يعقد حزب جبهة التحرير الوطني، اليوم، ندوة تحت عنوان "بوتفليقة وإفريقيا.. 60 سنة من الصداقة والتضامن"، وهو الموعد الذي سيسلط الضوء على مسار حافل من الانجازات التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية على مستوى القارة الإفريقية سواء عندما كان يتقلد بوتفليقة حقيبة وزارة الخارجية إبان حكم الرئيس الراحل هواري بومدين، أو خلال فترة حكم الرئيس بوتفليقة. تتزامن الندوة التي سيشرف عليها الأمين العام للأفلان الدكتور جمال ولد عباس، والحركية التي تعرفها الدبلوماسية الجزائرية التي حققت العديد من الانجازات، وساهمت في حل الكثير من الأزمات خاصة في القارة الإفريقية، على غرار رعايتها لاتفاق المصالحة بين الماليين ومساهمتها الدؤوبة في الوصل إلى حل للازمة الليبية. وما إعلان "أسمرة للسلام و الصداقة" الذي أنهي رسميا حالة العداء التي طبعت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا، إلا ثمرة للجهود التي كانت قد بذلتها الجزائر بعد سنة واحدة من اعتلاء الرئيس بوتفليقة سدة الحكم، لوضع حد لحالة الحرب بين الدولتين الجارتين، حيث رعت الجزائر في سنة 2000 أول اتفاق للسلام برعاية الأممالمتحدة وبحضور وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك. ويعد دور الجزائر فاعلا في منظمة الوحدة الإفريقية، حيث تحظى الجزائر بمكانة مميزة بين دول القارة، بالنظر إلى مواقفها واستماتتها في الدفاع عن حقوق القارة في الهيآت الدولية، وما تبنيها لمبادرة "النيباد" بمعية عدد من دول القارة والتي تتضمن تصورا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول القارة، إلا دليل على الدور المحوري الذي لعبه الرئيس بوتفليقة لإرساء قواعد صلبة بين دول القارة الإفريقية أساسها الصداقة والتضامن والتعاون. وليس غريبا على الجزائر مثل هذه المبادرات وهي التي تميزت دبلوماسيتها بالحكمة قبل وبعد والاستقلال، من خلال الحفاظ على ثوابت رسمت السياسة الخارجية الجزائرية على مدار عقود خلت، أولها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وقد أثب الدبلوماسية الجزائرية هذه المبادئ، في العديد من المناسبات وحل الأزمات وعديد المحافل الدولية، على غرار حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ومناصرتها لقضيته العادلة، بالإضافة إلى رفض استعمال القوة لحل الأزمات والنزاعات الدولية مع اعتماد الحلول السياسية والطرق الدبلوماسية، حيث أضحت ميثاق المصالحة الوطنية الذي أرسى الرئيس بوتفليقة قواعده مرجعا في حل الأزمات الداخلية، قبل أن يتعزز هذا الاعتراف بتبني الأممالمتحدة ليوم عالمي تقدمت به الجزائر يتعلق ب "العيش معا في سلام".