أكد أمس، السعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، على أهمية استذكار مناقب المجاهدين الذين تحملوا مسؤولية الأمانة العامة للمنظمة منذ 1962 إلى يومنا هذا، وهي الشخصيات التي قامت بدور كبير ضمن المسيرة العامة للبلاد، مشيرا إلى أهمية تنظيم ندوات تاريخية من هذا النوع لإبراز مناقب هؤلاء من جهة والدور الذي لعبته المنظمة في خدمة البلاد والمجاهدين وذوي الحقوق من جهة أخرى، داعيا في ذات السياق إلى تكريمهم عرفانا لما قدموه خدمة للوطن وتجسيدا لرسالة المنظمة. أحيت أمس، الأمانة العامة للمنظمة الوطنية للمجاهدين بالمتحف الوطني للمجاهد بالعاصمة ندوة تاريخية بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لوفاة المجاهد الراحل والأمين العام السابق للمنظمة يوسف يعلاوي، وذلك بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو ومجموعة من رفقاء الراحل إبان الثورة التحريرية وبعدها. وشكلت هذا الندوة وقفة للذكرى والتذكر والتعريف ببطولات هذا المجاهد الذي ناضل بالقلم والسلاح من أجل تحرير الوطن من المستعمر وتوعية الجماهير ونشر العلم والمعرفة إبان الثورة التحريرية المجيدة. وفي تدخله بالمناسبة ذكر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين بخصال هذا المناضل والمجاهد الذي شارك في المسيرة الوطنية للكفاح، ومساهمته في بناء هذا الوطن من خلال توليه لعدة مناصب ومسؤوليات على مختلف المستويات، بما في ذلك عضويته في المجلس التأسيسي منذ سنة 1962 إلى غاية ,1965 بالإضافة إلى توليه منصب محافظ وطني لحزب جبهة التحرير الوطني بولاية تيزي وزو سنة ,1966 وغيرها من المسؤوليات الهامة كتوليه منصب أمين وطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين لثلاث عهدات. وأشاد عبادو بالتضحيات الجسام التي قدمها المجاهد الراحل في سبيل أن تحيى الجزائر حرة مستقلة، مضيفا أنه التحق بالثورة في سن مبكرة لما يملكه من تكوين علمي وثقافي وديني وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تفاعله مع الحركة الوطنية وعمله على مكافحة الجهل من خلال عمله كمدرس في المدارس الخاصة لجمعية العلماء المسلمين والتي كان ينشر عن طريقها العلم والمعرفة والوعي في أوساط الناشئة. وأوضح الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن المجاهد يعلاوي لعب دورا كبيرا لدى التحاقه بالأوراس سنة 1955 في تجنيد الجماهير وتعبئتها لمواجهة وحشية المستدمر، مضيفا أنه كان مفعما بحب الوطن ويملك إيمانا قويا بتحريره، حيث عين ضابطا ساميا على المنطقة الأولى نيابة عن الرائد احميمي، ليواصل مشواره النضالي إلى أن نالت الجزائر استقلالها. وبهذه المناسبة أكد عبادو على ضرورة استذكار مناقب المجاهدين الذين تحملوا مسؤولية الأمانة العامة للمنظمة الوطنية للمجاهدين منذ 1962 إلى يومنا هذا، مضيفا أنها شخصيات أدت دورها على أكمل وجه واستطاعت أن تحافظ على مكانتها ضمن المسيرة العامة للبلاد، مشيرا في ذات السياق إلى أهمية تنظيم ندوات تاريخية من هذا النوع في المستقبل لإبراز مناقبهم من جهة والدور الذي لعبته المنظمة في خدمة البلاد والمجاهدين وذوي الحقوق من جهة أخرى، داعيا إلى إرساء تقاليد تكريم هؤلاء المناضلين عرفانا لما قدموه خدمة للوطن وتجسيدا لرسالة المنظمة. واستمع المشاركون في هذه الندوة إلى شهادات حية لرفقاء هذا المجاهد الذي يعتبر فخرا للوطن ورمزا للرجال الذين سجلوا صفحات من التحدي والصمود، كونه ساهم في عدة عمليات عسكرية استهدفت مواقع إستراتيجية للمستعمر، كما توقف المتدخلون عند عدة محطات ومراحل عاشها الراحل، أهمها تلك التي أصلح فيها بين المنشقين بأوراس النمامشة، وكذا مسيرته على رأس الأمانة العامة للمنظمة الوطنية للمجاهدين .