانية والخان الكبير والنكهه الخاصة لمدينة لفكوشا تحمل دعوة مفتوحة لكافة الزوار.
وعدا مدينة نيقوسيا (لفكوشا)عاصمة شمال قبرص، فإن أشهر مدنها الساحلية نجد غيرنة كيرينيا، وغازيماغوسا فاماغوستا، ليفكه، و غوزال يورت.
كافة مدن شمال قبرص تستحق الزيارة، لما تحتضنه من مميزات خاصة، فمدينة غيرنة التي تقع في شمال قبرص على ساحل البحر المتوسط لها مواصفات سياحية راقية وقلعة اثرية ضخمة، وميناء يخوت جميل. وفي شرق قبرص الشمالية هناك مدينة غازيماغوسا على ساحل البحر وتشتهر بمواقعها التاريخية إلى جانب مينائها التجاري وسواحلها ومؤسساتها التي تناسب جميع الأذواق .
إلى الغرب من جزيرة قبرص تقع مدينة غوزال يورت بين بساتين البرتقال والحمضيات والأزهار المنتشرة في كافة أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى مناطق أثرية لحضارات سكنت قبرص عبر العصور الوسطى. ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب في شمال قبرص هناك مدينة يني أسكلة التي تتميز بطبيعتها ومناطقها السياحية والأثرية.
منتجعات سياحية راقية وأطباق شهية في انتظاركم
إن الخدمات السياحية في قبرص متوافرة بشكل سهل في كل موقع سياحي، والزائر الذي يصل إلى أحد مطارات قبرص سيجد من اليسر بمكان أن يتوجه إلى مركز الاستعلامات السياحي ليسألهم عن طلباته، ليحصل في الحال وبشكل مجاني على خريطة كبيرة للمدن القبرصية، إضافة إلى البرنامج الشهري للفاعليات الاجتماعية والثقافية والفنية.
أما في ما يخص المواصلات والفنادق، فإن باستطاعة الزائر أن يراجع مكاتب تأجير السيارات في المطارات والموانئ وكذلك خريطة المواصلات اذا كان يرغب باستخدام المواصلات العامة بدلاً من السيارة المؤجرة.
أما السكن فهناك فنادق كثيرة منتشرة في عموم الجزيرة، ويمكن الحصول على عناوينها وأرقام هواتفها من مركز الاستعلامات في المطارات والموانئ.
وفي ما يتعلق بتصريف العملة أو سحب مقادير من المال، فإن معظم المؤسسات الفندقية والسياحية والمطارات والموانئ مجهز بمكاتب لتصريف وسحب العملة، وباستطاعة الزائر أن يحصل على كشف يومي بأسعار العملة الأجنبية قياساً بالعملة القبرصية.
ويبدو القطاع السياحي بمثابة رهان كبير لدى القبارصة الأتراك، كما هي الحال لدى القبارصة اليونانيين أنفسهم..
وحين ذهبنا إلى شواطئ فماغوستا، وهي شواطئ بديعة وخلابة، وجدنا أن جزءا من الساحل القريب من الخط الأخضر قد بقي مهجورا ببناياته ومرافقه، حيث يمنع على السياح والمواطنين دخوله، وذلك بانتظار الانتهاء من تسوية ملف المهجرين والنازحين، أو تبادل المناطق، بين شطري الجزيرة. وهذه صورة أخرى لتأثير المعضلة السياسية على الحياة الاقتصادية. إلا أن الأشهر على مستوى فماغوستا هو مدينتها الأثرية المعروفة باسم «سالاميس»، والتي يعود تأسيسها الأول إلى الألف قبل الميلاد.
قبرص الشمالية تصنف من ضمن أفضل السواحل وألطفها للسباحين، كشواطئ لوكسوريوس للفنادق الكبيرة أو تلال الرمل الموجودة حولها. كما أن الشواطئ الشمالية والشرقية في قبرص الشمالية تتواجد في أحضان المياه الزرقاء للبحر المتوسط، وبامتداد الساحل توجد شوطئ وخلجان ممتلئة بالسباحين و الذين يأخذون حمام شمس وتجد هذا معظم أيام السنة.
هناك أيضا سواحل جميلة جدا في كيرينا وشواطئ كثيرة ومختلفة رملية وفيها مراكز خدماتية وفندقية راقية خدمة للمصطافين والسباحين وكذلك الغطاسين، شأنها شأن شوطئ فاماغوستا أيضا المشهورة بأميال الشواطئ الرملية.
أما على مستوى التسوق في قبرص التركية، يمكن ملاحظة أن الأسواق المعفاة من الضرائب تمتلك قدرة على جذب الزبائن من المواطنين والسياح على حد سواء، وثمة بضائع محلية وتركية تباع بأسعار تنافسية. كذلك فان السلع والمنتجات التراثية تبقى ذات قيمة ومغزى خاص لزائري الشمال القبرصي.
السائح في قبرص الشمالية التركية يستطيع أن يستمتع أيضا بالمأكولات اللذيذة المتنوعة، حيث تنتشر المطاعم والفنادق الأنيقة التي تقدم المأكولات العالمية، وتشكيلة من وجبات الطعام الخاصة في جميع أنحاء الجزيرة. وهناك مطاعم تقدم السمك الطازج وتمتد على طول شواطئ الجزيرة، ولكن الوجبة التقليدية القبرصية هي «المازة» أي مزيج من المأكولات المتعددة التي تشمل طبق «الموساكا» و«تافاس» و«كوبيبيا» (ورق العنب المحشي) و«تالاتوري» و«الطحيني» بالاضافة إلى الطبق الشعبي الرئيسي المعروف ب «كلفتكو»، وهو عبارة عن لحم مطهو باستخدام الطابون، الذي يعتبر من الوسائل البدائية للطهو، حيث توضع قطع اللحم الكبيرة لعدة ساعات قبل أن تنضج، وغيرها من الأطعمة الأخرى.
وقد يكون الأكل في المطاعم والفنادق مكلفا، إلا انه يمكن التدبر وخفض التكاليف بشكل كبير حال التوجه إلى الأسواق الشعبية القبرصية، أي تلك التي تبيع للمواطنين العاديين، وهذه الأسواق منتشرة في كافة مراكز المدن والقرى الرئيسية، وهي تجربة تستحق أن يجربها السائح.
رقي في التعامل منقطع النظير
ومن الأشياء الملفتة للنظر أيضا في قبرص الشمالية التركية والتي لا يمكن أن يغفلها أي زائر هو ذلك الرقي في التعامل مع الأجانب سواء كان من ضباط الجوازات بالمطار إلى الباعة وسائقي سيارات الأجرة وموظفي وعمال الفنادق ، وأيضا الاحترام الذي يخصون به العرب، ونجد أن التسامح والاستقرار الذي يتسم به هذا الشطر من الجزيرة قد انعكس على أمنها وأمانها ، بحيث يندر أن تلتقي برجل شرطة راجلا كان أم راكباً ، وما حاجتهم إلى رجال الأمن والأمن مستتب ليلاً ونهاراً رغم الانفتاح وجود تلك الكازينوهات والملاهي وعلب الليل وذلك التدفق من السياح والعابرين من مواطني الشطر الجنوبي والأوروبيين.
اهتمام كبير بالتعليم
من الجوانب المشرقة أيضاً لقبرص الشمالية التركية أهتمامهم الكبير بالتعليم الجامعي حيث توجد ستة جامعات تمنح أعلى الدرجات العلمية، صار كل منها قبلة للطلاب العلم الأجانب حيث يفد إليها الطلاب من حوالي 65 بلدا حول العالم، ويشكل أكثر من 70 من عدد الطلاب الدارسين طلاب أجانب ، رغم حداثة تلك الجامعات ورغم حداثة القبارصة الأتراك أنفسهم بالتعليم الجامعي بعد سنوات الحرمان الطويلة التي عاشوها في ظل التفرقة التي كانت سائدة أيام ما قبل الانفصال.
أكبر الجامعات هي جامعة شرق البحر المتوسط التي تأسست في عام 1979 في أحضان مدينة فاماغوستا (ماغوسا) الواقعة على الساحل الشرقي للجزيرة والجامعة الأمريكية بكارينيا. وجامعة الشرق الأدنى والجامعة الأوروبية وجامعة قبرص العالمية ، لذا نجد رغم الحصار ،فإن القبارصة الأتراك قد نجحوا في تشييد واحداً من أفضل نماذج التعليم العالي في الشرق الأوسط.
-----
بأسعار معقولة في متناول العائلات الجزائرية
عطلة أحلام بقبرص الشمالية
سيصبح بإمكان السياح الجزائريين قضاء عطلة أحلام في جمهورية قبرص الشمالية التركية، بفضل التعاقد الوشيك بين شركة » سفير تور « السياحية الجزائرية والمتعامل القبرصي كوزيزاد تووريزم بالتعاون مع الشريك التركي
» ترافل ترك«، حيث سيتم طرح رحلات سياحية بأسعار تنافسية.
انتقل في بداية الشهر الجاري، وفد من المتعاملين السياحيين الجزائرين، على رأسهم مسيريو وكالة » سفير تور « وكذلك رئيس نقابة الوكالات السياحية الجزائرية إلى جزيرة قبرص وبالتحديد إلى الجزء الشمالي التركي، من اجل معاينة القدرات السياحية ومحاولة التعاقد من الشريك القبرصي من أجل إطلاق وجهة سياحية مازلت جديدة على السائح الجزائري.
وقد كانت الزيارة، فرصة للقاء وزير السياحة والثقافة والبيئة لجمهورية قبرص الشمالية، الذي أصر على لقاء الوفد حينما علم بتواجده بالجزيرة، حيث فتح الوزير أونال أوستل ابواب وزارته وقلبه للمتعاملين الجزائريين في مجال السياحة، خاصة عند تأكيد على عمل ما في وسعه من أجل جعل الجزائر الجنسية الثامنة عشر من ضمن الجنسيات التي تستقبلها جمهوريته.
وخلال اللقاء عبر الياس سنوسي مدير عام شركة » سفير تور « التي تنوي الحصول على حصرية تنظيم الرحلات السياحية نحو قبرص، بأن نجاح المشروع مرهون بعدة رئيسية متمثلة في حل مشكل التأشيرة، حيث أن تكلفة التأشيرة التي تمنحها السلطات التركية مرتفعة من حيث التكلفة، ومقدرة ب90 يورو للفرد، فيمكن أن نتصور غلاء التأشيرة بالنسبة لعائلة متكونة من 5 أفراد على الأقل.
وفي نفس السياق أوضح إلياس سنوسي الذي يشغل منصب نائب رئيس نقابة وكالات السفر والسياحة، إلى ضرورة توفير تذاكر الطائرة بأسعار تنافسية، وهو ما من شأنه تخفيض قيمة الرحلة مما سيشجع على جلب السياح، وذلك على القل بالنسبة للموسم الحالي الذي اعتبره المتحد بمثابة موسم تجريبي، على أن تتم تنظيم رحلات سياحية نحو قبرص في المواسم المقبلة بعدد أكبر من السياح الجزائريين.
كما اشار المتحدث انه من العوامل التي ستساعد على جلب السياح الجزائريين، نجد عامل التقارب التاريخي والحضاري بين الجزائريين وسكان منطقة جمهورية قبرص الشمالية التركية بالإضافة على التقارب في العادات والدين والثقافة والعقلية المتوسطية.
من جهته ابرز بشير جيريبي رئيس نقابة وكالات السفر والسياحة خلال جلسة العمل ذاتها، إلى أنه لا يوجد أي مشكل يمكنه إفشال المشروع، خاصة وان السائح الجزائري مغمور بكل ما هو تركي، مستدلا بالمسلسلات التركية التي غزت بيوت الجزائريين، وزادت من وتيرة ورغبة الجزائريين في اكتشاف كل ما هو تركي، مؤكدا رغبة وكالات السفر والسياحة في الجزائر على العمل على تقريب الشعبين من بعضهما البعض.
وفي رده على انشغالات وكالات السفر الجزائرية أوضح الوزير، أن دائرته الوزارية على استعداد لمرافقة وكالات السفر الجزائرية بكل ما يستطيع من خلال تنفيذ مقترحاتها أو التكفل بجزء من حملة الدعاية لهاته الوجهة الجديدة، بالإضافة على إعادة النظر حول شروط تنقل الأشخاص، وهو ما تمت مباشرته فعلا على مستوى وزارة الخارجية القبرصية التركية.
كما التزم بتحسيس شركات الطيران من أجل اقتراح أسعار مدروسة لاستقطاب السياح الجزائريون.
وقد حضر اللقاء المتعامل القبرصي أنداج غوناي صاحب شركة » كوشي زادي« الذي ألح على وزير بلاده على ضرورة استقطاب السائح الجزائري، وعلى النقيض من ذلك، فقد أكد الشريك القبرصي حرصه أيضا على جلب سياح بلده نحو الجزائر، والعمل على تحقيق ذلك في أقرب الآجال. وقد انتهى اللقاء بالإتفاق على تنظيم زيارة مماثلة للمتعاملين القبارصة الشماليين نحو الجزائريين، والاستعداد لاستقبال أولى الوفود الجزائرية في قبرص مباشرة بعد رمضان المقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.