تدعى »وردية« في العقد الأربعين، هي مشعوذة خطيرة و»متنقّلة«، حيث تقصد بيوت زبائنها الذين تختارهم بإحكام عن طريق الوساطة، فيما علمنا أنّها تقطن بأحد البيوت القصديرية بمنطقة الرويبة، تعتمد في سحرها »الأسود« على »البراز«، أكرمكم الله، وتأمر الزبون برمي آيات القرآن الكريم في دورات المياه، تكفيها خصلة من شعر إحداهنّ لتحوّلها إلى صلعاء، وبراز ساخن ليكره الرّجل كلّ النّساء إلاّ زبونتها..والبقيّة ننقله لكم بأمانة كما عشناه خطوة بخطوة. عن طريق الوسيطة، التقيت بالمشعوذة »ورديّة« في العقد الأربعين من عمرها في مكان حدّدته مسبقا، لكونها لا تستقبل الزّبائن في بيتها وإنّما تنتقل إليهم بنفسها، تظاهرت بالمرض وبأنّني زرت عديد الأطبّاء غير أنّهم لم يفلحوا في علاجي، أخبرتها بأنّني أحمل »حجابا به آيات قرانية« منحه لي أحد الرّقاة، فطلبت منّي في البداية أن أقوم برميه في دورة المياه مع شرط عدم ذكر اسم الله عز وجل، قائلة »هو يحوي القرآن، وعلاجك لا يحتاج للقرآن«، اضطررت حينها إلى رمي ورقة بيضاء حتى لا تكتشف المشعوذة أمري. خصلة من شعر المرأة لجعلها صلعاء طلبت منّي اسمي واسم والدتي، منحتني »الكارطة« وطلبت منّي لفّها سبع مرّات حول قلبي، ثمّ حاولت استمالتي إليها بقولها » إن نجمك يا فلانة شباب«، قامت بتوزيعها بطريقة أفقية، بمعدّل خمس »كارطات« في كلّ صف، ثم تضع صفا آخر تحتهما حتى نهاية الكارطة، ثمّ بدأت تتمتم بكلمات لم أتمكّن من فهمها، لتخبرني بأن مصابي عبارة عن سحر قديم، نصفه وضع لي في عتبة البيت ونصفه الآخر وضع لي في مشروب، ولمّا سألتها عن الفاعل أخبرتني بأنّه من فعل صديقة لي فعلت ذلك بدافع الغيرة. زاد فضولي في معرفة خبايا عالم السّحر، فتظاهرت بالحسرة على الغيرة التي دفعت صديقتي بسحري انتقاما منّي، ففتحت بذلك شهيّة المشعوذة في جني المزيد من الأموال، حيث طلبت منّي إحضار خصلة من شعر صديقتي، لتقرأ عليها قبل أن أضعها في براز، أكرمكم الله، شريطة أن يكون ساخنا، وبذلك » لا يمرّ اليوم حتى ينسلّ شعرها«. براز ساخن للظّفر بمحبّة الرّجل »مزايا« المشعوذة لم تتوقّف عند هذا الحدّ، بل »أكرمتني«، بسؤالها عمّا إذا كنت أرغب في مساعدتها لي في الاحتفاظ بزوجي، تظاهرت بالموافقة على الفور، ولكم القرّاء الكرام أن تقفوا على ما طلبت منّي المشعوذة إحضاره لتحقّق ذلك، هي وصفة أقلّ ما يقال عنها أنّها شرك في أبشع صوره، طالبتني بإحضار بعض براز ساخن، أكرمكم الله، لأضع نقطة منه في القهوة أو أيّ شيء يشرب، قبل أن أقدّمها لزوجي صباحا ليرتشفها على الرّيق، وبذلك فإنّه »يكره كلّ النّساء إلاّ أنت« وتصبح »جميع النساء في دفّة وأنت لوحدك في دفّة، في قلبه« تضيف المشعوذة. آثار الجماع، صورة وثوب أسود للاحتفاظ بالزّوج أخبرت »القزّانة« بأنّ زوجي من النّوع الذي يتحسّس الذّوق ولا يرغب سوى في تناول القهوة التي يعدّها بنفسه، رغبة في أن تأتيني بوصفة أخرى، أخبرتني أنّه ثمّة وصفة ولكنّها جدّ مكلّفة، رغبة منها في تنمية رصيدها، تتمثّل في مدّها بصورة لزوجي على أن تقوم بالقراءة عليها ثمّ أضعها في ثوب أسود أعقده عليها، وبذلك أكون قد وضعت زوجي تحت سيطرة الجنّ، حسبها، فأسيطر عليه كيفما أشاء، »تخلّيه كاللّعبة بين يدّيك، تحركيها كيما تحبّي«. وصفة تظاهرت مرّة أخرى بعدم قدرتي على جلب مقاديرها بحجّة أنّ زوجي لا يملك حاليا صورا، لأنّنا رحلنا حديثا وقد تركناها في بيت والدته، ويتعذّر عليّ إحضارها، وفيما أبديت انزعاجا ممّا يحدث لي قائلة »أعرف بأنّ الحظ دائما ضدّي«، حاولت المشعوذة التّقليل من روعي طالبة منّي إحضار »خرقة تحوي آثار الجماع«، شمعة ومقلاة، حزمة نعناع وزيت عادي إذا كانت بشرة زوجي بيضاء وزيت الزّيتون إذا كانت بشرته سمراء. عمّا عن طريقة استعمالها فقد أخبرتني بأنّ الخلطة توضع فوق المقلاة على أن أسدل شعري فوقها وأذكر اسم زوجي عليها ثمّ أقوم بإشعال البخور في الدّورة السّابعة، وقبل أن ينطفئ يعود زوجي محمّلا بالهدايا، وصفة وعدتها بإحضار مقاديرها في المرّة القادمة. 8000 دج وتقديم قربان للجن شرط الشّفاء الشوّافة أخبرتني أنّ شفائي التّام يتحقّق، شريطة منحها مبلغ 8000 دج، وتقديم قربان للجن، أو »أسيادها« كما قالت، كمكافأة لهم على علاجي، وذلك بذبح »سردوكين« سوداوي اللّون، ثمّ رميهما في مكان معزول خفية عن أعين النّاس، لأنّه إذا حدث ووقعت أنظارهم عليها، فإنّ مفعول الدّواء سيبطل، كما اشترطت عليّ عدم لمس الماء لمدّة أربعين يوما. طلبت من المشعوذة منحي رقم هاتفها حتّى أتمكّن من الاتّصال بها بعد تحضير المقادير التي طلبت منّي إحضارها، غير أنّ اتّصالي بها أكّد لي بأنّها منحتني رقما ليس في الخدمة، ولكم بتفسير ذلك، ولنا غير القول مصداقا لقوله تعالى» إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى«.