في ختام زيارته لمؤسسات تابعة لقطاعه،وزير الاتصال،محمد لعقاب،من وهران: انهينا إعداد مشروع صندوق دعم الصحافة وسنعرضه على رئيس الجمهورية    قالت تحسبا للانتخابات الرئاسية المقرر يوم 7 سبتمبر المقبل: حركة البناء الوطني تنظم ندوة خصصت لشرح خطتها الإعلامية    خلال إشرافه على افتتاح ندوة ولائية للأئمة بتمنراست،يوسف بلمهدي: التوجه للبعد الإفريقي عبر الدبلوماسية الدينية أمرا في غاية الأهمية    نشاط "سيدار" لن يتأثّر بحادث وحدة تحضير المواد والتّلبيد    احتضنته جامعة محمد الصديق بن يحي بجيجل: ملتقى وطني حول دور الرقمنة في مكافحة الفساد والوقاية منه    عطاف يجري محادثات مع الأمين العام للأمم المتّحدة بنيويورك    الجزائر تنجح في تحقيق تأييد دولي "ساحق" لأم القضايا    الجزائر تقدّم 15 مليون دولار لصالح الأونروا    فوكة في تيبازة: افتتاح مركز تحضير النخب الوطنية بمعايير عالمية    اصطياف 2024..فرصة إبراز وجهة الجزائر السّياحية    خلق أزيد من 3000 منصب عمل دائم في المرحلة الأولى من العملية: تسليم قرارات تغيير النشاط وتعديل الشكل القانوني لفائدة المستثمرين بقسنطينة    إيران وسياسة الدفاع الإقليمي في الشرق الأوسط    عميد جامع الجزائر يستقبل المصمّم    أتلانتا يقصي ليفربول من الدوري الأوروبي    هلاك 5 أشخاص وإصابة 175 آخر بجروح    رقمنة السّكن الاجتماعي.. وإطلاق "عدل 3" قريبا    اتّساع حظيرة المركبات يفرض استعمال تقنية الخرسانة الإسمنتية    ارتفاع جنوني في أسعار الخضر بعد رمضان    وزارة الثقافة تقدّم ملف الزّليج لدى اليونيسكو    36 مؤسسة إعلامية أجنبية ممثّلة في الجزائر    لا بديل عن رفع مستوى التّكفّل بمرضى القلب والشّرايين    نعمل على تقليل ساعات انتظار الحجاج بالمطارات ال 12 المبرمجة    حزب التجمع الجزائري يعقد اجتماعا لمكتبه الوطني تحضيرا للانتخابات الرئاسية    الأندية الجزائرية..للتّألّق وتحقيق أفضل نتيجة    حفل افتتاح بهيج بألوان سطع بريقها بوهران    الإدارة تقرّر الإبقاء على المدرّب دي روسي    "الهولوغرام" في افتتاح مهرجان تقطير الزهر والورد بقسنطينة    في إطار دعم الاستثمار: ترحيل استثنائي لعائلين بأولاد رحمون بقسنطينة لتوسعة مصنع    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم ملتقى حول التنمية البيئية    فايد يشارك في أشغال الاجتماعات الرّبيعيّة ل "الأفامي"    ألعاب القوى/مونديال-2024 / 20 كلم مشي: الجزائر حاضرة بستة رياضيين في موعد أنطاليا (تركيا)    ادعاءات المغرب حول الصحراء الغربية لن تغير من طبيعة القضية بأنها قضية تصفية استعمار    العاصمة.. تهيئة شاملة للشواطئ وللحظيرة الفندقية    هؤلاء سيستفيدون من بطاقة الشّفاء الافتراضية    حصيلة شهداء غزة تتجاوز 34 ألف ومناشدات لتوثيق المفقودين    بجاية: مولوجي تشرف على إطلاق شهر التراث    المهرجان الثقافي الوطني لأهليل: أكثر من 25 فرقة تشارك في الطبعة ال 16 بتيميمون    "صديق الشمس والقمر " تفتكّ جائزة أحسن نصّ درامي    الملتقى الدولي "عبد الكريم دالي " الخميس المقبل..    المجمّع الجزائري للّغة العربية يحيي يوم العلم    وهران.. تعزيز روح المبادرة لدى طلبة العلوم الإنسانية    قطاع المجاهدين "حريص على استكمال تحيين مختلف نصوصه القانونية والتنظيمية"    باتنة.. إعطاء إشارة تصدير شحنة من الألياف الإصطناعية إنطلاقا من الولاية المنتدبة بريكة    انخفاض عبور سفن الحاويات في البحر الأحمر بأكثر من 50 بالمئة خلال الثلاثي الأول من 2024    ليفربول يرفض انتقال المصري محمد صلاح للبطولة السعودية    بلعريبي يتفقد مشروع إنجاز المقر الجديد لوزارة السكن    فلسطين: 50 ألف مصلي يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك    الإذاعة الجزائرية تشارك في أشغال الدورة ال30 للجمعية العامة ل"الكوبيام" في نابولي    تصفيات مونديال أقل من 17 سنة/إناث: المنتخب الوطني ينهي تربصه التحضيري بفوز ثانٍ أمام كبريات الجزائر الوسطى    تجارة: زيتوني يترأس إجتماعا لتعزيز صادرات الأجهزة الكهرومنزلية    هيومن رايتس ووتش: جيش الإحتلال الصهيوني شارك في هجمات المستوطنين في الضفة الغربية    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرضى السرطان يعانون غياب التأمين الاجتماعي ونقص مراكز العلاج
دعت إلى تبني إستراتيجية وطنية للتكفل بهم، جمعيات تكشف:
نشر في صوت الأحرار يوم 27 - 10 - 2014

عدّد رؤساء جمعيات خيرية تعنى بالتكفّل بمرضى السّرطان مشاكل لا حصر لها يتخبّط تحت ثقلها المصابون بالدّاء وعددهم 40 ألف حالة جديدة سنويّا، منها غياب »سياسة وقائية ومخطّط وطني لمكافحة السرطان«، ورفض مستشفيات العاصمة التكفّل بمرضى قدموا من ولايات أخرى،إلى جانب عدم استفادة مرضى السرطان من التكفّل التّام من حيث تعويض تنقلاتهم للعلاج والعمليات على غرار المصابين ببقية الأمراض المزمنة.
أكّدت حميدة كتّاب، رئيسة جمعية الأمل لمكافحة السّرطان تسجيل 40 ألف إصابة بالدّاء سنويا في الجزائر »المعلن عنها فقط«، مشيرة إلى أنّه من ضمن 28 ألف مريض بالسرطان ينتظر دوره للعلاج سنويا، 8 آلاف مصاب فقط يستفيدون من العلاج، وأعابت المتحدّثة غياب »سياسة وقائية ومخطّط وطني لمكافحة السرطان«، مشيرة إلى فتح مركزين فقط للتكفّل بداء السرطان أحدهما يعمل جزئيا بولاية باتنة من بين 19 مركزا وعدت الجهات الوصية فتحا منذ 5 سنوات، وأنه من ضمن 57 جهاز خاص بالعلاج الإشعاعي تعهّدت ذات الجهات بتوفيرها تمّ ضمان تشغيل ثلاثة فقط.
حميدة كتّاب تطرّقت خلال حديثها ل»صوت الأحرار« إلى ما أسمته »تفرقة جغرافية غير منطقية« في إشارة إلى رفض مركز بيار وماري كوري وهو مركز مرجعي وطني التكفّل بمرضى قدموا من ولايات أخرى عدا العاصمة، حيث يشترط على المصاب تقديم نسخة عن بطاقة التعريف لمعرفة مكان إقامته، يحدث ذلك، حسب المتحدّثة »رغم أنّه من حق المريض الجزائري تلقي العلاج أينما تسنّى له ذلك عبر التراب الوطني«، لتعرج بالحديث عن العطب الذي أصاب أجهزة »سكانير« بعديد المستشفيات، امتد لسنوات دون أن يتمّ تصليحه، بينما »يطلب من المرضى إجراء الأشعّة بمراكز خاصة وبأسعار مرتفعة وغير معوّضة«.
في ذات السياق أكّدت تسجيل»نقائص بالجملة« في مجال التكفّل بمرضى السرطان، منها أزمات انقطاع الأدوية التي تتكرّر كلّ مرّة، ما تسبّب في تأخّر العلاج أو توقيفه ليصبح عديم الفعالية، وبذلك تعريض مريض السرطان ل»الانتكاس«، ناهيك عن عدم استفادة مرضى السرطان من التكفّل التّام من حيث تعويض تنقلاتهم للعلاج والعمليات على غرار المصابين ببقية الأمراض المزمنة.
تومي عبد الرحمان، جمعية »الغيث« بأدرار
مرضى رقّان »حرّاقة« إلى مستشفيات العاصمة
من جهته طالب تومي عبد الرحمان، رئيس جمعية »الغيث« لمساعدة مرضى السرطان برقّان بولاية أدرار، السلطات الوصية التفاتة عاجلة لمرضى السرطان بمنطقة كانت معقلا للتفجيرات النووية الفرنسية، بينما تحوي مستشفى وحيد يفتقر لمصلحة طبّ الأورام وعديد الوسائل والإمكانيات، على غرار غياب أجهزة »ليارام والسكانير والماموغرافي«.
تومي عدّد خلال حديثه ل»صوت الأحرار« صعوبة إجراء مرضى السّرطان منطقة رقّان للكشف المبكّر للدّاء، نظرا لاضطرارهم التنقّل آلاف الكيلومترات والتوزّع عبر مستشفيات ولايات بعيدة للخضوع لذلك، فيما يستثنون، حسبه، من العلاج بمركز بيار وماري كوري بالعاصمة، بحكم إقامتهم خارج ولاية الجزائر، فيوجّهون إلى مستشفيات ولايات الجنوب التي تفتقد لأدنى الوسائل وحتى المختصّين، ومنهم من يصبح »حرّاقة« بمستشفيات العاصمة.
في ذات السياق تطرّق رئيس جمعية الغيث إلى مشكل غلاء تكاليف تنقّل المرضى للعلاج خارج المنطقة، حيث ينزع جزء من عضوه المصاب ويطلب منه أخذخ للتحليل بمستشفى وهران، وفي الغالب لا يعود إلى المنطقة إلا محمّلا على الأكتاف حيث يباغته الموت نتيجة تطوّر المرض واستفحاله جرّاء طول المسافة والمواعيد الطبيّة، كما طالب المتحدّث بأن يشمل المخطّط الوطني لمكافحة السرطان المزمع تطبيقه ابتداءا من شهر جانفي المقبل منطقة رقّان التي تضمّ نسبة مرضى السرطان بسبعة أضعاف عما هي في الولايات البعيدة عن التفجيرات.
فقيرة بارودي »جمعية الأمل في الحياة« بسيدي بلعباس
تعويض الدوّاء وانقطاعات العلاج أصعب ما يواجه مرضى السّرطان
تطرّق فقيرة بارودي الأمين العام لجمعية »الأمل في الحياة« بسيدي بلعباس، إلى مشكل عدم تعويض حصص العلاج الإشعاعي الذي يجرى اليوم بالعيادات الخاصة على مستوى الضمان الاجتماعي شأنها شأن الأعضاء الاصطناعية للمصابات بسرطان الثدي وكذا الأدوية المضادة للآلام، كما أعاب المتحدّث حرمان زوجة التّاجر المصابة بالسّرطان من تعويض الأدوية على مستوى الضّمان الاجتماعي في حال عدم تسديده مستحقّات الضّرائب المترتّبة عليه.
»فقيرة بارودي« كشف تسجيل 1680 مصاب بقوائم جمعيته، يتصدّرهم نساء مصابات بسرطان الثّدي، منهنّ شابات في مقتبل العمر، يعانون بالدّرجة الأولى من افتقار مستشفيات الولاية لأطبّاء مختصّين في الأشعّة، وكذا مصلحة إجراء العلاج بالأشعّة، حيث يضطرّ المرضى إلى التوجّه نحو مستشفيات ولايات مغنيّة وهران أو ورقلة للعلاج، حيث »يقضون 1200 كم للإستفادة من العلاج بالأشعّة« أو التوجّه للعلاج عند الخواص بمبالغ »خيالية تصل إلى 40 مليون سنتيم غير معوّضة على مستوى الضمان الاجتماعي«.
*********
وضعن اليد في اليد وساندن المريضات على طريقتهنّ
جزائريات ضدّ سرطان الثّدي
¯ بلغ عددهنّ أكثر من 800 مشاركة في السّباق الذي نظّمته جمعية الأمل لمكافحة السّرطان بمركّب محمّد بوضياف، شكّلن حشدا نسويا بل »هبّة ورديّة« عكست تضامن الجزائريات فيما بينهنّ وإرادة قويّة في ايصال أنين أخواتهنّ المصابات بسرطان الثّدي إلى أعلى مستوى، وضعن اليد في اليد وصرخن بأعلى أصواتهنّ » وان تو ثري فيفا لالجيري..جميعنا ضدّ سرطان الثّدي« وأمل واحد يحذوهنّ يتمثّل في التّغيير من واقع مجحف ومعاناة مستمرّة للمصابات. »صوت الأحرار« كانت حاضرة، نهاية الأسبوع الفارط، بمركّب محمّد بوضياف، حيث شاركت ضمن أكثر من 800 امرأة في »الماراطون« الذي نظّمته جمعية الأمل لمكافحة السّرطان في طبعته الثانية بمركّب محمد بوضياف، حيث اكتست يومها ساحته اللّون الوردي وذلك في إطار الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي التي سميت هذه السنة »أكتوبر الوردي« وتمتدّ طوال الشهر الجاري، فرصة مكّنتنا من الاقتراب من بعض المشاركات واستطلاع أسباب تواجدهنّ بعين المكان.
»شعبان أمينة« 48 سنة: بطلة رياضية ومحقّقة شرطة سابقا
»الكشف المبكّر أفضل علاج «
تعوّدت على المشاركة في مثل هذه السباقات تضامنا مع المرضى، وأنصح المصابات بسرطان الثّدي بممارسة الرياضة والمشي اليومي كونها أفضل علاج لعديد الأمراض، مع الحرص على الكشف المبكّر الذي يخفّف من الإصابة يقلّل من أعداد الوفيات ويحول دون تطوّر المرض، وقد أثبتت عديد الحالات أنّ الشّفاء من الدّاء الخبيث بات ممكنا 100 بالمائة، كما أنّه يمكن للمرأة أن تعيش حياة طبيعية بعد العلاج من السّرطان.
»منال براهيمي« 18 سنة: وصيفة ملكة الجمال
»وضع اليد في اليد قد يحدث التغيير«
فقدت عمّتي، مؤخّرا، بعد إصابتها بسرطان الثّدي وعمرها 42 سنة، تركت وراءها أربعة أطفال وفراغا رهيبا في أوساطنا، حيث نفتقدها كثيرا، الأمر الذي جعلني اشارك في السّباق لتحسيس النّساء خاصّة من تجاوزن 40 سنة، وتوعيتهنّ بضرورة إجراء الكشف المبكّر لتفادي مضاعفات الدّاء، مشاركتي اليوم في السباق تترجم إيماني بأنّ وضع اليد في اليد من شأنه أن يحدث تغييرا في واقع المصابات وأتمنّى أن يصل صوتنا إلى أعلى مستوى ويجلب اهتماما أكثر بفئة تئنّ في صمت رهيب، تبقى بحاجة إلى المزيد من الرعاية والمساندة المعنوية والماديّة.
»غزايلي جوهر« 39 سنة: مسؤولة مبيعات بشركة
جميعنا معنيون بالتحسيس والكشف
مشاركتي في السباق جاءت بصراحة لأجل أمّي، هذه الأخيرة توفّيت منذ 12 سنة بعد معاناة مع الاصابة بالسرطان امتدّت طيلة 11 سنة، ومشاركتي اليوم في هذه الوقفة التضامنية تلبية لحتمية نشر الوعي وتحسيس قريناتي بخطورة سرطان الثدي وحثّهنّ على ضرورة الكشف المبكّر عنه، ولا يخفى علينا أنّه حتى الشريحة الرجالية معنية بسرطان الثدي، طالما أنّ 1 بالمائة من مرضى سرطان الثدي هم من الذكور..إذن فجميعنا معنيون، كما أنّه لا أحد منّا في منأى عن الخطر سواء في نفسه أو اهله أو محيطه ولذلك فالحذر مطلوب ودينار وقاية خير من قنطار علاج.
*******
البروفيسور أحمد بن ديب المشرف على مخطّط مكافحة السرطان ل»صوت الأحرار«
نجاح عملية الكشف المبكّر مرهون بتوفير الامكانيات والاستثمار في العامل البشري
كشف البروفيسور أحمد بن ديب، رئيس مصلحة أمراض الثّدي بمركز بيار وماري كوري خلال حديثه ل»صوت الأحرار« أنّ تطبيق المخطّط الوطني لمكافحة السّرطان المزمع انطلاقه شهر جانفي المقبل والذي سيشرف عليه رفقة فريق طبّي سيشمل في مرحلته الأولى 20 ولاية بالجنوب مرجعا السبب إلى »نقص الإمكانيات«.
البرنامج سيطبّق حسب البروفيسور بالولايات التي تحوز الامكانيات اللازمة لتطبيقه، وبالمقابل دعا إلى تعميم تجربة المستشفى المتنقّل الذي كلّلت تجربته بالنّجاح بعد تطبيقه بولاية بسكرة كنموذجا، أين تمّ اكتشاف 39 إصابة بسرطان الثّدي من بين 3 آلاف امرأة أخضعت للكشف، كما أعاب نقص مراكز مكافحة السّرطان بعديد الولايات في وقت يحسّس الجميع بضرورة الكشف المبكّر.
في ذات السياق تحدّث البروفيسور عن اكتشاف 6 حالات إصابة بالدّاء وسط 812 موظّفة بمؤسسة »اتّصالات الجزائر« مشيرا بذلك إلى أهمية الكشف المبكّر حيث تصل نسبة الشّفاء إلى 100 بالمائة من جهة ويكون العلاج غير مكلّف من جهة أخرى، حيث يتمّ استئصال الورم فقط دون الثّدي،
وفيما دعا البروفيسور أحمد بن ديب الجهات الوصية إلى ضرورة توفير مراكز متنقلة مزودة بمختصين وأجهزة الكشف عن المرض، خاصّة وأنّها »جدّ مكلّفة، يصل سعر الواحد منها إلى 21 مليار سنتيم«، أكّد أنّ نجاح المخطّط الوطني لمكافحة السرطان مرهون بتوفير الامكانيات اللازمة إلى جانب الاستثمار في الجانب البشري من خلال »تدريب وتكوين أطبّاء مختصّين في مكافحة السرطان سيما العلاج الاشعاعي، الفيزيائيين المختصين في تركيب الآلات الطبية«.
*******
الدكتورة مريم بنومشيارة، مختصّة في أمراض الثّدي بمركز »بيار وماري كوري«
الكشف المبكّر يمكّن من الشّفاء بنسبة 99 بالمائة دون استئصال الثّدي
كشفت الدكتورة نصيرة بنو مشيارة، مختصّة في أمراض الثّدي بمركز »بيار وماري كوري« أنّ سرطان الثّدي أوّل سرطان يصيب المرأة في الجزائر، وبذلك يتصدّر أسباب وفيات النّساء، مرجعة السّبب إلى غياب التّحسيس بخطورته وخوف النّساء من إجراء »الماموغرافيا« وإرجائها إلى ما بعد تطوّر الدّاء.
أكّدت الدّكتورة مريم بنومشيارة، مختصّة في أمراض الثّدي بمركز »بيار وماري كوري« خلال حديثها ل»صوت الأحرار« أنّ »أغلب النّساء يتقدّمن نحو مصلحة أمراض الثّدي في حالات إصابة متقدّمة« وأرجعت السّبب لنقص حملات التّوعية وكذا خوف الكثيرات من نتائج إجراء »الماموغرافيا«، على الرّغم من فارق مدّة يصل إلى 8 سنوات بين بداية الإصابة وظهورها على مستوى الثّدي.
بنو مشيارة كشفت أنّ نسبة الشّفاء تبلغ 99 بالمائة في حال الكشف المبكّر عن سرطان الثّدي، بحيث يتمّ نزع الورم دون اللّجوء إلى استئصال الثّدي، وبلغة الأرقام أكّدت المختصّة في أمراض الثّدي تسجيل 11 إصابة جديدة بسرطان الثّدي سنويا في الجزائر، مضيفة أنّ 50 بالمائة منهنّ يتوفّون سنويا بما يعادل 35 ألف امرأة، ويعني إصابة 3500 طفل على الأقلّ باليتم، أرقام كان بالإمكان، حسبها، الحدّ منها لو أنّ النّساء خضعن للكشف المبكّر قبل تطوّر المرض.
*******
أصيبت بصدمة ثانية بعد »صاعقة« المرض
»فلّة«..هذه قصّة إصابتي بسرطان المعدة وطلاقي
يتعرّض ثلث النّساء المصابات بالسرطان إلى الطّلاق سنويا، حسب تقديرات أهل الاختصاص، وتعدّ السيّدة »فلّة.ب« واحدة منهنّ، جاءتها ورقة الطّلاق وهي تخضع للعلاج الكيميائي بالمستشفى، جلسنا إليها فروت لنا مصابها بنفس قويّة وشجاعة لا مثيل لها ولسانها يردّد »إن كان الطلاق بيد زوجي فالحياة والموت بيد الله ولا رادّ لقضائه«.
عددهنّ 4000 مصابة بالسّرطان بالجزائر، ولكن ثلثهنّ يتعرّضن إلى الطّلاق خاصّة التعسّفي منه، على يد أزواج ما فتئوا يطالبن به بمجرّد اكتشاف إصابة زوجاتهنّ بالدّاء، الأمر الذي يحيل الضحيات إلى الكآبة وحالة نفسية متوتّرة، ولكن ما لاحظناه ونحن نجلس إلى السيّدة »فلّة.ب« 36 سنة، جعلنا نغيّر ما تعارفنا عليه وهي تمنحنا عبرا في الصّبر على الظّلم في أبشع صوره ومقاومة المرض في أعلى درجاته والرّضا بقضاء الله أوّلا وأخيرا.
شجاعة كبيرة تملّكتها، جعلت السيدة »فلّة.ب« التي كانت برفقة ابنتها ووليدها، تتحدّث ل»صوت الأحرار« عن مصابها بكلّ عفوية، ولسانها يردّد »الأجل بيد الله، السرطان لا يقتل وإنما يموت الإنسان لبلوغ أجله«، هي التي خلقت مشاعر من الأمل وغذّتها بإيمان قويّ وثقة بالغة بأنّ الله إن ابتلى عبده فلأنّه يحبّه، الأمر الذي ساعدها على اجتياز مراحل المرض.
عمرها 35 سنة، أبت إلا أن تبقى صامدة مكافحة لمرض السرطان الذي أصابها على مستوى المعدة منذ عام، حيث أخبرتنا أنّ »صاعقة« إخبارها من طرف الطبيبة التي أرجأت تشخيص حالة الآلام التي كانت تلازمها على مستوى بطنها إلى ما بعد إجراء التحاليل اللازمة، بأنّ النتائج دلّت على إصابتها بالسرطان، حينها تملّكتني شجاعة قوية، تقول فلّة، بينما انهارت ابنتي الصغيرة بالبكاء أمام الطبيبة وأخذت تصرخ »ماما ماتخلينيش وحدي«..»وكلّ همّي حينها كان معرفة درجة الإصابة«.
بتاريخ 4 سبتمبر 2013 أخبرتني الطبيبة بمستشفى »الفابور« بالبليدة أنّ السرطان يسري في معدتي في الدرجة الرّابعة، وبصدد الوصول إلى الدّرجة النهائية، ونظرا لخطورة الإصابة تمّ استدعائي في نفس يوم ظهور النتائج بمعهد باستور، فقلت حينها »الأجل اللي يقتل وليس السرطان«، فقد منحني الله قوّة وصبرا لا مثيل لهما وواجهت النّتيجة والموقف بإيمان كبير بقضاء الله وقدره الذي لا رادّ له.
عن ردّة فعل زوجها أخبرتنا فلّة أنّها عندما أخبرته لم يتعاطف معها ولم يرافقها إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية مستعجلة، لتضيف أنّ سلوكه اتّجاهها ضاعف من معاناتها، »حيث تغيّر زوجي نحو الأسوأ وأضحى تصرّفه معي عنيفا«، والأمرّ تضيف محدّثتنا » لم أكن أتوقّع بتاتا أن تصلني ورقة الطّلاق قبل إنهائي العلاج في المستشفى«.
فلّة أخبرتنا أنّها تعرّضت للطلاق في أوجّ لحظة كان يفترض فيها أن يقف زوجها الذي ارتبطت به عن حبّ إلى جانبها أو على الأقلّ أن يواسي أبناءهما في مصاب والدتهما«، ولكن لا شيء من هذا حدث، حيث عزم الزوج على تطليقها والارتباط بأخرى، حسب روايتها، ليكون سؤال الابن الذي وجّهه لها وقع أكبر عليها وهو يستفسرها »ماما بابا وعلاه طلّقنا؟« في إشارة إلى تخلّيه عنهم جميعا وليس مجرّد تطليق والدتهما.
»أس أم أس« بعثه لي زوجي، تواصل فلّة سرد معاناتها، جاء فيه » المرضى كامل ماتو بقيتي غير انتي« حزّ في نفسي كثيرا، ولا أستطيع التّعبير عمّا فعله في نفسي على يد زوج كان نعم الرّفيق قبل إصابتي بالسرطان، ليتحوّل بين ليلة وضحاها إلى جارح لمشاعري ومعنّف لنفسيتي.
هي أيّام عصيبة أمضيتها، تقول فلّة، رفقة ابنيّ سقط شعري وحاجبيّ وبتّ آكل ب»الباي«، ويوم دخلت قاعة العمليات ذرفت دموعا محرقة على ما لحق بي، ليكون جوابي إزاء الحيرة التي ارتسمت على محيّا الطبيب الجرّاح حول إصابتي بداء يفترض أن يصيب الأشخاص فوق 55 سنة، كان جوابي »قدّر الله وما شاء فعل، والحمد لله على ما أعطى وأنا راضية بقضائه وقدره«.
يجب أن أظهر الفرحة بل ويجب أن أنهض وأحيا وأعيش فقط لأجل ابنتي وإبني، حتى لا يريا دمعة في عينيّ أن أخرج وأستمتع بحياتي عاديّا لأجلهما، وأنصح المصابات بالدّاء قائلة » لازم تكافحن، فهناك عظمة في الدّنيا لا يمكن قهرها، هيّ قوّة الخالق« وما الرجل الذي طلّقني، تقول، سوى مخلوق، و»اللي يشدّ في ربي عمرو ما يطيح
*******
رزّيق ربيحة، أستاذة علوم طبيعية تفتح قلبها ل»صوت الأحرار«
مساندة أسرتي ساعدني في مقاومة المرض
أكّدت رزّيق ربيحة، أستاذة العلوم الطّبيعية في حديث خصّت به »صوت الأحرار« أنّ المرأة المصابة بالسّرطان تبقى بحاجة ماسّة إلى من يقف إلى جانبها ويساعدها على تقبّل المرض ومقاومته، وهو ما عايشته ونتائج »الماموغرافي« تؤكّد إصابتها بسرطان الثّدي، خاضت إثرها رحلة »عرّفتها على القريب من البعيد« ننقلها كما جاءت على لسانها.
»رزّيق ربيحة« أمّ لثلاثة أطفال، حرصت على نقل تجربتها الشّخصية مع مكافحة السّرطان، لتبقى كما قالت »عبرة لجميع النّساء« وهي تتحدّث ل»صوت الأحرار« عن يوم أكّدت نتائج أشعّة »الماموغرافي« إصابتها بسرطان الثّدي، فيما كانت تظهر من قبل نتائج سلبية، يومها تملّكتني شجاعة قويّة لإيماني بأنّ الله إن أحبّ عبده ابتلاه.
خضعت ربيحة إلى عملية جراحية دقيقة لاستئصال الورم في بدايته، فكنت، تقول، أذهب لتدريس تلاميذي العلوم الطبيعية ثمّ أتوجّه إلى المستشفى للخضوع إلى العلاج الكيميائي بشكل عادي، شجاعة جعلت الأستاذة تتغلّب على المرض وتقاومه، عوض الاستسلام له والبقاء طريحة الفراش، أكّدت أنّها استمدّتها من وقوف أسرتها الكبيرة والصّغيرة إلى جانبها، يتقدّمهم زوجها الذي أكّدت أنّه كان »نعم الرّفيق والمساند« إلى جانب بعض الأحباب والأصدقاء، فيما فضّل آخرون الابتعاد أو التّظاهر بعدم معرفتهم بمصابي و»هؤلاء أعذرهم لأنّ لديهم اطّلاعا محدودا عن مرض السّرطان وأظنّهم خالوه معديا«.
»السّرطان لا يقتل والموت بأجل مسمّى، فمن النّاس من كان سليما ولكنّه نام فتوفّي« تقول محدّثتنا، في إشارة إلى أنّ إصابتها بالسرطان لا تخيفها بتاتا، ولا تعني بالنّسبة إليها نقطة النّهاية، بل هي كما قالت »نقطة البداية في الصّبر والشّجاعة ومعرفة حقيقة من هم حولنا«، لتوجّه نداءا إلى المصابات بالسرطان بضرورة التسلّح بالإرادة والكفاح المستمرّ لمقاومة الدّاء والأهم الحرص على الكشف المبكّر لتفادي مضاعفات المرض.
*******
سواكري سليمة تنصح النّساء بممارسة الرياضة وتكشف:
المشي نصف ساعة يوميا يقي من الاصابة بسرطان الثّدي
أكّدت الرياضية سليمة سواكري، في حديثها ل»صوت الأحرار« أنّ ممارسة النّساء للرياضة بشكل منتظم يقي من الاصابة بشتّى الأمراض، مشيرة إلى أنّ نصف ساعة مشي يوميا تقي النّساء من الاصابة بسرطان الثّدي.
تطرّقت اللاعبة الدّولية سليمة سواكري إلى »دور ممارسة الرياضة في الحدّ من الاصابة بشتى الأمراض فيما تعدّ مكمّلة لعلاج المصابات«، وحرصت خلال لقائها ب»صوت الأحرار« على تقديم ثلاث رسائل لبنات حوّاء، قرأتها من خلال المشاركة القويّة للنّساء اللّواتي بلغ عددهنّ أكثر من 800 مشاركة في السّباق النّسوي الذي نظّمته، مؤخّرا، جمعية الأمل للتكفّل بمرضى السّرطان بمركّب محمد بوضياف، أولاها ضرورة ممارسة الرّياضة لأنّها تحمي من الاصابة بعدّة أمراض لا سيما سرطان الثّدي، مشيرة على أنّ المشي لنصف ساعة يوميا يقي النّساء من الاصابة بالدّاء، وثانيهما أنّ ذات السّباق الرياضي عكس تضامن الجزائريات فيما بينهنّ ووقوفهنّ إلى جانب بنات جنسهنّ المصابات ودعت ثالثا الجزائريات إلى الكشف المبكّر عن السّرطان لتفادي مضاعفاته، ذاك أنّ الوقاية تبقى خير من العلاج على حدّ قول اللاّعبة
*******.
دعت إلى استحداث مادّة تمنع الزوج من تطليق زوجته المريضة، بن براهم تؤكّد
يحقّ للمصابات بالسرطان اللاتي طلقهن أزواجهن طلب تعويض
¯دافعت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم في حديثها ل»صوت الأحرار« عن الحقوق »المهضومة« للنّساء المصابات بأمراض خطيرة تؤدّي قد إلى الموت، منها إقدام الزوج على تطليقها بمجرّد إصابتها، ممّا يعرّضها لألام نفسية واجتماعية حادّة، عوضا أن تحظى بمزيد من الرّعاية والاهتمام في مثل هذه الظّروف، وفي مثل هذه الحالة كشفت المحامية أنّ القانون يكفل للمصابة المطلّقة طلب تعويض عن الضّرر، خاصّة وأنّ الطلاق يحرم الكثيرات من التّأمين الصحّي وحتى من مسكن الزّوجية.
بن براهم التي قادت سنة 2010 هيئة دفاع تضمّ حوالي 700 محامي للدّفاع مجّانا في قضايا طلاق نساء مصابات بالسرطان، أكّدت خلال حديثها أنّ قضايا تطليق الأزواج لزوجاتهم المصابات بأمراض مزمنة وخاصّة سرطان الثّدي مطروح بالمحاكم بكثرة، ودعت القضاة إلى عدم تطبيق ذلك رأفة بالمصابة، ولتوفير حماية قانونية لها طالبت المحامية باستحداث مادّة قانونية جدية ضمن قانون الأسرة تمنع الزّوج من تطليق زوجته المصابة، خاصّة وأنّ ذات القانون والشّريعة الإسلامية منحاه حقّ تعدّد الزوجات في حالات محدّدة، وتطليق زوجته بما »أن الحياة الزوجية صارت مستحيلة«.
في ذات السياق تطرّقت بن براهم إلى الحقوق القانونية للمرأة المصابة بالسّرطان على غرار بقيّة المرضى، منها ضمان العلاج في القطاع العام، الحفاظ على كرامة المصاب إلى آخر لحظة من حياته، حمايته بما يتوافق ووضعه الصحّي، كما أنّ له الحق في استقباله والاستماع له على مستوى مختلف الإدارات والمصالح الاستشفائية، ناهيك عن حقّه في العلاج »وعليه أن يودع شكوى لدى المصالح المختصّة في حال عدم احترام هذا الحق على مستوى المصالح الطبيّة«. .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.