إعتلى الفنان الشعبي القدير شاعو عبد القادر ركح قاعة أقورا برياض الفتح ، وأحي السهرة الختامية للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي في طبعته العاشرة وكان نجم السهرة و في لقاءه مع » صوت الأحرار» تحدث شيخ الأغنية الشعبية عن برنامج جولاته الفنية وعلاقته بالمهرجان و ألبومه الجديد الذي سيصدر قريبا و رأيه في مستوى الأغنية الشعبية حاليا و ضرورة العناية بالأصوات الفائزة في المهرجان ومتابعة مسيرتها الفنية من أجل تطعيم الأغنية الشعبية بأصوات جديدة شابة قوية. تحيي السهرة الختامية للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي للمرة الثانية؟ أنا جد سعيد بلقائي ثانية جمهوري من العائلات التي تعج بها فضاء أقورا برياض الفتح و تقاسم الجميع لهذه الأجواء الحميمية الرمضانية في سهرة رمضانية مميزة تعيد لنا يوميات من الماضي و هو ما أحن إليه ، وأعتقد أنني هنا للمرة الثانية في السهرة الختامية للمهرجان بفضل الجمهور الذي يتابع بشغف أعمالي الفنية ويعشق ما أقدمه من أغاني وتذوقه لما أمنحه لهم من مدائح دينية وأغاني من عمق التراث الشعبي ، كما أنني طيلة مساري الفني كان الجمهور هو وقودي الذي شجعني على مواصلة ولوج عوالم الفن الشعبي الأصيل والأغنية الشعبية . هل تتابع فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للأغنية الشعبية؟ نعم أتابع أخبار المهرجان الثقافي الوطني للأغنية الشعبية في كل طبعاته السابقة عبر مختلف وسائل الإعلام حيث ثمة تغطية إعلامية مميزة سواء على مستوى الجرائد أو عبر القنوات الفضائية الجديدة التي تتناول يوميات المهرجان و المواهب المتنافسة على الجوائز فضلا على سلسلة المداخلات ، وإن كنت للأسف لا أتابع يوميا المهرجان لأنه يتزامن وشهر رمضان الكريم وهو الشهر الذي ترتفع فيه عدد الحفلات التي أحييها وبكثافة عبر جولاتي تشمل كل ولايات الجزائر وخارج الوطن ، وأعتقد أنه من سنة إلى أخرى إستطاع المهرجان خلق تقاليد جديدة ويحفز جمهور الأغنية الأصيلة على متابعته في تاريخه المحدد. كيف تقيم دور المهرجان وأهميته في إكتشاف الأصوات الجديدة في أغنية الشعبي؟ المهرجان مهم جدا و له الفضل بالتعريف و اكتشاف الأصوات الجديدة التي تهوى وتعشق أغنية الشعبي الأصيلة ، وما أتمناه أن يتم مواصلة تأطير الأصوات الشابة الفائزة بجوائز المهرجان ومتابعتهم ولا تنتهي عند منصة التتويج وهذا من أجل تدعيم الأغنية الشعبية ومنحها دماء جديدة ونفس جديد وهو مهم أن نمنح فرصة لهؤلاء الشباب الهاوي لدخول عالم الإحتراف و أرى أنه من الضروري مثلا بعد الإعلان عن الفائزين بالجوائز أن يتم تنظيم جولات وطنية للتعريف بقدراتهم بمرافقة فنان محترف حتى يتسنى لهم الإحتكاك مع باقي التجارب واكتساب الخبرة على الركح ، لأنه ليس المهم القيمة الجائزة المالية التي يتحصلون عليها بقدر المساهمة في تأطير موهبتهم الفنية و مواصلة درب الفن بطرقة منهجية واحترافية وأقترح مثلا جمع الفائزين بالجوائز وإصدار ألبوم مشترك لهم لكل أغنية وتوزيعها للتعريف بهم في الفضاء أغنية الشعبي . ما رأيك في مستوى الأغنية الشعبية حاليا؟ الأغنية الشعبية بصحة جيدة ، ولدينا أصوات قوية ما شاء الله تعشق الأغنية الأصيلة وتحاول تقديمها بروح جديدة وقد إكتشفت بعض الأصوات في الكونسرفاتوار وأيضا هنا في المهرجان الوطني للأغنية الشعبية وهي أصوات لها حضور كبير مميزة ولكن ما ينقص هؤلاء الشباب هو الإفلات من التقليد واستنساخ الأسماء الفنية الكبيرة لأغنية الشعبي والخروج من عباءة عمالقة الفن الشعبي وعدم تقديم نسخة طبق الأصل عندهم لأن الفنان الحقيق حتى وإن كانت بدايته تقليد لفنان ما يجب فيما بعد خلق بصمته الخاصة ولمسته الخاصة به و الفنان الحقيق هو النزوع نحو الإبداع وليس الإستنساخ والإجترار والتقليد ، وللأسف هناك فنانين كبار في أغنية الشعبي مازالوا إلى اليوم يقلدون فنانين كبار وهنا أتساءل أين هو الإبداع والنجاح والروح الفنية وأين هي الخصوصية الفردية للفنان الجديد ، خاصة أننا نمتلك شعراء مميزين وكتاب كلمات يبدعون في نسج قصائد شعبية جديدة وعلى هؤلاء الشباب أن يلجأوا لهم لمنحهم نصوص جديدة وذات المنحى بالنسبة للحن من أجل إبراز الخصوصية وصوته بعيدا عن التقليد. بماذا أتحفت جمهور السهرة الختامية من المهرجان؟ إستمتع الجمهور بباقة من المدائح الدينية التي تتماشى والشهر الكريم ونفحاته فضلا على أغاني خفيفة و طقطوقات لتهوية الأجواء وخلق نوع من الفرح والبهجة لدى العائلات التي عرفني بها الجمهور. ماذا عن جديدك الفني؟ أنهيت مؤخرا تسجيل ألبوم جديد سيرى النور بعد شهر رمضان الكريم مباشرة ، وأشير أنني لم أسجل ألبوم منذ فترة طويلة بسبب القرصنة التي تعرض لها أعمالي. تطغى الطقطوقات على القصائد الطويلة في الأغنية الشعبية لماذا؟ أنا أمزج بين الطقطوقات على القصائد الطويلة خلال مساري الفني الطويل من أجل تلبية أذواق الجمهور وأوضح أنه هناك الكثير من فناني الشعبي لا يستطيعون أداء النوعين في آن واحد، و شخصيا أقدم قصائد طويلة من تراث قصائد الملحون لكبار الشعراء وعمالقته وهو روح الشعبي الأصيل كما أقدم طقطوقات خفيفة في مناسبات الأعراس والأفراح لتهوية الأجواء وصنع أجواء الفرحة و بث السعادة بين العائلات في مثل هذه المناسبات . من خلال جولاتك العالمية هل هناك جمهور للأغنية الشعبية في الغرب؟ جمهور الأغنية الشعبية رغم طغاء الطبوع الأخرى وفي عصر الموسيقى الإلكترونية مازال موجود ومولوع بالشعبي الذي يعكس الهوية والشخصية الجزائرية العريقة فضلا على جمهور الجزائر هناك جمهور يتابع بشغف الأغنية الشعبية في الخارج من أوروبا والولايات المتحدة وغيرها من الدول التي أحييت فيها حفلاتي الشعبية وثمة تفاعل وتناغم وخلال حفل لي في سان فرانسيسكو الأمريكية تفاجأت بجمهور عاشق لأغنية الشعبي وباللباس التقليدي والزغاريد الجزائرية وهو ما أسعدني كثيرا لأنه يؤكد أن جمهور الشعبي يتقاسمه العالم.